الجزائر- أكد ممثلون لمجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي في اجتماع بأديس أبابا على "الحاجة إلى حل سياسي للصراع في ليبيا" في الوقت الذي واصلت فيه قوات التحالف الغربية بقيادة الحلف الأطلسي "الناتو" غاراتتها الجوية على مقر اقامة العقيد معمر القذافي وسط العاصمة الليبية و ميناء طرابلس. وكان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن لمنظمة الاممالمتحدة قد دعيا في بيان مشارك باديس ابابا امس السبت إلى وقف فوري لإطلاق النار ووضع حد بشكل كامل للعنف ضد المدنيين وإيجاد حل للأزمة في ليبيا بما يستجيب للمطالب المشروعة للشعب الليبي . واكد اعضاء مجلس السلم والأمن الإفريقي وممثلون لمجلس الأمن في البيان على أهمية أن يكون وقف إطلاق النار موثوق به ويمكن التحقق منه, وحثا الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة وكل الأطراف المعنية الازمة الليبية على العمل من اجل تحقيق هذا الهدف .وفي المقابل قامت كاترين اشتون وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي بزيارة اليوم لبنغازي معقل المتمردين في شرق ليبيا والتقت برئيس "المجلس الانتقالي" (للمتمردين) مصطفي عبد الجليل. وعبرت اشتون في موتمر صحفى مقتضب عن "مواصلة دعم الاتحاد الاوروبي" للمجلس الانتقالي كما عبرت عن تقديم مساعدات له فى مجالات " إدارة الحدود والاصلاحات الامنية والاقتصاد والصحة والتربية والمجتمع المدنى ". كما قامت بفتح مكتب مؤقت للاتحاد الأوروبي في مدينة بنغازي. وقد انتقدت الحكومة الليبية زيارة اشتون لبنغازي وقالت انها "تعطي الانطباع بالاعتراف بكيان غير شرعي وتستهدف تقسيم ليبيا وهذا مخالف لقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 1970 و 1973 اللذان يؤكدان على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها". واعتبرت أن "الدور الحقيقي" الذي يجب أن يضطلع به الاتحاد الأوروبي هو "المساهمة مع بقية أعضاء المجتمع الدولي في البحث عن حل سلمي يحقن دماء الليبيين ويعزز وحدة ليبيا وسلامة أراضيها" طبقا لقرارات الاممالمتحدة . وعلى الصعيد العسكري شنت قوات حلف شمال الاطلسي "الناتو" ليلة السبت الى الاحد غارتين جديدين استهدفتا ميناء طرابلس ومنطقة باب العزيزية مقر اقامة العقيد معمر القذافي في وسط العاصمة الليبية. وكان ميناء طرابلس القريب من وسط المعاصمة هدفا ليلة الخميس الى الجمعة لغارات لقوات "الناتو" اغرقت خمس سفن تابعة لحرس السواحل الليبية كما تم تدمير ثلاثة سفن اخرى في مينائي الخمس و سرت شرق العاصمة. وتشهد العاصمة الليبية غارات شبه يومية للتحالف الغربي منذ 19 مارس الماضي في اطار ما سمي بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 1973 الذي يحظر الطيران فوق ليبيا لحماية المدنيين والذي ترى فيه العديد من الدول انه يتجاوز التوفيض الاممي . وقد جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقاداته للغارات التي يشنها حلف شمال الاطلسي ضد اهداف مدنية وعسكرية في ليبيا وقال أن "الناتو" ليس قادرا حتى الآن على القيام بعمله وفقا لقراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973 حول ليبيا. وقال لافروف في كلمة بجامعة بكالينينغراد " اننا قلقون من ذلك ولا نخفي قلقنا من كيفية اختبار استراتيجيته هذه في ليبيا مثلا ". وفي اطار الجهود الديبلوماسية لايجاد حل سلمي للازمة الليبية سيلتقى وزير الخارجية الروسي يوم غد الاثنين فى موسكو وفدا عن المجلس الانتقالي الليبي الذي شكله المتمردون بعد تاجيل لقاء كان مبرمجا الاسبوع الماضي بسسب وجود وفد عن الحكومة الليبية في زيارة لروسيا. وكانت روسيا قد دعت يوم الجمعة الماضي الى نشر قوات دولية لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لوقف العنف في ليبيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش " نعتقد انه من المهم تنشيط الجهود السياسية والدبلوماسية بشكل كامل لحسم الازمة بمساعدة قوات حفظ سلام محتملة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي ".