بشعار خاوة خاوة .. روح التضامن تسود مسيرات الحراك الأفراح ترافق تتويج المنتخب الوطني بالنجمة الثانية رفع منحة المعاقين.. مكسب هام لذوي الإحتياجات الخاصة جزائريون يبكون رفيق الحراك بعدما صان الوعد مرت علينا سنة 2019 وهي محملة في مجملها مجموعة من الاحداث التي ستظل عالقة بالذاكرة الجماعية لكونها استثنائية بكل المقاييس، استهلت بحراك شعبي منقطع النظير، والذي اثبت من خلاله الشعب الجزائري لمختلف الشعوب مدى قوة تمسكه وتضامنه من اجل ضمان استقرار الجزائر. كما تضمن عدة اجراءات هامة في تاريخ الجزائريين، لعل من بين هذه الاجراءات التي اطلقتها الحكومة فيما يخص رفع منحة ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف تحسين ظروف هذه الفئة التي ظلت تنادي بهذا المطلب الذي استجابة له الحكومة في اواخر 2019. وعلى غرار هذا، فقد عاش الجزائريون عدة احداث هامة تعاقبت على مدار شهور السنة، وعاشوها بحلوها ومرها وتفاعلوا معها بكل مجرياتها وحذافيرها، والتي نذكر من بينها حفل سولكينغ الذي تحول قبل بضع دقائق من بدائه الى ماثم وكذا احتراق الرضع بمستشفى الوادي، والذي كان بمثابة فاجعة للجزائريين. فتح ثاني مركز لإيواء مرضى السرطان افتتح،خلال سنة 2019 على مستوى بلدية بلوزداد بالجزائر العاصمة، مركز لإيواء المرضى المصابين بداء السرطان وذويهم ممن يرافقونهم في رحلة العلاج، وذلك بمبادرة من الجمعية الوطنية البدر لمساعدة مرضى السرطان ، حسب ما أفاد به رئيس الجمعية، الدكتور مصطفى موساوي. وأشار الدكتور موساوي، ان المركز عبارة عن بناية تبرع بها أحد المحسنين تقع بأعالي بلدية محمد بلوزداد وبالضبط بمحاذاة مصحة التوليد نعيمة وحمل تسمية دار البدر ، مضيفا ان هذه الاخيرة ستقدم عدة خدمات مجانية كالتكفل بالمبيت والاطعام والنقل واجراء التحاليل وحجز المواعيد الطبية، وذلك بطاقة استيعاب يوميا تصل 30 مريضا قادمين من مختلف مناطق الوطن والذين يقصدون مصلحة السرطان بيار وماري كوري بالمركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة للعلاج من مرض السرطان، مبرزا أن الدار تقع بالقرب من المستشفى، مما سيخفف من معاناة تنقل المرضى لمسافات طويلة. وأضاف من جهة أخرى، أن دار البدر توفر خدمات أخرى تتمثل في الرعاية والتكفل النفسي والاجتماعي، تنظيم مجموعات للمحادثة، حصص طبية ومقابلات مع أطباء مختصين في السرطان، وذلك من طرف الطاقم الطبي والنفساني للجمعية ويتشكل من أطباء متطوعين من تخصصات مختلفة للتكفل بالمرضى خلال جلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي، كما توفر، حسب الدكتور موساوي، الأجواء العائلية والدفأ للمرضى ومرافقيهم للتخفيف من عناء المرض من خلال نشاطات عديدة ترفيهية وثقافية وتخصص ورشات للرسم والتجميل خاصة للأطفال والأمهات كمبادرة يدعمها المحسنون بشكل منتظم. وبالمناسبة، ذكر الدكتور موساوي أن هذه المبادرة التضامنية تعد الثانية من نوعها التي تشرف عليها الجمعية بفضل تبرعات المواطنين المحسنين، حيث سبق فتح دار الاحسان بولاية البليدة في فيفري 2015، وتتسع ل45 سريرا، والتي تستقبل ما لا يقل عن 700 مريض من مختلف الولايات سنويا. أول عملية تحويل للمرضى إلى بلجيكا لزراعة الأعضاء هذا وقد كانت سنة 2019 تحمل في طياتها امال وبشرى كبير للعديد من