شرعت محافظة الغابات لولاية البليدة مؤخرا، في سلسلة من الحملات التحسيسية والتوعوية للوقاية والسلامة من حرائق الغابات، من خلال التركيز على مختلف العوامل والأسباب الرئيسية المتسببة في ذلك، خاصة ما تعلق بالسلوكيات البشرية التي تعود بالدرجة الأولى للمواطن، جراء عدم احترامه لنظافة محيط هذه الفضاءات الخضراء. تأتي هذه المبادرة، في إطار مواصلة الحملات التوعوية والتحسيسية للوقاية من مختلف الحرائق التي تطال الغابات، التي انطلقت مع حلول فصل الصيف الحالي، حيث عمدت مقاطعة الغابات للولاية، بالتنسيق مع المنتدى الجزائري للإطارات وترقية الشباب (مكتب بوعرفة)، وبلدية بوعرفة، إلى تنظيم حملة تحسيسية وتطوعية من أجل تنظيف وتنقية غابة مسكارو ، ومنطقة سيدي سالم بهذه البلدية، وحماية هذه المساحات الغابية من خطر الحرائق التي قد تطالها بين الحين والآخر، لاسيما في ظلّ الارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة. وللإشارة فقد شارك في هذه الحملة التحسيسية التي تهدف إلى الحفاظ والارتقاء بالثروة الغابية في المنطقة، كل من جمعية شعاع الأمل لحماية البيئة والمناخ، وجمعية الهلال لولاية البليدة، و منظمة قدماء الكشافة الإسلامية فوجي سيدي الكبير ، و المجاهدين ، بالإضافة إلى جمعية الإرشاد والإصلاح لبلدية بوعرفة، ومؤسسة متيجة-نظافة .وتم خلال هذه التظاهرة التوعوية، تقديم مجموعة من النصائح والتوجيهات لتغيير السلوكيات اليومية للمواطنين والعائلات، حفاظا على الغابات والمحيط البيئي بشكل عام، ونظافة هذه الفضاءات الخضراء التي تبقى مسؤولية الجميع دون استثناء، لاسيما بالنسبة للعائلات الوافدة عليها بغرض الراحة والاستجمام، التي يتوجب عليها احترام شروط النظافة وعدم التسبب في أي سلوك قد يؤدي إلى أمور لا تحمد عقابها.وفي سياق مواصلة برنامج التحسيس والتوعوية من حرائق الغابات، قام أعوان الغابات لبوقرة بالبليدة، بنشاط تحسيسي وتوعوي في غابة المرجة لفائدة السياح والمتجولين بالمنطقة، حيث قدمت لهم بعض النصائح القيمة للتخلي عن بعض الممارسات والسلوكيات، التي تساهم في نشوب الحرائق، تزامنا مع عيد الأضحى المبارك، كجلسات الشواء، وإضرام نيران التخييم، وإلقاء السجائر والقارورات الزجاجية والبلاستيك...، ومختلف الأشياء القابلة للاشتعال مع ارتفاع حرارة الطقس، كما تم بالمناسبة، توزيع مطويات إرشادية، وتقديم بعض الإرشادات والتدابير الواجب التقيد بها، من أجل مجابهة أي حريق محتمل. في إطار متابعة تجسيد مشاريع التنمية الريفية، وتشجيع مختلف الفلاحين والمربين على مزاولة النشاطات الريفية والغابية والجبلية، قام إقليم الغابات ببلدية الأربعاء في البليدة مؤخرا، باستدعاء 19 مستفيدا من المتبقين المستفيدين من مشاريع الدعم بصناديق تربية النحل، لاستلام حصصهم، حيث جرت العملية بمقر إقليم الغابات، بحضور المستفيدين المعنيين، والمشرفين على القطاع الفلاحي، والقائمين على مشروع تربية النحل بالمنطقة. كانت المناسبة، فرصة لاستعراض وبحث ومناقشة مختلف المشاكل والعراقيل التي تقف حجر عثرة في طريق نشاط النحالين ومربي النحل، وعلى رأسها نقص الدعم والتأمين، لاسيما ضد مخاطر حرائق الغابات في الصيف والعوامل الطبيعية الأخرى، كالثلوج خلال فصل الشتاء. ناهيك عن غياب مرافقة هؤلاء النحالين، خاصة أثناء موسم جني منتوج العسل، بالإضافة إلى مشكل قلة المساحات التي تستوعب صناديق النحل، الأمر الذي يحول دون تطوير ومضاعفة هذا المنتوج الطبيعي الهام فيما يخص المردودية، بالتالي صعوبة المنافسة على مستوى الأسواق المحلية والوطنية والدولية. في المقابل، تزامن مع هذه الحملات التحسيسية ضد نشوب حرائق الغابات، تنظيم جلسة عمل بمقر محافظة الغابات للبليدة، حول استغلال المواد الغابية غير الخشبية، تندرج في إطار مرافقة إنشاء المؤسسات المصغرة الخاصة باستغلال هذه المواد، تحت إشراف خبير الغابات بالمحافظة، بحضور إطاراتها، وممثلين عن الغرفة التجارية، ورؤساء المجالس المهنية للأعشاب العطرية والطبية، والخشب والفلين، إلى جانب حاملي مشاريع المؤسسات المصغرة. تم خلال هذه الجلسة، عرض وضعية كل مؤسسة، مع تقديم مجموعة من المقترحات والتوجيهات للوصول إلى المزيد من التعرف على استغلال المواد الغابية غير الخشبية، كما قدمت إجراءات المشاريع المتعلقة بإنشاء المؤسسات الناشئة، مع العمل على تحقيق التنسيق المتواصل لتحقيق الأهداف المسطرة في الميدان.