حقوق عمال الشركات المملوكة لرجال الأعمال المحبوسين محفوظة جدد رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، مساء أول أمس، دعوته إلى الإرادات المخلصة من القوى السياسية وفعاليات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية من أجل الدفع بمسار الحوار لتحقيق غاياته في الآجال القريبة. وقال بن صالح، في رسالة له بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمجاهد (20 أوت): أجدد الدعوة للإرادات المخلصة من القوى السياسية وفعاليات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية للمساهمة في توفير الظروف والدفع بمسار الحوار إلى تحقيق غاياته في الآجال القريبة ، مؤكدا أن هذا الحوار وطني جاد وواسع لا إقصاء فيه، يكون بمثابة المسلك المؤدي إلى ضمان حق الشعب الجزائري في اختيار رئيس الجمهورية في أقرب الآجال، ويتأتى ذلك بعد حصول الاطمئنان على آليات تحقيق النزاهة والشفافية للانتخابات الرئاسية. وفي ذات السياق، شدد رئيس الدولة على أن الجميع يتفق على مسلك الحوار باعتباره وحده الكفيل بتجاوز الأوضاع الحالية، ويتقاسم القناعة بضرورة هذا المسعى الذي يلقى ترحيبا وارتياحا واضحا لدى الرأي العام ويتزايد الانخراط فيه ودعمه من الفاعلين في الساحة الوطنية. ونوه بن صالح بالمسعى النبيل الذي باشرته الهيئة الوطنية للحوار والوساطة برصانة ونجاعة وبانفتاح، في تسهيل الحوار الذي لا بديل عنه لتحقيق أوسع وأشمل توافق وطني ممكن، يتيح للشعب الجزائري ممارسة سيادته عبر انتخابات رئاسية ذات مصداقية ولا جدال فيها، مؤكدا أن هذه الانتخابات هي في نظر غالبية مكونات الشعب والقوى السياسية، ليست فقط ضرورة حتمية، بل وأيضا حلا مستعجلا يسمح لبلدنا أن ينطلق بمؤسسات دستورية كاملة الشرعية لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الملحة ويوطد ثقة مواطنينا في مستقبل أفضل. واعتبر رئيس الدولة، أن الجزائر القوية المنيعة التي ضحى من أجلها الشهداء وينشدها بناتها وأبناؤها تحتاج في هذه المرحلة الخاصة، وأكثر من أي وقت مضى، إلى ترتيب الأولويات تفاديا لمآلات غير مأمونة وغير موثوق في نهاياتها، وإن عرفت بداياتها. قيادة الجيش حرصت على الحفاظ على الطابع الدستوري للدولة وبنفس المناسبة، توجه رئيس الدولة بالتحية والتقدير إلى الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، مؤكدا أنه حصن الجزائر المنيع والعين الساهرة على حماية التراب الوطني والشعب الجزائري ومؤسساته، خاصا بالذكر قيادة الجيش الوطني الشعبي نظير صفاء التزامها ووقوفها بجانب شعبنا في هذه المرحلة المصيرية من تاريخه، وحرصها الصادق للحفاظ على الطابع الدستوري للدولة واستمراريتها. كما حيا بن صالح كل أسلاك الأمن لما يبذلونه من جهد وتضحيات جسام، سائرين بوفاء على نهج السابقين من الشهداء والمجاهدين لضمان أمن واستقرار وطننا المفدى. ولدى تطرقه إلى إحياء يوم المجاهد، دعا رئيس الدولة إلى تكاتف الجهود وتكامل المساعي لتصب في اتجاه ذلك الطريق المقدس الذي كان 20 أوت 1955 و20 أوت 1956 محطتين بارزتين فيه، وهو الطريق الذي على الأجيال أن تستكمله مسترشدة بشعلته لبناء الدولة الجزائرية القوية والعصرية، معربا عن قناعته التامة بأن التطورات الإيجابية والمشجعة التي تشهدها الساحة الوطنية لدليل على قدرة شعبنا العظيم الذي صنع المعجزات أن يستلهم من عبقريته الجماعية النفس الضروري لتجاوز الوضع الراهن وبناء مستقبل أفضل وواعد لمواطنينا وللأجيال القادمة. وأبرز بن صالح أن الجزائر تحتفى بيوم المجاهد تخليدا لمحطة مفصلية في تاريخ ثورة التحرير المباركة، وهي الذكرى المزدوجة للهجومات البطولية المظفرة التي وقعها جيش التحرير في الشمال القسنطيني ضد الاحتلال الفرنسي يوم 20 أوت 1955 بقيادة الشهيد البطل الرمز زيغود يوسف ورفاقه، مؤزرا بعمقه الشعبي في تلاحم تام، وانعقاد مؤتمر الصومام في نفس اليوم من السنة الموالية (1956). وأوضح رئيس الدولة، أن الحدث الأول أكد تصميم الشعب الجزائري على الكفاح المقدس، محدثا القطيعة مع الاستعمار البغيض ومرسخا لشعلة ورسالة نوفمبر 1954، وكانت الحاجة فيما بعد ملحة لذلك المؤتمر التاريخي، مؤتمر الصومام، الذي وضع الأسس التنظيمية والهيكلية لثورتنا المجيدة، معتبرا أن هذا الحدث التاريخي كان منعرجا حاسما عزز الثورة بقياد مركزية موحدة وأحدث الرجة المأمولة التي وسعت أصداء الثورة في الخارج وأكسبتها تعاطفا دوليا متزايدا رسميا وشعبيا. بن صالح يطمئن عمال الشركات المملوكة لرجال الأعمال المحبوسين من جهة أخرى، استقبل رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، مساء أول أمس، الوزير الأول، نور الدين بدوي، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية. واستعرض رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، حسب المصدر نفسه، مع نور الدين بدوي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد. وأسدى بن صالح تعليمات للحكومة بأن تولي عناية خاصة لإنجاح انطلاق الموسم الدراسي بالخصوص في المناطق الريفية والمعزولة في الهضاب العليا وجنوب البلاد، وكذا بضمان التكفل المقاعد البيداغوجية لكل الأطفال في سن التمدرس ووسائل نقلهم وتهيئة المطاعم المدرسية. وحث رئيس الدولة الحكومة على مواصلة الجهود لتقليص عجز الخزينة والحفاظ على التوازنات المالية واتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من تراجع احتياطي الصرف، بالمقابل ذكر بن صالح بأن الدولة في اطار سياستها الإجتماعية ستواصل بذل الجهود اللازمة للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين خاصة أصحاب الدخل الضعيف. وأكد بن صالح على الأهمية التي توليها الدولة لإستمرار أنشطة الشركات المعنية بالإجراءات التحفظية بناء على قرارات العدالة والمحافظة على وسائل الإنتاج وعلى مناصب العمل. من جهته، استعرض بدوي أمام رئيس الدولة الموارد والإمكانيات التي تم حشدها من طرف الدولة لتهيئة الظروف لضمان انطلاقة ناجحة للدخول الاجتماعي. وقدم الوزير الأول عرضا حول الأرصدة المالية للخزينة العامة خلال السداسي الاول والتحضيرات الجارية حول قانون المالية لسنة 2020. وأبلغ بدوي رئيس الدولة بن صالح بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة بخصوص الشركات الخاصة المعنية بتدابير تحفظية التي تنتمي إلى أشخاص محل متابعات قضائية، لاسيما تعيين متصرفين إداريين على مستوى هذه الشركات.