المرضى، الذين يسعون وراء زرع الاعضاء والخلايا والانسجة، حيث تم في اواخر السنة، وبالتحديد في شهر ديسمبر، اول تحويل لمريض من مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة إلى بروكسيل (بلجيكا) لإجراء عملية زرع الكبد لدى الأطفال منذ تنصيب الوكالة الوطنية لزرع الاعضاء في سنة 2015. ويتعلق الأمر بفتاة تبلغ من العمر 7 سنوات، والتي كانت تعاني من عجز خلوي بالكبد إلى عيادة سان لويس ببلجيكا رفقة والدتها والشخص المتبرع لها بالكبد لاستفادة من عملية زرع لهذا العضو. وقد اتخذ وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، محمد ميراوي، هذا القرار خلال الزيارة التي قادته الى ولاية وهران الأسابيع الفارطة كالتزام للدولة، في اطار التكفل بهذا النوع من المرضى الذي يدخل ضمن الشراكة التي تربط الوكالة بالصندوق الوطني للضمان الإجتماعي للعمال الأجراء. وذكر المدير العام للوكالة الوطنية لزرع الأعضاء، في هذا الإطار، بأن الوكالة شرعت في التطبيق الفعلي للتوصيات التي اتخذتها وزارة العمل والتشغيل والضمان الإجتماعي خلال اللقاءات التي نظمتها سنة 2019 للتكفل ومتابعة عملية زرع الأعضاء، وذلك بالتنسيق مع الوكالة ووزارة الصحة والمجتمع المدني في إطار مسار طبي يحدد ويسهل عملية التحضير لعملية زرع الكبد لدى لأطفال الذين يعانون من عجز في هذا العضو. 2019 فال خير على المشردين ولتدعيم الاشخاص بدون ماوى والتكفل بهم خلال السنة، خاصة في فصل الشتاء، حوّل مركز التكفل بالأطفال المصابين بضيق في التنفس بأعالي الشريعة بولاية البليدة إلى مركز لاستقبال الأشخاص بدون مأوى، حسب ما كشف عنه مدير النشاط الاجتماعي. وأوضح الحاج بوشوشة، ان المركز يستقبل المتشردين وأولئك ممن تخلى عنهم ذويهم الموجودين بمراكز مخصصة للتكفل بهذه الفئة بعدد من الولايات المجاورة، بهذا المركز الجديد ممن تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 سنة. وأضاف أن قرار تحويل مركز استقبال الأطفال المصابين بضيق في التنفس إلى دار للرحمة، يندرج في إطار سياسة ترشيد النفقات التي تنتهجها الوزارة الوصية كون عدد الأطفال الذين كانوا متواجدين على مستوى هذا المركز الذي يكلف الخزينة العمومية مبلغ خمسة ملايير و500 مليون سنويا لم يكن يتعد 17 طفلا. وتم أيضا تحويل جميع الأطفال الذين كانوا موجودين بهذا المركز نحو الولايات التي ينحدرون منها، خاصة في ظل توفر مختلف المؤسسات الاستشفائية على الإمكانيات المادية والبشرية للتكفل بمثل هذه الحالات، مع العلم أنه تم تحويل نشاط مختلف المراكز المتخصصة في استقبال الأطفال المصابين بضيق في التنفس عبر جميع ولايات الوطن. وسيساهم هذا المركز في التخفيف من العجز المسجل في مجال التكفل بفئة بدون مأوى الهشة من المجتمع، مثلما أضاف مدير النشاط الاجتماعي، الذي أوضح أن هذه المنشأة ستمكن من التكفل بفئات اجتماعية جد صعبة وقفت عليها فرق الخلايا الاجتماعية، التي تقوم بدوريات ليلية بشكل منتظم خاصة في ظل انخفاض درجات الحرارة مع حلول فصل الشتاء، الأمر الذي يزيد من معاناتهم. رفع منحة المعاقين.. مكسب هام لذوي الإحتياجات الخاصة كما خصصت الحكومة منح إعانات لبعض الفئات على غرار ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم رصد قرابة 32 مليار دج سنويا لتثمين