دعوة للاعتماد على صور صادمة من أجل توعية المستهترين بخطورة كورونا بادر أطباء ومختصون ببسكرة إلى إنشاء خلية للتكفل بمرضى كوفيد-19 ممن يخضعون للحجر الصحي داخل منازلهم وذلك بصفة تطوعية. ويتعلق الأمر ب خلية إنقاذ مريض كوفيد-19 التي تمت المبادرة إليها من طرف الدكتورتين فطيمة ونوغي المختصة في علم النفس الإكلينيكي ووهيبة نعمون المختصة في الإنعاش والتخدير وهي الخلية التي تضم أيضا عددا من الشباب المتطوعين في كل التخصصات الطبية والنفسية والتغذية. وأكدت الدكتورة ونوغي أن هذا العمل التضامني الذي يحمل اسم خلية إنقاذ مريض كوفيد-19 تتكفل باحتياجات المصابين بفيروس كورونا المستجد الذين يخضعون للحجر الصحي المنزلي وغيرهم من المرضى والعمل على اقتناء أجهزة طبية تساهم في إنقاذ حياتهم. وتم ضمن هذه الخلية انشاء فروع يشرف عليها مختصون للتكفل بالمريض، فبالإضافة إلى الفرع المكلف بالجانب الطبي والنفسي للمريض يوجد فرع لدراسة الحالة الاجتماعية له والسعي لإيجاد حلول مناسبة عبر توفير الغذاء والنظافة والوقاية، وفق ما ذكرته المتحدثة. وقد تم وضع أرقام هاتفية للاستفادة من خدمات هذه الخلية التي تعمل أيضا على جمع الأجهزة الطبية على غرار أجهزة التنفس وضغط الدم لتقديمها للمرضى خلال فترة علاجهم. كما يقوم من جهته المراقب الطبي رواق كلاتمة من مستشفى محمد زيوشي بطولقة بزيارات لمرضى كوفيد-19 ببيوتهم في فترات راحته، حيث يشرف على تقديم رعاية طبية لعدد من المرضى ومتابعة حالاتهم الصحية التي تشمل قياس الضغط الدموي ومستوى السكر. -- زيارات طبية من أجل طمأنينة المريض -- وقال كلاتمة أن هذه الزيارات وكذا الإجراءات الطبية البسيطة تجعل المريض يشعر بالاطمئنان مما يمنحه شحنة إيجابية إضافية في مواجهة المرض إلى جانب تقديم نصائح وإرشادات توعوية للمحيطين به تتعلق بأهمية الالتزام بالتدابير الوقاية اللازمة. بدوره يسهر الممرض نذير زريقط من بلدية ليوة (50 كلم غرب بسكرة) التي سجلت بها عدة حالات إصابة بكوفيد-19، ليلا ونهارا على رعاية مرضى هذا الوباء الذين يخضعون للعلاج في بيوتهم ويتابع تطور وضعهم الصحي ويقدم لهم نصائح وإرشادات طبية. واعتبر هذا الممرض أن تنقله إلى المرضى ومساعدة أهل بلدته عمل إنساني نابع من أخلاقيات المهنة يجب أن يقوم به كل فرد حسب اختصاصه ضمن عمل مجتمع يساهم فيه الجميع للقضاء على هذه الجائحة . وقد ساهم منتسبو السلك الطبي وشبه الطبي بالمؤسسات الصحية في القطاعين العام والخاص في توعية المواطنين بشأن خطورة الوضعية الوبائية المتفاقمة عبر الولاية في ظل تخوف الكثير منهم من العدوى. فبالإضافة إلى تقديم الخدمة الصحية الميدانية، أطلق عدد منهم نداءات للمواطنين تحث على ضرورة التقيد بالحجر المنزلي كإجراء وقائي أساسي وأوضحوا من خلال فيديوهات بثت في صفحاتهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي أعراض الإصابة وكيفية التعامل معها وتأثيراتها على عمل الهياكل الصحية. يذكر أن ولاية بسكرة التي فقدت 3 أطباء وممرض جراء إصابتهم بالفيروس شهدت منحى تصاعديا لعدد حالات الإصابة حيث تم تسجيل إلى غاية أمس الأحد حسب اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة فيروس كورونا 614 إصابة مؤكدة منها 31 إصابة جديدة بالولاية. صور صادمة من أجل توعية المستهترين بخطورة كورونا وفي ذات السياق دعا مهنيو الصحة المجندون في الخطوط الأولى لمجابهة وباء كورونا بعين الدفلى، إلى ضرورة الاعتماد على صور صادمة تنقل معاناة المصابين، كوسيلة فعالة لتحسيس بعض المواطنين المستهترين بخطورة الوباء ورفضهم الالتزام بتدابير الوقاية. موازاة مع ضرورة مواصلة مختلف مبادرات التوعية والتحسيس بخطورة وسرعة انتشار هذا الوباء القاتل الذي يفتك بآلاف الأشخاص يوميا عبر العالم، شدد مهنيو الصحة من أطباء وشبه