في 11 ديسمبر من سنة 1960 خرج الشعب الجزائري في مظاهرات سلمية لتأكيد مبدأ تقرير المصير ضد سياسة الإستعمار الفرنسي ليصل صوت الجزائر للمنابر الدولية، وتم بذلك إصدار لائحة أممية تعترف فيها بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، وبالمناسبة فقد عمّت الاحتفال بالذكرى الواحدة والخمسين لمظاهرات 11 ديسمبر كامل بلديات القطر الوطني وتم اختيار بلدية بلوزداد لاحتضان الإحتفالات الرسمية. ولإنجاح هذا الحفل تم التنسيق بين عدة جهات لإنجاح الاحتفال على غرار البلدية ومنظمة المجاهدين ومنظمة أبناء الشهداء والكشافة الإسلامية الجزائرية، وقد حضر الحفل الوالي المنتدب لمقاطعة حسين داي ورئيس النادي الإعلامي لأصدقاء رئيس الجمهورية، ورؤساء بلديات، وكذا ممثلين عن الأسرة الثورية. وقد كرمت البلدية أفرادا من الأسرة الثورية ممن عايشوا الحدث من المواطنين والمجاهدين وأقارب الشهداء بهدايا رمزية وشهادات شرفية. وفي كلمته الترحيبية التي ألقاها ممثلا عن رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلوزداد خلال الحفل التكريمي والذي تم على شرف الأسرة الثورية ممن عايشت الحدث، قال أن أحداث ال 11 عشر من ديسمبر 1960 كانت لها الفضل في تسطير الطريق نحو الاستقلال، وذلك من خلال خروج الآلاف من أبناء الجزائر للتصدي والرد على سياسة ديغول. وحققت مظاهرات 11 ديسمبر 1960 صدىً عالميا، سجلت من خلالها عدة نتائج إيجابية فاضحة عن حقيقة الإستعمار الإجرامي وتواطؤه في ارتكاب مجازر وسقوط أرواح بريئة، وذلك أمام العالم كما اقتنعت الأممالمتحدة بإدراج ملف القضية الجزائرية بجدول أعمالها وصوتت بتلك الفترة اللجنة السياسية للجمعية العامة لصالح القضية الجزائرية ورفضت المبررات الفرنسية الداعية بتضليل الرأي العام العالمي. وعلى هامش الحفل كان ل»السياسي« لقاء مع مصطفى حياء الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين المكلف بقطاع الوسط الذي شدد على ضرورة إطلاع النشء على كل مراحل النضال وخبايا الثورة وتحرير رسالة وبيان نوفمبر بكل البرامج التربوية، مشيرا على أنه لا يكون ذلك إلا بالعودة لآبائنا وأمهاتنا ممن عايشوا الأحداث التحريرية، والذين قال الأمين العام عنهم: «منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر». كما أضاف أنه من بين الساعين على إطلاع النشء على تاريخ الوطن إعتبارًا منه أن الشعب بلا تاريخ لا هوية له وباعتبار التاريخ تأشيرة العصور نحو التطلع، وعنصرا أساسيًا في بناء مجد الشعوب. وفي كلمة رئيس النادي الإعلامي لأصدقاء رئيس الجمهورية وائل دعدوش التي ألقاها على مسامع الحضور من مسؤولين ومواطنين وإعلاميين والأسرة الثورية بمناسبة الإحتفال الذي نظمه المجلس الشعبي البلدي لبلوزداد بمناسبة الذكرى ال 51 لمظاهرات ال 11 ديسمبر 1960، نوه فيها بالمبادرة التي سنتها بلدية بلوزداد بالتنسيق مع الجهات المعنية على غرار منظمة أبناء المجاهدين والشهداء والكشافة الإسلامية والتي تدخل في إطار ترسيخ المفاهيم والقيم الثورية ومبادئ ثورتنا المجيدة في ذاكرة شبابنا ومجتمعنا. وأشاد في ذات الوقت بجهود الأبطال الذين استشهدوا والذين ينتظرون نحبهم، وكذا الشعب الذي احتضن الثورة وساند الكفاح الذي كان الطريق الأنجع نحو الإستقلال الذي كان ثمنه مليون ونصف المليون من شهدائنا الأبرار. وقد انتقد دعدوش، ما يسمى بالثورات العربية هنا وهناك والتي تنادي بالتدخل الأجنبي والإستعمار الجديد، وأضاف رئيس النادي الإعلامي لأصدقاء الرئيس قائلا: »هناك فرق كبير بين ثورتنا المجيدة التي طردت المحتل وهزمت الحلف الأطلسي، وبين ما يسمى بالثورات التي جاءت بالإحتلال إلى بلدانها«. واغتنم دعدوش الفرصة ليذكر بالمجهودات التي يبذلها رئيس الجمهورية في الإعتلاء بالجزائر إلى مصاف الدول المتحضرة من خلال ما حققه على مدار عهدتين من تنمية جعلتنا في صدارة الحداثة والتطور، ودعا دعدوش الجميع من سلطات محلية ومواطنين إلى تجسيد برنامج الرئيس بقوة، ودعا أيضا المواطنين إلى الإلتفاف حول إصلاحات الرئيس والمساهمة في إنجاحها.