منحة الاشخاص المعاقين، حسب ما كشفت عنه وزيرة التضامن الوطني والاسرة وقضايا المرأة، غنية الدالية، مؤكدة ان الاعتمادات المالية السنوية المرصودة لتثمين المنحة المالية الشهرية المخصصة للأشخاص المعاقين بنسبة 100 بالمائة وبدون دخل، قاربت ال32 مليار دج. وأوضحت الدالية، في ندوة صحفية خصصتها لشرح معطيات القرار الحكومي القاضي بتعميم رفع المنحة الخاصة بالإعاقة إلى 10.000 دج لفائدة كل المعاقين بنسبة 100 %، مهما كان نوع الإعاقة وسن المعاق، أن الاعتمادات المالية السنوية المرصودة لهذه العملية بلغت 31 مليار و680 مليون دينار جزائري، مشيرة الى أن قرار تثمين المنحة الخاصة بالمعاقين بنسبة 100 بالمائة، سيمس على المستوى الوطني 007 . 334 شخص منهم 813 23 طفل، يدخل في اطار تجسيد التوجه الاجتماعي للدولة الجزائرية في مجال دعم الفئات الهشة والمعوزة بكل اصنافها. ويتعلق الامر، حسب الوزيرة، ب797 . 31 معاق بصريا و397 . 14 معاق سمعيا واضافة الى عدد الاطفال المذكور سابقا (لا يتجاوز سنهم 18 عاما)، علما بان الاجراء دخل حيز المفعول ابتداء من الفاتح من اكتوبر الجاري وقد اعطيت تعليمات صارمة الى كل من المدير العام لوكالة التنمية الاجتماعية والمدراء الولائيين للنشاط الاجتماعي والتضامن عبر ولايات الوطن من اجل التنفيذ الفوري لهذا القرار. ومن جهتها، ثمنت العديد من الجمعيات الناشطة في الميدان، القرار القاضي برفع منحة المعاق إلى 10 آلاف دينار، وقالت عنه إنه طال انتظاره، واصفة إياه بالمكسب الهام الذي من شأنه أن يشعر الفئة المعنية وذويها بنوع من الاهتمام. هذه هي أبرز الأحداث التي عاشها الجزائريون في 2019 شهدت الجزائر، طيلة سنة 2019، عدة أحداث تعاقبت على مدار شهور السنة، أين عاشها الجزائريون بحلوها ومرها وتفاعلوا معها بكل مجرياتها وحذافيرها، وبانتهاء هذه السنة واقتراب سنة جديدة، تكون قد مرت عدة أحداث وحوادث على الجزائريين ظلت راسخة في الأذهان. بشعار خاوة خاوة .. الجزائريون يدفنون كل القوالب الإيديولوجية والجهوية هذا وقد ابرز الجزائريون خلال 2019 للعالم ككل مدى تضامنهم مع بعضهم البعض خلال مسيرات الحراك الشعبي المنظمة كل اسبوع، ما جعل بالعديد من رواد الفايسبوك داخل وخارج الوطن يشيد بهذه المشاهد الانسانية والفريدة من نوعها، والتي يسعها من خلالها الشعب الجزائري ان يبرز للشعوب الاخرى مدى قوة تمسكه فيما بينهم، حيث تداولت العديد من الصفحات الفايسبوكية صورا وفيديوهات تجسد لحظات من الانسانية يسودها الامن والسلام. نجح الجزائريون، وعلى مدار جل المسيرات المنظمة منذ شهر فيفيري، في شد أنظار العالم بسلمية حراكهم رغم الأعداد الكبيرة للمتظاهرين الذين برهنوا بسلوكياتهم الحضارية على وعي الشعب الجزائري والتحضر ببلادهم، وهو ما أكدته العديد من المواقف التي رسمها المتظاهرون خلال الحراك الشعبي بمختلف ولايات الوطن، حيث أقدمت العديد منها على إخراج مختلف أنواع المأكولات والمشروبات أمام العمارات من أجل تقديمها للآلاف من المحتجين المارين أمامهم والقادمين من مختلف إحياء العاصمة، فيما تجند العديد من الشباب لجمع النفايات وقارورات المياه المعدنية التي تم توزيعها على المتظاهرين بمبادرة تطوعية لضمان سيرورة هذه الحركة التي ستبقى درسا في التحضّر والديمقراطية، وهو ما أشادت