طيبين على ضرورة المرور للسرعة القصوى لمواجهة دعاة التراخي والاستهتار والتشكيك حتى في وجود المرض، مثلما يقول متأسفا ، الدكتور عمر بلعباس، رئيس مصلحة عزل الحالات المشتبهة بمستشفى عين الدفلى. ويسجل في هذا السياق، جنود الجيش الأبيض، ومنهم الدكتور بلعباس المصاب بكورونا بعد انتقال العدوى إليه من أحد المرضى، بعض السلوكيات السلبية التي تساهم في انتشار المرض رغم الارتفاع المتزايد لحالات الإصابة بكوفيد-19، مبرزا أن عامل الوقت ليس في صالح المجندين لمجابهة هذا الفيروس الخبيث أمام السرعة المذهلة لانتشاره. ويعتقد المختص في أمراض التنفس والحساسية الذي يتابع حاليا العلاج من منزله العائلي، أن الصورة أصدق تعبيرا ، داعيا إلى الاعتماد على صور تظهر معاناة المرضى داخل مختلف مصالح كوفيد-19، معاناة يفقد خلالها المصاب القدرة على التنفس والحديث. صور وحدها كفيلة بايصال الرسالة حول خطورة هذا الوباء الذي يجعل الانسان رغم قوة جسده وبنيانه ضعيفا لدرجات لا يتصورها دعاة التراخي والاستهتار، صور تقشعر لها الابدان ، يقول مسترسلا. وحذر الطبيب بلعباس من خطورة انتشار الوباء وسرعته في حال عدم اتخاذ إجراءات مشددة، متوقعا أن الجزائر قد تسجل أرقاما قياسية في أعداد الإصابات إذا استمر الوضع على حاله. ودعا في هذا الصدد المصابين بكورونا والمتعافين منه ومهنيو الصحة المجندين لمجابهته، إلى تكثيف مساهمتهم من خلال توثيق الشهادات حول خطورة المرض بالفيديو والصور وبثها على منصات التواصل الاجتماعي، مبرزا أهمية إشراك المختصين وجمعيات المجتمع المدني في هذا المسعى من أجل توضيح بعض الجوانب المتعلقة بالوباء. وحسب ذات المتحدث فان هذه الاستراتيجية لها أهمية كبيرة لنشر الوعي بخطورة الوباء قبل المضي في استراتيجية ثانية تهدف إلى إقناع الناس بضرورة التعايش مع الوباء بسبب غياب اللقاح . من جهته، رافع الدكتور زهير حاج صدوق، مدير قطاع الصحة بولاية عين الدفلى، على تبني نفس التصور من أجل مواجهة تفشي الوباء من خلال إبراز صور مروعة تسلط الضوء على معاناة المرضى موازاة مع مواصلة مختلف حملات التحسيس بخطورة الوباء. وأضاف المسؤول، الذي يعد أحد ضحايا فيروس كورونا في بداية انتشاره بالجزائر، أن الوقت ليس في صالحنا مع اقتراب موعد الدخول الاجتماعي، ما يستدعي تكثيف وتنويع حملات التوعية من أجل أشراك الجميع لمواجهة الوباء، مشددا أن الاعتماد على صور صادمة ليست بهدف التهويل بقدر ما هي التحسيس بخطورة وباء كوفيد-19. كما أبدى استغرابه وصدمته من سلبية بعض المواطنين، لاسيما منهم المسنين الذين يعتقدون أنهم ليسوا ولن يكونوا حاملين للفيروس رغم أنهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة الى جانب الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والذين يعانون من هشاشة صحية. ويعلق القائمون على قطاع الصحة آمالا كبيرة على درجة وعي المواطنين، كأحد الحلول الناجعة لوضع حد وتعطيل الإنتشار السريع للمرض في وقت قصير وتخفيف الضغط على المؤسسات الاستشفائية. كورونا، من الطابوهات التي تلاحق المصابين من جهته، أثار مدير المؤسسة العمومية الاستشفائية لعين الدفلى، بوعبد الله حبيش، عائق الطابوه أو الانزعاج النفسي الذي يلاحق المصابين بفيروس كورونا من قبل محيطه، مبرزا أنه من الضروري على المصاب إعلام محيطه وعائلته من باب الوقاية رغم تفهمه لهذا الإحساس والشعور ب الذنب أو العار . وأبرز أن تسيير مصلحة كوفيد-19 تجربة فريدة تجعلك تقاوم هذا الوباء على أكثر من صعيد صحي إداري واجتماعي ونفسي. ويعتقد المسؤول، صاحب التجربة الثرية بقطاع الصحة الذي التحق به سنة 89 من القرن الماضي، أن قيام المصاب بفيروس كورونا بإعلام وإبلاغ محيطه له آثار إيجابية مهمة جدا لمواجهة تفشي الفيروس، مؤكدا على ضرورة محاربة طابوه الاصابة بالوباء.