الجزائر-هزت أكثر من عشر انفجارات يوم الثلاثاء وسط العاصمة الليبية طرابلس اثر قصف جوي مكثف لطائرات "الناتو" استهدف عدة مواقع قرب باب العزيزية مقر إقامة الزعيم الليبي معمر القذافي فيما وصل المبعوث الروسي للشؤون الإفريقية إلى بنغازي في مهمة وساطة لبحث عن مخرج سلمي للازمة في ليبيا. وكان الحلف الأطلسي شن غارات مكثفة اليوم على عدة مواقع بالعاصمة الليبية وضواحيها تركزت أساسا على منطقة باب العزيزية والمناطق المحيطة. واندلع حريق هائل فى باب العزيزية جراء هذا القصف وفقا لما نقلته تقارير صحفية التي أشارت الى سماع دوي نحو 15 انفجارا قويا هزت أرجاء طرابلس عقب تحليق طائرات "الناتو". وأكد التلفزيون الليبي نقلا عن مصدر عسكري تعرض باب العزيزية للقصف مشيرا الى انه خلف تدمير منشآت ومباني وجزء من البنية التحتية بالمكان . يشار إلى أن طرابلس شهدت الليلة الماضية غارات متواصلة من قبل طيران "الناتو" حتى طلوع فجر اليوم استهدفت خلالها مناطق حي الكرامة وعين زاره وتاجوراء بضواحي طرابلس. وما يزال طيران حلف "الناتو" يواصل تحليقه في سماء طرابلس مخترقا جدار الصوت في بعض الأحيان. وأكد المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم مقتل شخصين وجرح 16 آخرين من الفنيين الاعلاميين العاملين داخل مبنى الاذاعة الليبية بطرابلس بعد تعرضه للقصف من قبل قوات الحلف فجر يوم الاثنين. وتاتي هذه التطورات في الوقت الذي تتواصل مساعي افريقية روسية صينية للبحث عن حل سياسي للنزاع في ليبيا حيث وصل في هذا الاطار المبعوث الخاص الروسى لشؤون التعاون مع البلدان الافريقية ميخائيل مارغليوف اليوم الى بنغازي معقل المتمردين اين التقى مع مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالى في ليبيا ل"بحث السبل المحتملة للخروج من الصراع وسبل تجنب وقوع كارثة إنسانية" حسب ما نقلت تقارير اخبارية . وكان مارغيلوف صرح ان محادثاته في ليبيا "ستتناول ما يمكن إتباعه من سبل لحل النزاع ومنع وقوع كارثة إنسانية" مشيرا الى ان "النزاع المسلح الذي طال أمده يعرض الوضع الإنساني في ليبيا والدول المجاورة التي تستقبل اللاجئين الليبيين للمزيد من المصاعب التي تهدد بزعزعة استقرار الوضع في المنطقة". و بعد ان اكد حرص روسيا على "علاقات متميزة مع ليبيا والشعب الليبي" عبرعن ثقة موسكو في "أن الليبيين قادرون على حل مشاكلهم وبناء مستقبلهم بأنفسهم". و حسب ما نقلته وكالة الانباء الروسية "نوفوستي" اليوم عن مصدر مطلع فان المبعوث الخاص للرئيس الروسي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي لا ينوي زيارة طرابلس حيث من المقرر ان ينتقل من بنغازي الى القاهرة. ويذكران روسيا كانت قد امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الامن الدولى 1973 الصادر في مارس الماضى الذي يسمح بشن هجمات جوية ضد قوات القذافى بحجة حماية المدنيين وانتقدت العملية الجوية فى ليبيا. غيران روسيا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكله المتمردون ببنغازي "شريكا شرعيا في المحادثات حول مستقبل ليبيا". من جهته جدد رئيس الاتحاد الإفريقي تيودورو أوبيانغا نغيما مباسوغو من موسكو اليوم أن النزاع في ليبيا يجب ان يعالج سلميا مؤكدا ان "التدخل الخارجي في هذا النزاع سينعكس سلبا على تنمية المنطقة الافريقية". وقال رئيس الاتحاد ورئيس جمهورية غينيا الاستوائية "لا يجوز تصنيف قتل المدنيين وقصف المدن وتدمير البني التحتية تحت عنوان التدخل من أجل حل المشكل". وأعرب عن "مخاوفه من تحول السيناريو الليبي الى عادة لدى المجتمع الدولي حيث تجري معاقبة كل من هو غير مرغوب فيه" مشيرا إلى أن إفريقيا "تدعو روسيا الى المساعدة على تسوية الوضع في ليبيا من أجل أن يحترم حق سيادة البلد الافريقي". ومن جانبها تدعم الصين جهود الاتحاد الافريقي لانهاء الصراع في ليبيا بالطرق السلمية حيث جددت اليوم الخارجية الصينية دعوتها للاطراف المعنية بالنزاع هناك "اعطاء الاولوية لمصالح البلاد وشعبها وان تدرس بجدية خارطة الطريق التى قدمها الاتحاد الافريقى لحل الازمة فى الدولة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لى فى مؤتمر صحفى ان الصين "تحث جميع الاطراف الليبية على التوصل إلى وقف اطلاق للناروحل الازمة من خلال السبل السياسية" مضيفا ان بكين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولى للتوصل إلى حل سياسى للأزمة. وتابع "ينبغى ان يقرر الشعب الليبى مستقبل بلاده والصين تحترم اختيار الشعب الليبى". وتاتي تاكيدات مواقف الصين بخصوص النزاع في ليبيا في الوقت الذي اعلنت الحكومة الليبية اليوم ان وزير خارجيتها عبد العاطى العبيدى سيقوم بزارة الى بكين ابتداء من اليوم وتدوم ثلاثة ايام حيث سيجتمع بوزير الخارجية الصينى يانغ جيه تشى لبحث حل سياسى للازمة. وكانت الصين قد اقامت مؤخرا اتصالات مع المتمردين حيث جتمع أمس دبلوماسيون صينيون ببنغازى مع قياديين بالمجلس الانتقالي في ليبيا الذي يمثل المتمردين كما التقى سفيرالصين لدى قطر اواخر الشهر الماضي مصطفى عبدالجليل رئيس هذا المجلس. وعلى صعيد تشديد الخناق على المناطق الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي قرر الاتحاد الاوروبي اليوم في اطار توسيع عقوباته ضد النظام الليبي تجميد أصول ستة موانىء ليبية لم يتم تحديدها بالاسم. وكانت الحكومة الليبية (للجنة الشعبية العامة) وفي اجتماع لها امس قد دعت الأممالمتحدة للإفراج الاموال الليبية المجدمة من لتوفير الغذاء والدواء والوقود وغيرها وكذا رفع الحظر البحري عن ليبيا حتى يسمج بدخول السلع الاساسية لتموين المواطنين عبر كافة مناطق البلاد.