بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى شهر على أكثر تقدير، بدأت أسعار الماشية في الالتهاب ككل مرة، أين وصلت أسعارها إلى مستويات قياسية حيث تراوحت أسعارها بين 3 مليون إلى 5 ملايين قبل شهر من عيد الأضحى، ويتوقع اتحاد التجار أن ترتفع أسعارها بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15 بالمئة عن العام الماضي، فيما تبرئ وزارة الفلاحة ذمتها من ارتفاع الأسعار، وتؤكد على توفير الإنتاج، في حين ارجع اتحاد الفلاحين الجزائريين الأحرار سبب الارتفاع إلى عمليات التهريب. التهريب ألهب أسعار الماشية قبل عيد الأضحى أكد، قايد صالح الأمين العام لاتحاد الفلاحين الأحرار الجزائريين ل«السياسي»، أن أسعار المواشي سترتفع هذا العام بنسبة كبيرة جدا، حيث يتراوح سعر الخروف الواحد هذه الأيام بين 2 مليون إلى 5 ملايين، وارجع ذات المتحدث سبب ذلك إلى غياب مراكز تسمين وتربية المواشي التي كانت تابعة للدولة على غرار العديد من المراكز المتخصصة في هذا المجال كمركز عين وسارة، وتسالة المرجة وغيرهم من المراكز التي أصبحت غائبة في الميدان، سمحت للموالين الخواص التحكم في السوق، بعدما كانت هذه المراكز تقوم بالمنافسة وتساهم في تخفيض الأسعار وتقديم رؤوس ماشية بسعار مقبولة للمواطن في مثل هذه المناسبات، وأوضح ذات المتحدث أن غلاء التغذية الحيوانية الأعلاف والكلاء في السوق ساهم أيضا في التهاب أسعاره المواشي في السوق. كما اتهم المتحدث المضاربين والوسطاء في هذا المجال بالمساهمة في كل مرة مع اقتراب مثل هذه المناسبات التي يستغلونها كفرصة للربح على حساب المواطن البسيط. وتطرق الأمين العام لاتحاد الفلاحين الأحرار الجزائريين إلى ظاهرة تهريب المواشي خارج الوطن أين أكد أنها ساهمت في ارتفاع أسعارها في السوق الجزائرية من خلال العجز الذي سجلته هذا العام، مضيفا أن عدد رؤوس المواشي التي يتوقع تخصصيها لعيد الأضحى، ستتراوح بين 4 إلى 5 ملايين رأس ماشية. كما أشار ذات المتحدث إلى سبب آخر أين ربطه بموسم الحج، حيث سيحج 36 ألف هذه السنة نحو البقاع المقدسة وهذا ساهم في ارتفاع أسعار الماشية من خلال إقدام عائلاتهم على اقتناء مواشي احتفاء بتوجههم إلى أداء مناسكهم، بأسعار مرتفعة جدا أثر ذلك على سعرها في السوق أمام المواطن البسيط. اتحاد التجار: ارتفاع بنسبة 15 بالمئة لأسعار الماشية هذا العام بدوره أوضح الحاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي لاتحاد التجار الجزائريين أن أسعار الماشية هذا العام ستشهد ارتفاعا معتبرا في السوق الوطنية، حيث توقع المتحدث أن تتراوح نسبة الزيادة بين 10 إلى 15 بالمئة بالمقارنة مع العام الماضي، وأرجع بولنوار السبب إلى بقاء عدم الزيادة في العرض وبقائه كما هو في السوق، في حين زادت نسبة الطلب على رؤوس الماشية واللحوم في السوق الجزائرية، وأشار بولنوار إلى أن نقص الأعلاف والجفاف الذي أصاب الموالين إضافة إلى الحرائق التي أتلفت فيها أعداد كبيرة من الهكتارات على المستوى الوطني، أثر على الموالين أين أنفقوا الكثير من المال لشراء العلف لماشيتهم، جعل هذا الأمر يؤثر على أسعارها داخل السوق قبل شهر من موعد عيد الأضحى. وأضاف المتحدث أن ارتفاع أسعار الكلأ في الأسواق اثر أيضا، أما رؤوس المواشي المتوقع استهلاكها هذا العام أكد بولنوار، أنها نفس النسبة في العام الماضي، أين تراوحت بين 3 ملايين و4 ملايين رأس، كما دعا ذات المتحدث وزارة الفلاحة لاتخاذ إجراءات وتدابير جديدة من اجل تشجيع تربية المواشي لزيادة الإنتاج الوطني في هذا القطاع ، كما طالب الناطق الرسمي باسم التجار من وزارة الفلاحة عدم الاتكال على الحلول الترقيعية السريعة والمتمثلة دوما في الاستيراد، داعيا إياها إلى تحديد موعد زمني معين لاستغناء عن استراد اللحوم والحليب والحبوب، وتشجيع الإنتاج الوطني في هذه المنتجات، من اجل القضاء على مشاكل الندرة التي يتخبط فيها المواطن الجزائري في كل مرة إضافة إلى ارتفاع أسعار العديد من المنتجات بما فيها اللحوم، خاصة مع اقتراب الأعياد والمناسبات. وزارة الفلاحة تؤكد توفر الإنتاج من جهته أكد، جمال برشيش المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الفلاحة، أن الثروة الحيوانية في الجزائر هذا العام بلغت ما يقارب 24 مليون رأس ماشية، وهذا حسب المتحدث يدل على وفرة الإنتاج، أما بالنسبة إلى للارتفاع الأسعار، فأوضح برشيش انه عائد إلى تنظيم السوق، وعن صحة هذه المواشي وطمأن برشيش أن هذه الحيوانات تتمتع بالصحة جيدة من خلال المراقبة البيطرية التي تتم لهذه الرؤوس من خلال التنسيق الذي يتم بين مختلف الفاعلين في القطاع.