يعد الجانب الوقائي هو السلاح الفعال في مكافحة التسمم العقربي أمام انتشار الظاهرة ببعض مناطق الوطن، حسب ما أكده عضو لجنة الخبراء في مكافحة التسمم العقربي ورئيس وحدة إنتاج المصل بمعهد باستور، الدكتور محمد لمين سعيداني. وأشار الدكتور سعيداني، إلى ضرورة تكثيف عمليات التحسيس والتوعية وإرشاد المواطن بالإجراءات الوقائية الضرورية لمكافحة هذه الحشرة القاتلة، لاسيما وأن المواطن نفسه من يوفر البيئة لنمو العقرب. واعتبر ذات المسؤول، أن مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي غالبا ما تزداد خلال فصل الصيف مرهون كذلك بعملية جمع العقارب في الوسط الحضري وتشجيع عمل الجمعيات الناشطة في هذا المجال، لاسيما بعد التحفيزات المالية الممنوحة في إطار ميزانية الولاية. وكانت القافلة الوطنية للتحسيس والوقاية من التسمم العقربي التي انطلقت شهر مارس الفارط من ولاية ورڤلة قد مست ما يناهز 2.000 طفل من تلاميذ المدارس، في مبادرة تهدف إلى تخفيض عدد الإصابة بلسعات العقارب، كما ذكره ذات المسؤول. وجابت هذه القافلة التي تواصلت على مدى 3 أيام ومست كذلك المساجد وبلديات ورڤلة وتڤرت وتماسين إلى جانب البدو الرحل، كما أكده الدكتور سعيداني، الذي أضاف بان هذه الحملة وجهت أساسا لأطفال المدارس باعتبار أن الإصابة بلسعات العقارب تنتشر لدى الأطفال وغالبا ما تحدث داخل المنازل. ومن المنتظر أن تتواصل هذه الحملة خلال الأسابيع المقبلة لتمس مناطق أخرى على غرار بلدة عمر وقوق، وذلك في إطار التدابير والإجراءات الوقائية التي يعد الجانب التحسيسي جزءا هاما فيها بهدف تفادي هذه الظاهرة ومكافحتها، وفق ما أشير إليه. وتم توفير مخزون يناهز 1.800 جرعة من المصل المضاد للتسمم العقربي بولاية ورڤلة تحضيرا للفترة الصيفية التي غالبا ما تسجل بها حالات لسع العقارب، حسب ما أكدته من جهتها مصالح مديرية الصحة بالولاية. وتعتبر هذه الكمية من المصل كفيلة بتغطية احتياجات الفترة الصيفية، وذلك اعتمادا على إحصائيات السنوات الفارطة لعدد حالات الإصابة بلسع العقارب المتوقعة، حسب ما أكده رئيس مصلحة الوقاية بذات المديرية، الدكتور جمال معمري. ويجري التنسيق بشكل دائم ومستمر مع معهد باستور (الجزائر العاصمة) في حالة تسجيل نقص في عدد الجرعات المتوفرة على مستوى المؤسسات الصحية المنتشرة عبر كامل إقليم الولاية لضمان عدم حدوث أي تذبذب في وفرة المصل، كما أوضحه ذات المسؤول. وتم تسطير برنامج خاص بمكافحة التسمم العقربي خلال الفترة الصيفية 2019 يرتكز على تدعيم الإجراءات الوقائية من خلال تشجيع حملات الجمع المفيد للعقارب بالتنسيق مع الجمعية الولائية لمكافحة التسمم العقربي، لاسيما بعد التحفيزات المالية الممنوحة في اطار ميزانية الولاية برفع قيمة العقرب الواحد من 50 إلى 100 د.ج. يذكر أن معهد باستور قد وزع خلال شهر افريل الماضي على الصعيد الوطني قرابة 40 ألف جرعة من المصل المضاد للتسمم العقربي، بالإضافة الى كمية كبيرة سيوزعها خلال شهر جوان المقبل، وهو بصدد رفع المخزون من هذه المادة الى 90 الف جرعة قبل شهر سبتمبر القادم.