الجزائر - واصلت قوات حلف شمال الاطلس (الناتو) يوم الإثنين قصف مواقع مدنية غرب العاصمة الليبية طرابلس ما ادى إلى سقوط العديد من القتلى و الجرحى في ظل استمرارالجهود الدبلوماسية الحثيثة لايجاد تسوية سلمية للأزمة الليبية. و في إطار مواصلة العمليات العسكرية للحلف في ليبيا والتي اعلن عنها في وقت سابق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندريس فوج راسموسن قصف طيران الحلف ميناء زوارة (120 كلم) غرب طرابلس ونقاط مراقبة مدنية في هذه المدينة مخلفة العديد من القتلى و الجرحى حسب ما أعلن التلفزيون العام الليبي. وأدان التلفزيون "حرب الابادة" و"الجرائم ضد الانسانية" التي يرتكبها حلف شمال الأطلسي في ليبيا . وكانت طائرات "الناتو" شنت مساء امس الأحد عدة غارات على مواقع تابعة لقوات الموالية للحكومة الليبية في مدينة البريقة شرق ليبيا مستخدمة البوارج الحربية وطائرات الاباتشي. علما ان العاصمة الليبية تتعرض لغارات شبه يومية يشنها الحلف الذي بدأ منذ 13 مارس الماضي عملية عسكرية ضد قوات العقيد الليبي معمرالقدافي. وضرب الحلف عدة اهداف مفترقة قرب طرابلس ومصراتة وودان وغريان و وزوارة وسرت وابو قريان وسط البلاد تنوعت بين آليات حربية ومنصات للرادار ومراكز للقيادة والتحكم وتجاوز عددها العشرين هدفا. وفي إطار المساعي الدبلوماسية الرامية إلى ايجاد حل للازمة في ليبيا أكد الاخضر الابراهيمي الدبلوماسي الجزائري الاسبق و ممثل الأممالمتحدة المكلف بالعراق وأفغانستان أن حل الأزمة التي تشهدها ليبيا حاليا ينبغي أن يكون سياسيا و يشترك فيه كل من الأممالمتحدة و الجامعة العربية و الاتحاد الافريقي على حد سواء. وفي نفس المسعى اجرى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما اليوم في روسيا محادثات مع مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا.وتأتي مشاركة زوما فى اجتماع مجموعة الاتصال بعد أن وجهت روسيا دعوة إليه لزيارة موسكو وبحث تداعيات الأزمة الليبية مع القيادة الروسية حسب ما اعلنت وزارة الخارجية فى جنوب أفريقيا. وبحث الرئيس الروسي دميتري ميدفيدف مع نظيره الجنوب الإفريقي في "سوتشي" بروسيا سبل تسوية الأزمة في ليبيا. ووفق مصادرروسية رسمية جرى التركيز في المحادثات بين الرئيسين على قرارات القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي بخصوص إمكانية إيجاد حل سلمي للقضية الليبية. وجدد ميدفيدف موقف روسيا الداعي إلى أن "تقوم منظمات إقليمية وفي مقدمتها الاتحاد الإفريقي إلى جانب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ليبيا عبد الإله الخطيب بدور أساسي في البحث عن تسوية سياسية دبلوماسية للأزمة الليبية". وقال ميدفيدف إنه يود الاطلاع على جوهر هذه المقررات قبل لقائه المرتقب مساء اليوم مع المشاركين في اجتماع مجلس "روسيا-الناتو" في سوتشي داعيا الرئيس زوما لحضور هذا اللقاء والتحدث خلاله مباشرة إلى سفراء دول (الناتو) حول رؤية الاتحاد الإفريقي لطرق تحقيق تسوية سلمية للأزمة الليبية. وتنتقد موسكو موقف حلف (الناتو) في ليبيا وتدين بشدة يوميا العملية التي يقوم بها في البلاد لاسيما عمليات إنزال جوي للأسلحة للمتمردين الليبيين من قبل الجيش الفرنسي حيث وصفت موسكو هذه العملية بأنها "انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1970" وفق ما ذكرت تقارير إعلامية. وفي نفس السياق دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع مجلس روسيا- الناتو بلدان حلف شمال الأطلسي إلى "الابتعاد عن سياسة الردع" موضحا "ضرورة مراعاة الشرعية الدولية لدى خوض الناتو عمليته في ليبيا". وأوضح لافروف أن حلف شمال الاطلسي تعهد لدى توليه قيادة العملية في ليبيا منذ 31 مارس الماضي بتنفيذ ما جاء في قراري مجلس الأمن 1970 و 1973 حول حظر توريد أسلحة إلى ليبيا وإقامة منطقة حظر طيران بالمجال الجوي لهذا البلد. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس فوغ راسموسن قوله بعد اجتماع مجلس روسيا الناتو على مستوى المندوبين الدائمين بسوتشي ان التحالف العسكري "لن يتدخل بالحياة السياسية في ليبيا مستقبلا" قائلا "ان المهمة التي نقوم بها نحن (الناتو) تهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية معينة". وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي يتولى رئاسة لجنة الاتحاد الإفريقي المكلفة بتسوية الأزمة الليبية التقى امس الاحد بنواقشوط مع وفد يضم مبعوثا خاصا للعقيد الليبي معمر القذافي وفق ما ذكر مصدر رسمي موريتاني. و قال المصدر أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز استقبل في نواقشوط وفدا ليبيا برئاسة سليمان ساسي الشحومي. وتناول اللقاء "الأوضاع في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك". و يذكر ان لجنة الاتحاد الإفريقي المكلفة بتسوية الأزمة الليبية تضم في عضويتها جنوب افريقيا والكونغو برازافيل وأوغندا ومالي. وقد اجتمعت اللجنة - والتي تضم في عضويتها جنوب افريقيا والكونغو برازافيل وأوغندا ومالي- الأسبوع الماضي في بريتوريا وقدمت مقترحات لحل الأزمة الليبية إلى قمة الاتحاد الإفريقي التي انتهت أول امس الجمعة في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية.