أكد المشاركون في الدورة العادية السادسة والثلاثين للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي، بمقر الاتحاد الافريقي بأديس أبابا، على ضرورة تسريع العمل من أجل اسكات البنادق وجعل السلام حقيقة يعيشها الجميع مع تخليص القارة الافريقية من الحروب والنزاعات. ويشكل هذا الاجتماع، الذي يدوم يومين، تحت شعار الاتحاد الافريقي لسنة 2020، اسكات البنادق: خلق ظروف مواتية لتنمية افريقيا ، فرصة للديبلوماسيين من أجل التطرق إلى المشروع الرئيسي لأجندة 2063 الذي يهدف إلى بناء قارة افريقية من دون نزاعات والتصدي إلى القتل وجعل السلم حقيقة يعيشها الجميع مع تخليص القارة من الحروب والنزاعات الاهلية والعنف القائم على الجنس وأعمال العنف. وأشار الاتحاد الافريقي، في بيان له، أن الاجتماع الذي حضره وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي وقادة مفوضية الاتحاد الافريقي وهيئات الاتحاد والسلك الديبلوماسي وممثلو المنظمات الشريكة والمدعوون قد كان اجتماعا رسميا، لأن المتحدثين الرئيسين فيه وبحسب العنوان قد أدلوا بتصريحات قوية تدين بشدة الأثر المدمر للحرب على التنمية الاجتماعية والاقتصادية للقارة. كما أكد المشاركون على ضرورة تسريع العمل من أجل اسكات البنادق بهدف حشد كل الأطراف المعنية لإعطاء أولوية لجهود السلم والتنمية الاجتماعية والاقتصادية الفعالة في القارة الافريقية. وتطرق المتدخلون أيضا خلال الاجتماع إلى العوامل التي تؤدي بالسكان إلى النزاعات العنيفة، لاسيما الفقر والظلم التاريخي وغياب المساواة والبطالة والتغير المناخي والتدفقات المالية غير القانونية والفساد والحكامة الفاسدة والخلافات الموالية للانتخابات والتي تفضي إلى عدم الاستقرار السياسي، مذكرين المنتدبين بالحلم الافريقي وحزم القارة على اسكات البنادق في 2020، مثلما تنص عليه أجندة 2063. فكي يشدد على ضرورة إحلال السلم قبل كل شيء أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي محمد، في خطابه، عن طموحاته في سنة 2020، بقوله: أتمنى في هذه السنة، وأكثر من أي وقت مضى، أن تستمر جهود الاتحاد الإفريقي الدؤوبة لبناء إفريقيا على أسس اقتصادية وسياسية صلبة بحزم دائم يتشبع بروح الوحدة الإفريقية . ولدى تطرقه إلى مسألة السلم والأمن في افريقيا، أوضح فكي أن الجهود التي تبذل في سبيل الحفاظ على السلم في افريقيا تتعثر بسبب التهديدات والتحديات الأمنية كالتهديدات الارهابية. واستطرد يقول إن الإرهاب والتطرف الذين يؤديان إلى هجمات قاتلة متكررة تضع حياة المواطنين الأفارقة في خطر، وهو ما يتسبب في النزوح القسري للأشخاص والشباب المخاطرين بحياتهم في عرض البحر الأبيض المتوسط بحثًا عن المراعي الخضراء في الخارج. ومن هنا، كانت الحاجة إلى تعزيز التزام الاتحاد الإفريقي بتنفيذ موضوع السنة حول إسكات البنادق ، وحث الدول الأعضاء على التفكير في المسألة المهمة المرتبطة بحفاظ السلم وسط القضايا الأخرى ذات الصلة . وبخصوص مسألة حقوق الانسان، أشاد رئيس المفوضية الافريقية بجهود جمهورية تشاد التي تعمل مع المفوضية من أجل التنفيذ الفعال لقرارات الدوائر الإفريقية الاستثنائية في إطار محاكمة الرئيس السابق حسين حبري، مشيرا إلى اتخاذ التدابير مع توقيع اتفاق المقر وتوفير مبنى لاستضافة الأمانة التي تهدف إلى تنفيذ صندوق التعويضات لصالح الضحايا. وفيما يتعلق بالمسائل الانسانية والصحية، أكد فكي محمد على التهديدات الجديدة التي يشكلها فيروس إيبولا الذي يسبب الفوضى في منطقة البحيرات الكبرى والانتشار المقلق لفيروس كورونا الجديد، الذي يتطلب الاهتمام المستمر من مؤسسات الصحة العامة لدينا، موازاة مع جهود المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض (CDC Afrique) التابع للاتحاد الإفريقي. وصرح أن مفوضية الاتحاد الإفريقي قد اتخذت، بالتعاون مع الدول الأعضاء، عدة إجراءات تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للاجئين والمشردين داخلياً في إفريقيا، مهنئا في ذات الصدد جمهورية رواندا على دعمها للتدابير الرامية إلى إعادة المهاجرين من ليبيا واستقبال بعضهم في أراضيها. وأعرب أيضا عن امتنانه للعمل الذي قام به الرئيس تيودورو أوبيانج نجويما مباسوجو. وسيتم تقديم نتائج اجتماع المجلس التنفيذي أمام الدورة العادية الثالثة والثلاثين لجمعية رؤساء الدول والحكومات التي ستقام من 9 إلى 10 فيفري بأديس أبابا.