أكد المحلل السياسي عبد القادر سوفي أن نسبة المشاركة الأولية في الاستفتاء على الدستور الجديد تعبر عن الشفافية بعيدا عن أي مزايدات وتعكس مصداقية السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ونجاعة استعمالها لوسائل متابعة الانتخابات عن بعد. وأوضح الدكتور سوفي في تصريحات إذاعية أمس أن النسب المعلن عنها تؤكد اننا أدركنا فعلا الشفافية في تسيير الانتخابات بعيدا عن المزايدات والمغالطات والأكاذيب التي لطالما عشناها في السنوات السابقة وأضاف سوفي بالقول هذه النسب أولا تعكس مصداقية الهيئة التي أشرفت على الانتخابات ونجاح تجربتها في استخدام التقنيات الحديثة في المراقبة وهو ما لاحظناه في تنظيم الاستفتاء خارج الوطن وكيفية استعمال الخارطة الانتخابية. واعتبر الدكتور عبد القادر سوفي أن من كبريات الانتصارات تحولنا من نمط تسييري خاضع للإدارة في كل المجالات الى تحقيق بعض الالتزامات التي قدمها الرئيس تبون والتي من بينها تكريس مشاركة المواطن في صناعة القرار على المستويين القاعدي والوطني من خلال إقحامه في كل صغيرة وكبيرة سواء في البنود المتعلقة بالدستور أو حتى في الاستفتاء على الدستور. بدوره أكد المحلل السياسي علي ربيج أن اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات، نجحت في اختبار تنظيم الاستفتاء على الدستور، من خلال عملها على حماية صوت المواطن الجزائري بإفصاحها عن نسبة المشاركة الحقيقة. وكشف ربيج أن مصداقية الإعلان عن نسبة المشاركة يعبر عن نجاح العملية الاستفتائية ويعتبر أيضا إجابة لكل من كان يشكك في هذه العملية قائلا أن التحدي الذي رفع هو تحدي احترام الشعب الجزائري وقول الحقيقة له، فبالنسبة لي يمكن الاستفادة من دروس هذا الاستفتاء الذي سيسمح لنا دخول المرحلة القادمة عبر آلية ديمقراطية، ويمكن للجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات أن تضمن العملية الانتخابية بكل شفافية في المستقبل . وأضاف المتحدث ذاته أن الرهانات والأولويات في حالة التصويت بنعم على هذا الدستور، هو التغيير الذي سيطرأ على القوانين العضوية وعلى رأسها قانون الانتخابات وقانون الأحزاب، وهي القوانين التي -حسبه- يمكن من خلالها السماح لشريحة كبيرة من المواطنين الولوج إلى المجالس المنتخبة وعلى رأسها المجلس الشعبي الوطني الذي سيكون بمثابة ورشة كبيرة تخرج منها كل القرارات والإصلاحات والقوانين التي تعمل على تحسين مستوى معيشة المواطن وكذلك بعث التنمية، مضيفا أننا نشهد اليوم تحولا على مستوى العملية السياسية وعلى مستوى الذهنيات، وبأننا نتجه بخطى ثابتة لنبذ كل أشكال العنف .