من منطلق "الطفل يكتب للطفل"، دعمت الكاتبة وأصغر أديبة في الجزائر وعلى المستوى العربي البرعمة "ريمة لقرع" أدراج قصص الأطفال بمجموعة قصصية جديدة موجهة للأطفال، تحت عنوان "الوعد المنسي"، وقد صدرت المجموعة القصصية الثانية لريمة عن دار النبأ للإعلام والنشر. وتتضمن المجموعة القصصية لأصغر أديبة جزائرية وعربية، ست قصص قصيرة متنوعة تحث الطفل القارئ على انتهاج السبل القويمة والتحلي بمكارم الأخلاق وفضائل الصدق وطاعة الوالدين والعدل والتضامن مع المظلومين والمحتاجين وتفادي رذائل السرقة والكذب والظلم والغيرة والشقاق، لتكون كاتبتنا الصغيرة من خلال قصصها خير رفيق لأطفال الجزائر، ومساهمة فعالة في المجال التربوي للأطفال، ورغم أن الكتاب موجه بالأساس للأطفال فقد كشفت صاحبته عن قدرة سردية ولغوية ملفتة، قد تنتزع من خلالها مكانة بين الكبار عندما تنضج تجربتها وتكتب لهم. وقد سبحت ريمة بقرائها الصغار في عالم الخيال، وأبدعت باستقائها قصصا تحمل عبرا قوية من الواقع المعاش، لما تتميز به المجموعة القصصية من سعة خيال الكاتبة الصغيرة وجمال أسلوبها اللغوي وسلامته، فمع أنه يتكئ على البساطة والعفوية الطفولية لكاتبة في الثالثة عشر من عمرها، إلا أنه أسلوبٌ سلس فصيح وينبئ بموهبة أدبية واعدة إذا وجدت الرعاية والاهتمام الضروريين لدى الأوساط الأدبية والثقافية في الجزائر. يُذكر أن الكاتبة الصغيرة، كانت قد أصدرت في سبتمبر 2009 باكورة أعمالها الأدبية وهي بدورها مجموعة قصصية أولى موجهة للأطفال بعنوان "البنات الثلاث" وهي في الثانية عشر من عمرها آنذاك، وحظيت باهتمام كبير وتطرقت إليها عشراتُ الجرائد والمواقع الإلكترونية الجزائرية والعربية باعتبارها واحدة من أصغر الأدباء في الجزائر والوطن العربي، كما أنها أسهمت في كسر "القاعدة" المعروفة وهي أن الأدباء كبار السن فقط هم من يكتب للصغار الذين يكتفون عادة ً بدور المتلقي. ومقارنةً بمجموعتها الأولى "البنات الثلاث" فقد جاءت المجموعة الثانية "الوعد المنسي" أكثر نضجاً من الناحية السردية وأمتنَ لغةً وأقلَّ أخطاءً، ما يعني أن الكاتبة الصغيرة تتحسَّن وتتطور بمرور الوقت وتسير بخطى وئيدة نحو امتلاك ناصية اللغة، فضلاً عن التحكم في تقنيات السرد القصصي قريباً، بعد أن أصر والدها حسين لقرع على نشر القصص بالأخطاء التي جاءت فيها، حتى يتسنى للأطفال وريمة أيضا من التنبه لها مستقبلا، وهو ما ساهم في تدعيم المعرفة اللغوية لديها أكثر. يجدر الإشارة أن الكاتبة سبق وأن كرمت من طرف النادي الإعلامي لأصدقاء رئيس الجمهورية، باعتبارها أصغر أديبة عربية، تشجيعا لها على مزيد من العطاء في مسارها الأدبي.