فند البروفيسور الأمريكي، جوزيف هودلستون، الادعاءات المغربية التي تزعم أن الدولة الصحراوية غير قابلة للوجود، داعيا في الوقت ذاته إلى تمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه في تقرير المصير. ونشر البروفيسور الأمريكي ردا إعلاميا بصحيفة وول ستريت جورنال ، يفند فيه الدعاية المغربية التي تزعم أن الدولة الصحراوية غير قابلة للوجود، ويدعو إلى تمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه في تقرير المصير، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (واص). ونشر الأكاديمي الأمريكي رأيه تحت عنوان: اسمحوا لشعب الصحراء الغربية أن يدلي برأيه! للإجابة على مقال وفيديو الصحفي ديون نيسونبوم، حول الصحراء الغربية (حرب خامدة تثير انتباه الولاياتالمتحدةالأمريكية)، والذي نشر يوم 12 أوت في صحيفة وول ستريت جورنال ، بث فيه العديد من الدعايات الكاذبة التي عادة ما يتحجج بها المغرب لتبرير احتلاله العسكري غير المشروع والعنيف للصحراء الغربية. واعتبر البروفيسور هادلستون، أن الادعاء بأن الصحراء الغربية المستقلة قد تصبح غير مستقرة وقد تمنح موطئ قدم للدولة الإسلامية هو مجرد تخمين مضلل، حيث أن الجمهورية الصحراوية موجودة بالفعل على أرض الواقع وتتعاون مع الجهود الدولية لمحاربة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، علما أن المغرب هو المصدر الرئيسي لهاتين الظاهرتين. كما قدر الأكاديمي الأمريكي أن مقال ديون نيسونبوم، رغم أنه يثير الانتباه إلى الصراع الذي يتم تجاهله في كثير من الأحيان بين المغرب وجبهة البوليساريو في شمال إفريقيا، إلا أنه يؤكد بشكل خاطئ أن دولة صحراوية مستقلة ستشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي. ففي الواقع، يضيف جوزيف هودلستون: لقد قام الصحراويون ببناء جهاز كامل للدولة، فالجمهورية الصحراوية هي عضو منذ فترة طويلة في الاتحاد الأفريقي ومعترف بها من قبل عشرات البلدان، وهي تحقق الانتصارات في دعاوى قضائية في المحاكم الدولية، وتقوم جبهة البوليساريو الحاكمة بتسيير المنطقة المحيطة بالمخيمات وتتعاون مع الجهود الأمنية الدولية لمكافحة التهريب والإرهاب . من جانبها، كانت جبهة البوليساريو قد ردت على مزاعم الصحفي ديون نيسونبوم المضللة التي استنسخت الدعاية المغربية وغيبت آراء الصحراويين. واعتبرت جبهة البوليساريو، في بيان صحفي نشر يوم 13 أوت، أن تبني سياسة تشويه الحقائق وشراء الذمم ونشر الدراسات والمقالات المدفوعة الأجر، لن يغير من حقيقة أن المملكة المغربية ليست سوى سلطة احتلال، وأن طبيعة وجودها في أجزاء من أراضي الجمهورية الصحراوية هي احتلال غير شرعي ومحكوم عليه بالزوال عاجلا أم آجلا. وفي ذات السياق، كان الكاتب والصحفي الأمريكي والمحرر لدى (واشنطن تايمز)، ديفيد كيني، قد تطرق إلى قضية الصحراء الغربية في مقال مطول بعنوان آخر مستعمرة في إفريقيا ، حيث قال إن الاحتلال المغربي يعمد وبشكل ممنهج إلى تطبيق سياسة التعتيم الإعلامي في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ومنع الصحفيين والمراقبين الدوليين من دخولها. وفند المحرر ديفيد كيني، في مقاله الذي نشر على الموقع الالكتروني ذي امريكان سباكتيتر ، مزاعم دولة الاحتلال المغربي بأن دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية للاجئين الصحراويين يتم عن طرق المقايضة من خلال السماح لمبشرين مسيحيين بنشر المسيحية في مخيمات اللاجئين الصحراويين، معتبرا إياها نظرية مؤامرة أخرى يعمد من خلالها الاحتلال المغربي إلى الإيقاع بين