به العديد من المواقع الاجتماعية والإعلامية على حد سواء. هذا وقد استطاع الشعب الجزائري، عبر كامل ترابه الوطني، أن يجعل السلمية علامة مسجلة بامتياز لحراكه الشعبي، ليقدم للعالم في خرجاته دروس في التحضر، مبرهنا عن مدى وعيه الجماعي، بحيث توافد الملايين من المتظاهرين الذين زينوا شوارع الوطن بالألوان الوطنية وملئوا سمائها بأهازيج كلها حماسة وأمل لم تخلو من الأخوة والتآزر بين أبناء الوطن الواحد. خاوة خاوة .. شعار جزائري بامتياز دفن كل قوالب الأيديولوجية والحزبية الضيقة والجهوية التي كانت تسيطر على عقول الكثيرين، وهو ما جسدته العديد من المظاهر الإنسانية والحضارية التي ميزت هذا الحراك الشعبي الذي جمع كل أبناء الجزائر. تتويج الجزائر بلقب كأس الأمم الإفريقية للمرة الثانية عاشت الجزائر ليلة تاريخية من الأفراح، إثر فوز الخضر بلقب كأس الأمم الأفريقية بفضل فوزهم على السنغال في النهائي بهدف مقابل لا شيء، وهي احتفالات ذكرت الكثير من الجزائريين بإنجازات سابقة لثعالب الصحراء، من أبرزها الفوز على المنتخب الألماني في دور المجموعات في كأس العالم بإسبانيا 1982. و قد سادت أجواء احتفالية كبرى عبر كل ارجاء الوطن وخارجه، لاسيما العاصمة باريس ومدينة مارسيليا، اين خرج مشجعو المنتخب الوطني في الشوارع للاحتفال بهذا الفوز الكبير والذي يعد الثاني في تاريخ الجزائر. احتراق الرضع بمستشفى الوادي يهز الجزائريين اهتز الجزائريون، خلال شهر سبتمبر، على وقع كارثة حقيقية، وذلك باحتراق مستشفى الأطفال والأمومة، حيث راح ضحية هذه الكارثة 8 رضع حديثي الولادة. وخلّفت هذه الحادثة الأليمة حزنا عميقا في أوساط الجزائريين كافة لهول الحادثة، وخاصة أنها مست أرواح رضع أبرياء. وتعود تفاصيل هذه الحادثة لنشوب حريق بعد شرارة كهربائية أتت على حرق مصلحة الطفولة، وأثارت الحادثة تفاعلا واسعا في أوساط المواطنين الجزائريين، والذين تعاطفوا مع أهالي الضحايا، وكما أثار الوضع تذمرا واسعا لدى المواطنين باعتبار أن الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، بحيث شهد ذات المستشفى حادثة مماثلة في سابقتها، لتثير الحادثة بتكرارها خلال شهر سبتمبر تذمرا واسعا لدى الجزائريين. حفل سولكينغ يتحول إلى مأتم من بين الأحداث المأساوية التي عرفها الجزائريين خلال سنة 2019، هي ضحايا حفل سولكينغ ، والتي عرفت بحادثة التدافع. وتعود حيثيات الحادثة التي راح ضحيتها 5 أشخاص في مقتبل العمر لشهر أوت الفارط، أين نظم مغني الراب عبد الرؤوف دراجي، المدعو سولكينغ ، حفلا غنائيا بملعب 20 أوت 56 بالعاصمة، ليكون بذلك الضحايا على موعد مع مأساة حقيقية. وقد أثارت الحادثة المأساوية الرأي العام والخاص بعد سقوط ضحايا ووفيات، وقد تعاطف الجزائريون مع أهالي الضحايا. ومن جهته، فقد أثارت الحادثة المأساوية تذمر المواطنين وحمّلوا الجهات القائمة على الحفل والملعب المسئولية الكاملة في حادثة التدافع، أين كان التنسيق والتنظيم غائبان ما جعل التدافع ينتج لأجل دخول وحضور الحفل الذي استقطب الآلاف من جميع أنحاء الوطن. وتبقى هذه الحادثة راسخة ومطبوعة في أذهان الجزائريين لهولها ونظير الفجع والألم الذي لحق بأهل الضحايا على وجع الخصوص والجزائريين على العموم. الجزائريون يستذكرون عياش بعد مرور سنة على وفاته وبعد