اتفقت السودان ومصر وأثيوبيا على استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة وذلك عقب الاجتماع بين وزراء الخارجية والري للدول الثلاثة لمناقشة قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بعد تعليقها في وقت سابق من هذا الشهر بطلب من القاهرة والخرطوم. وأوضحت وزارة الري والموارد المائية السودانية في بيان صحفي أن السودان ومصر وإثيوبيا اتفقت على استئناف التفاوض بشأن سد النهضة للعمل على توحيد نصوص مسودات الاتفاقيات المقدمة من الدول الثلاث. وطالب السودان في خطابه أمام الاجتماع الذي جرى عبر تقنية الفيديو كو نفرانس بضرورة العودة للأجندة التي حددها خطاب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، بتاريخ 4 اوت الجاري وتقرير الخبراء المقدم للقمة الأفريقية المصغرة بتاريخ 24 جويلية الماضى. وأعاد السودان تأكيد التزامه بالعودة للمفاوضات بروح التضامن الأفريقي وعلى أساس الأجندة التي اتفق عليها سابقا، ومبادئ القانون الدولي الخاصة بالاستخدام المتساوي للموارد المائية من دون التسبب في مضار للآخرين. وشدد السودان على أن التوصل لاتفاق شامل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة والمشروعات المستقبلية سيمثل دليلا إضافيا على تعزيز التعاون الإقليمي وتأكيد لمبدأ البحث عن حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية . ويتفاوض السودان ومصر وإثيوبيا، تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، حول أمور فنية وقانونية متعلقة بملء وتشغيل سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على رافد رئيسي لنهر النيل. ويتسبب مشروع سد النهضة في خلافات بين السودان ومصر وإثيوبيا، حيث تتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، بينما يحصل السودان على 18.5 مليار. وتقول إثيوبيا إن المشروع حيوي لنموها الاقتصادي، حيث تسعى إلى أن تصبح أكبر مصدر للطاقة الكهربائية في أفريقيا، بأكثر من 6 آلاف ميغاوات. ويبلغ ارتفاع سد النهضة نحو 170 مترا، ليصبح بذلك أكبر سد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا.