دعا المشاركون في اللقاء الدراسي حول (الاستثمار في قطاع الغابات) بتبسة بمناسبة إحياء اليوم الدولي (21 مارس من كل سنة)، إلى ضرورة الاعتماد على البحوث والدراسات الميدانية لأجل تحديد أنواع الأشجار التي تغرس خلال حملات التشجير. وأكد المشاركون في فعاليات اليوم الدراسي الذي احتضنته دار الثقافة (محمد الشبوكي) بمدينة تبسة، على ضرورة الاعتماد على نتائج البحوث لتحديد الظروف المناخية وطبيعة التربة في كل منطقة، والتي من شأنها أن تسهل -حسبهم- عملية تحديد الأنواع التي يتم غراستها، وذلك بهدف التنويع في الغطاء النباتي. وشدد بالمناسبة المدير العام للغابات، علي محمودي، خلال إشرافه على هذا اللقاء، على وجوب الاستفادة من المساحات التي يتم تشجيرها لمكافحة ظاهرتي التصحر وانجراف التربة والاستثمار فيها، عبر تنويع غراسة الأشجار المثمرة وأشجار الزيتون والنخيل وأشجار الفواكه الجافة وغيرها. وأشار ذات المسؤول في سياق متصل، إلى أن الجزائر عرفت تطورا بعد الاستقلال من خلال ارتفاع الغطاء الغابي بها والذي قفز من 3،5 مليون هكتار سنة 1962 إلى 4،1 مليون هكتار سنة 2016 بفضل مختلف البرامج التي سطرتها المديرية العامة للغابات، من بينها حملات التشجير وصيانة المساحات الغابية ومشروع السد الأخضر والمخطط الوطني للتشجير وغيرها. وأضاف أن هذه المساحة التي وصفها ب(الهامة)، من الغابات التي تعدّ موردا هاما في التنمية المستدامة مكنت من تمويل وتجسيد 12 ألف مشروع للتنمية الجوارية عبر مختلف المناطق والقرى والمشاتي بهدف تثبيت السكان في مناطقهم، مشيرا إلى أنها مكنت من استحداث مناصب شغل لفائدة شباب هذه المناطق الذين استفادوا من تكوين في مختلف المجالات. من جهته، تطرق مدير المعهد الوطني للأبحاث الغابية، وحيد زنطوش، إلى الطرق والأساليب الصحيحة للتشجير من بينها طرق العناية بالتربة وتهيئتها وغراسة الشجيرات والاعتناء بها وجني المحاصيل، مشيرا إلى ضرورة اختيار الأشجار التي تتماشى وطبيعة كل منطقة حسب خصوصياتها والأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية التي طرأت منذ سنوات. ودعا زنطوش كذلك إلى تقنين الاستثمار في استغلال النباتات الطبية والعطرية واستخلاص الزيوت الطبيعية منها ومحاربة استغلالها العشوائي الذي قد يقضي -حسبه- على المنتوج، وإعداد أجندة استغلال لضمان التوازن الإيكولوجي والبيئي. وبخصوص ولاية تبسة، أفاد المحافظ المحلي للغابات، نصر الدين كشيدة، أن مصالحه تعمل على التشجيع على الاستثمار في الغطاء الغابي الذي تتوفر عليه هذه الولاية والمتربع على 211 ألف هكتار ومرافقة المستثمرين باعتبار هذا المجال بديلا اقتصاديا يمكن -كما قال- من تنمية المناطق الحدودية والجبلية ومن فتح مناصب شغل. وتحصي ولاية تبسة حاليا نماذج ناجحة للاستثمار في الغابات خاصة في مجال استخلاص الزيوت الطبيعية وتقطير المياه من النباتات الطبية والعطرية وإنتاج الفحم والحطب واستغلال الحلفاء والصنوبر وغيرها، مؤكدا على تسهيل كل الإجراءات لفائدة الراغبين في الاستثمار. وتم بالمناسبة إبرام عدة اتفاقيات بين قطاع الغابات وجامعة العربي التبسي بتبسة ومركز التكوين المهني والتمهين ببلدية الحمامات بنفس الولاية والفرع الولائي للمجلس المهني للأعشاب والنباتات الطبية والعطرية، إضافة إلى ترقية إطارات بالمحافظة المحلية للغابات وتكريم المشاركين في هذا اللقاء الدراسي التقني.