مرور سنة بالتحديد من وفاة الشاب عياش داخل البئر الارتوازي، استذكر الشعب الجزائري حادثة الشاب الذي فارق الحياة ببئر ارتوازية بولاية المسيلة، أين قضى قرابة الأسبوع تحت الأرض في انتظار استخراجه وإنقاذه، غير أن القدر كان أسرع ليموت داخل البئر. وقد تابع المواطنون تفاصيل حادثة عياش بكل تفاصيلها منذ اللحظات الأولى لسقوطه حتى استخراجه جثة هامدة، وقد أثارت هذه الحادثة المجتمع الجزائري عبر 48 ولاية، لتعود ذكراه بعد مرور سنة في 2019 إلى الواجهة، أين تم الترحم عليه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والدعاء له بالرحمة والمغفرة، ونشر صوره و إعادة سرد وقائع الحادثة بتفاصيلها لغاية استخراجه بعد محاولات عدة. وتبقى حادثة الشاب عياش عالقة بأذهان الجزائريين، رغم مرور سنة على وقوعها، من خلال تذكر وقائع الحادثة المفجعة. ظاهرة الحرڤة تعود بقوة خلال 2019 عادت ظاهرة الهجرة الغير الشرعية، أو ما يعرف ب الحرڤة ، إلى الواجهة خلال سنة 2019 بقوة، حيث شهدت السواحل الجزائرية هذه الظاهرة التي طالما كانت مصدر أرق للعائلات الجزائرية والمجتمع على حد سواء، إذ شهدت السواحل حركية غير مسبوقة لقوارب الموت التي لم تهدأ وانطلقت بالجملة تحمل في طياتها رحلات نحو المجهول لشباب في مقتبل العمر. ولم تخلو ظاهرة الحرڤة ، والتي باتت تستقطب العائلات كذلك من تخليف ضحايا، من بينهم الموتى والغرقى والجرحى إلى فقدان في عرض البحار والمحيطات، أين سجلت في الفترات الأخيرة وخاصة خلال فصل الصيف عدة حوادث متسلسلة لمحاولات الهجرة السرية لعشرات الأشخاص، وسجلت مقابل ذلك عدد هائل للضحايا، أين تم انتشال جثث عشرات الأشخاص لقوا حتفهم بعرض البحر نتيجة انقلاب القارب وعدم التمكن من الوصول نحو الضفة الأخرى. وقد أثارت عودة ظاهرة الحرڤة الشعب الجزائري، أين تلاشت وانخفضت وتيرتها نسبيا، لتعود بقوة مجددا وتفتك بالشباب والعائلات الباحثة عن حياة أخرى في ضفة أخرى، غير أن عدم بلوغ الأهداف يحول الحلم والطموحات إلى مآسي ومعاناة للعائلات، إذ قضى شباب في مقتبل العمر أثناء المحاولة للهجرة غير الشرعية، إذ تتداول أنباء عن محاولات تنتهي بالمأساة، والأسوأ من ذلك معاناة العائلات وأهالي الضحايا والذين ذاقوا الأمرين بفقدانهم لفلذات أكبادهم، ناهيك عن الذين يختفون في عرض البحر وتنقطع أخبارهم ولا يعرف لهم مصير، حيث تعيش عائلات هؤلاء ظروفا صعبة بانتظارها أنباء عن ذويها، لتبقى هذه الظاهرة مصدر إزعاج وأرق للعائلات الجزائرية وخاصة بعد عودتها إلى الواجهة بقوة خلال سنة 2019. بعوضة النمر ترعب الجزائريين خلال الصيف أثارت بعوضة النمر، التي ظهرت خلال صائفة 2019، حالة من التوتر في أوساط الجزائريين، بحيث عرفت انتشارا كبيرا، لاسيما بولاية جيجل والعاصمة ووهران، وقد قامت المصالح المختصة آنذاك برش المساكن بمبيدات الحشرات بشكل منتظم من شهر أوت وإلى غاية شهر أكتوبر. وبالرغم من كل المجهودات التي بذلتها مصالح مكافحة الحشرات، فقد انتشرت بعوضة النمر بأماكن أخرى بالعاصمة، ما أثار تذمر المواطنين والدفع بهم إلى التأهب لمكافحة هذه الحشرة المزعجة، والتي تسببت في أعراض للمواطنين من خلال لسعهم والتسبب لهم في الحكة وأثار الندوب نتيجة الحك الشديد والمفرط الذي ينتج عن لسعة هذه الأخيرة. ولا يتوقف الأمر