المسلمين والصحراويين. وأضاف في ذات المقال، أنه ليس لدى المغرب أي نية للسماح للصحراويين بالتصويت على مستقبلهم، وأن الدبلوماسيين المغاربة تظاهروا لسنوات بأن الرباط قبلت مبدأ تقرير المصير، لكنهم اختلقوا العشرات من العراقيل في وجه التطبيق الفعلي للتصويت، موضحا أن المغرب استمر في هذه السياسة لعقود من الزمن، حيث أعلن مؤخرا أن خيار الاستفتاء أصبح متجاوز، وأن الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية ستبقى الآن والى الأبد جزء من المغرب. الوضع القائم في الصحراء الغربية خطر على المنطقة بدوره، أكد ممثل جبهة البوليساريو في أستراليا ونيوزيلندا، كمال فاضل، ان الحفاظ على الوضع القائم في الصحراء الغربية، كما يريده الاحتلال المغربي، يشكل خطرا على المنطقة ومكلف للأمم المتحدةوالولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي ككل. وفي معرض رده على مقال وفيديو حول الصحراء الغربية، نشره الصفحي ديون نيسونبوم حول الصحراء الغربية تحت عنوان حرب خامدة تثير انتباه الولاياتالمتحدةالأمريكية ، الذي نشر يوم 12 أوت في صحيفة وول ستريت جورنال ، لفت كمال الانتباه إلى أن قارئ المقال قد يعتقد أن الحفاظ على الوضع القائم هو الخيار الأفضل المتاح بالنسبة لقضية الصحراء الغربية، وهذه فكرة يضغط المغرب من أجل فرضها بلا كلل، لكنها خيار خطير ليس فقط على الصحراء الغربية بل على المنطقة بأسرها، كما أنه أيضا خيار مكلف للأمم المتحدة وللولايات المتحدةالأمريكية. وحذر الدبلوماسي الصحراوي من أن صبر الشعب الصحراوي قد بدأ ينفد، مذكرا أن المغرب فشل في كسب قلوب وعقول الصحراويين خلال 44 عاما من الاحتلال. واعتبر كمال فاضل، أن الادعاءات الكاذبة التي نشرتها مقالة ديون نيسونبوم مضللة، معتبرا أنه لا بد من السماح للشعب الصحراوي بتقرير مستقبله في استفتاء، لأن أي حل غير مدروس أو غير ناضج يمكن أن يثير الاستياء ويؤدي إلى عودة المواجعة العسكرية. كما اتهم الدبلوماسي الصحراوي المغرب باستخدام ورقة الخوف للحفاظ على احتلال غير قانوني لآخر مستعمرة في إفريقيا. وفي تصريح إضافي للصحافة الصحراوية، أوضح كمال أن الادعاء بأن الدولة الإسلامية أو القاعدة تتربصان للحصول على فرصة لولوج الصحراء الغربية لا أساس له من الصحة وإهانة للعاقلين. وبالمقابل، يعتقد كمال فاضل أن إيجاد حل سريع وعادل ودائم لقضية الصحراء الغربية من شأنه أن يسهم في استقرار المنطقة ويدرء أي تهديدات للسلام العالمي. وكانت وزارة الإعلام الصحراوية قد نددت من قبل بمحاولات الحكومة المغربية للتضليل بالراي العام حول الموقف الامريكي من قضية الصحراء الغربية، في إشارة إلى مقال مدفوع الأجر منشور في الجريدة الأمريكية وول ستريت جورنال ، يروج لبعض المغالطات الكاذبة التي تفيد بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا ترغب في قيام دولة جديدة في إفريقيا، وأنها تدعم حلا لقضية الصحراء الغربية مؤيدا لأطروحات المغرب وادعاءاته. واعتبرت وزارة الاعلام الصحراوية، أن الوكالة الرسمية المغربية في استغلالها لقصاصات الصحفي الأمريكي، ديون نيسنبوم، نشرها يوم الأحد المنصرم على صفحات الجريدة المذكورة، بعد الزيارة التي نظمتها له المديرية العامة للدراسات والمستندات المغربية تحت غطاء وزارة الخارجية المغربية، ذهبت بعيدا كعادتها في قراءات لا تمت بأية صلة للحقيقة، وتقدم استنتاجات الوزير المغربي للخارجية كأنها الموقف الأمريكي الرسمي، وجعلت ناصر بوريطة هكذا ينتحل صفة ووظيفة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بطريقة مخجلة.