عند اللسع فحسب، ليمتد إلى التخوف من تسببها في نقل الأمراض والأوبئة للأشخاص، باعتبار أن بعوضة النمر ناقلة للأوبئة والأمراض، وخصوصا أنها تأتي وتتكاثر في المستنقعات والمياه القذرة، لتتسبب هذه الأخيرة في حالة من الاستنفار في أوساط العائلات والذين لم يذخروا جهدا لمكافحتها باستعمالهم للمبيدات بكل أنواعها. وتبقى بعوضة النمر من بين الأحداث التي عرفتها الجزائر خلال سنة 2019. الأسرة الإعلامية تفقد علي فضيل شهدت الأسرة الإعلامية فقدان مدير مجمع الشروق ، علي فضيل، لتفقد بذلك شخصية بارزة لها بصمتها في عالم الإعلام وحرية التعبير. وقد خلف فقدان هذا الأخير حالة من الحزن في أوساط الأسرة الإعلامية على وجه الخصوص، والجزائريين عموما، حيث عرف هذا الشخص بمواقفه ما جعله من بين الشخصيات المعروفة والمؤثرة في المجتمع، لتشكل وفاته صدمة للكثيرين، كما تبقى عالقة في أذهان من عرفوه. الراقي بلحمر يلقى حتفه نهاية سنة 2019 لقي الراقي الشهير أبو مسلم بلحمر حتفه مع انتهاء شهر ديسمبر، أين قام مجهولون بمداهمته في مسكنه العائلي الكائن بولاية غليزان وتوجيه طعنات متتالية على مستوى أنحاء جسمه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى المستشفى. وقد خلفت الحادثة استياء بالغا في أوساط المواطنين، بحيث استيقظوا على هول الصدمة، وخاصة أن الشخص قتل غدرا. ويعرف بلحمر بأنه راقي ومعالج، كما أن صيته قد ذاع لاستشفائه لعديد الحالات المستعصية، من خلال الرقية الشرعية. جزائريون يبكون رفيق الحراك بعدما صان الوعد عاش الجزائريون في اخر شهر من سنة 2019 فاجعة مؤلمة بوفاة رفيق الحراك، الفريق احمد ڤايد صالح، الرجل والمجاهد الفذ الذي رافق البلاد في اصعب فتراتها. وقد عمت حالة من الحزن في الشارع الجزائري مباشرة بعدما تم الاعلان عن انتقال نائب وزير الدفاع الوطني الى الرفيق الاعلى اثر سكتة قلبية، كما قام العديد من مصالح الولايات، وفي مختلف ولايات الوطن، بتنظيم مأدبة عشاء صدقة على روح الفقيد أحمد ڤايد صالح، اين شارك والي ولاية سعيدة، سيف الإسلام لوح، مرفوقا بالسلطات المحلية وسكان ولاية سعيدة مأدبة عشاء بساحة الامير عبدالقادر. وللتذكير، فقد سخرت ولاية سعيدة 15 حافلة متوجهة إلى الجزائر لحضور جنازة قائد الأركان، أحمد ڤايد صالح، كما انطلقت قوافل من الحافلات تقل مواطنين من مختلف ولايات التراب الوطني نحو العاصمة. هبة شعبية رافقت الموكب الجنائزي لڤايد صالح شهدت جنازة فقيد الوطن، ڤايد صالح، جنازة مليونية، حيث شارك الآلاف في الموكب الجنائزي المعتبر الذي انطلق من قصر الرئاسة لغاية مقبرة العالية، مرورا بالساحات العمومية الكبرى، أين شهد يوم الدفن لقائد الأركان، ڤايد صالح، توافد الآلاف من كل حدب وصوب ومن جميع المناطق والولايات صغارا وكبارا شبابا وشيابا، منهم من قضى اليلة خارجا لتوديع القائد في صورة مهيبة وغنية عن التعبير، حيث أبوا إلا أن يحضروا جنازة الفقيد ومرافقة موكبه الجنائزي منذ انطلاقه من قصر الرئاسة باتجاه مقبرة العالية. وقد شكلت الجماهير الغفيرة المرافقة لجنازة ڤايد صالح صورة معبرة لقيم الشعب ووفائه لهذا الشخص الرمز، أين انبهرت الشعوب والبلدان للجنازة الخيالية لقائد الأركان، لتكون محل عناوين الصحف والقنوات العالمية التي أشادت بالشعب الجزائري ومواقفه.