لازالت العديد من العائلات على مستوى العاصمة تواجه خطر الموت تحت الانقاض في عمارات هشة لا تصلح لعيش البشر، نظرا للتصدعات البليغة التي لحقت بها، ما يستدعي انتشالهم السريع والتكفل بهم من قبل السلطات المعنية التي تظل دون تحرك رغم حدوث انهيارات أدت معظمها الى خسائر مادية أو بشرية، وهو ما يقع بشكل مستمر بالعديد من البلديات على غرار القصبة، سيدي امحمد، عين البنيان، حسين داي وغيرها، حيث كانت لمصالح الحماية المدنية تدخلات عديدة لانتشال العائلات من داخل سكنات الموت. خوف.. ذعر وعدم استقرار هو حال العديد من العائلات العاصمية القاطنة بسكنات هشة، رغم عمليات الترحيل التي سوف تشهدها العاصمة قبل نهاية السنة والتي لم تحد من قلقهم خلال زيارة ميدانية قادت "السياسي" لعدة بلديات، حيث وجدنا الأهالي يستنجدون بالمسؤولين والسلطات المعنية للوقوف على حجم الكارثة التي يتخبطون فيها والتي تصبح يوما بعد يوم أكثر تعقيدا، خاصة خلال هذه الأيام التي تعرف اضطرابات جوية حادة ورياح قوية تزيد من هشاشة البنايات، مؤكدين أنهم فقدوا طعم الراحة والطمأنينة منذ زمن، كما أشاروا إلى أنهم على أهبة الاستعداد لأي خطر قد يلحق بهم حيث لا يغمض لهم جفن حتى الساعات الاولى من النهار. بنايات بلوزداد.. سلالم تهتز وأسطح مهترئة كانت وجهتنا الأولى بلدية بلوزداد، حيث شدت العمارة 38 انتباهنا نظرا للتدهور الكبير الذي تشهده سواء بالداخل أو الخارج، بسبب التشققات التي تتخلل الجدران والأسقف الأمر الذي بثّ الرعب في نفوس القاطنين على مستواها الذين باتوا يدخلون الى شققهم بكل حذر نظرا للحالة الكارثية لسلالم العمارة التي تهتز بكل خطوة يخطوها السكان الى الامام، حيث استقبلتنا العائلات وكل ملامحها تنذر بالخطر الذي تعيش فيه، حيث أفادوا بأن السلطات المحلية لم تتخذ أي إجراءات إستعجالية للتكفل بحالتهم، متهمين المسؤولين بعدم الاكتراث للوضع المزري الذي يتخبطون فيه منذ سنوات عديدة، خاصة وأن البناية لم تعد قادرة على الصمود لفترات اخرى مع الاضطرابات الجوية التي تمر بها العاصمة هذه الأيام. العمارة رقم 73 هي الأخرى تشهد نفس الحالة، حيث أشارت إحدى المواطنات إلى أنهم لا يغمض لهم جفن هذه الأيام وهم يركضون بالدلاء لمنع تسرب المياه الى الداخل، وكأنهم بالشارع، كما اشارت إلى ان العمارة شهدت عدة انهيارات على مستوى السطح حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية ورئيس البلدية الذي وعدهم بالترحيل في أقرب وقت ممكن، غير ان الوضع لايزال على حاله، مؤكدة ان عدم التفات السلطات لإيجاد حل لقضيتهم يعد إجحافا وظلما في حقهم، محمّلين السلطات المحلية والولائية مسؤولية اي كارثة قد تقع. أساسات متصدعة تهدّد سكان سيدي مرزوق ببن عكنون قصدنا حي سيدي مرزوق ببلدية بن عكنون، علنا نجد الوضع أحسن مما هي عليه بنايات بلوزداد، غير أنه صادفتنا مأساة حقيقية لقاطني المنطقة الذين ينتابهم تخوف كبير من شبح الانهيار المفاجئ لهذه العمارات التي يعود تاريخ تشييد البعض منها إلى الحقبة الاستعمارية، حيث أشار السكان إلى أنهم لا يقدرون على ترميم سكناتهم بمفردهم ما يستدعي تدخل السلطات المعنية لأجل عمليات إعادة التهيئة، بسبب التصدع الكبير الواقع على مستواها، لتزيد عملية الاشغال الواقعة بأقبية احدى العمارات بغية إنجاز مدرسة قرآنية الامر تعقيدا، حيث تهتز معها كل العمارة التي تزداد تصدعا وهشاشة. سكنات المنظر الجميل بعين البنيان غير صالحة للإيواء صنفت عمارات حي المنظر الجميل، الذي يعد من أعتق الاحياء على مستوى ببلدية عين البنيان، ضمن الخانة الحمراء منذ سنوات، غير أن أكثر من 400 عائلة لازالت تقطن بها رغم الخطورة التي تترصد بهم في ظل غياب الحلول، حيث أكد السكان أنهم فقدوا طعم النوم الهنيء في منازلهم جراء تخوفهم من سقوط أسقف وجدران البنايات على رؤوسهم خاصة بعد أن باتت العمارات تشهد تصدعات مستمرة، وكل ذلك ولم يحرك المسؤولون المعنيون للقيام بترحيلهم او ترميم سكناتهم، ليبقى الوضع على حاله طوال هذه السنوات. كما أشار ذات المتحدثين إلى أنه رغم عمليات الترميم التي يقومون بها، إلا أنها لم تمنع مياه الأمطار من التسرب إلى داخل الشقق وكذا العمارات التي تغرق سلالمها مع كل اضطراب جوي، مشيرين إلى أنهم يقطنون في سكنات غير صالحة للايواء، مناشدين بذلك السلطات الولائية والمحلية بانشالهم من الخطر بترحيلهم او ترميم سكناتهم في اقرب الآجال. سكان العقيد عميروش بحسين داي يستغيثون خلال الجولة التي قادت "السياسي" إلى حي العقيد عميروش بحسين داي، عبّر العديد من السكان عن تخوفهم الشديد من استمرار الوضع القائم، كونهم يعيشون منذ سنوات طويلة في منازل تهدد سلامتهم حيث اطلق عليها السكان اسم «عمارات الموت»، كونها مهددة بالسقوط في أي لحظة، خاصة بعد درجة التصدع والاهتراء الكبيرة التي بلغتها سلالم العمارة وتآكل الارضيات نتيجة قدمها، وهو الأمر الذي زاد من تخوف السكان من عمليات السقوط التي قد تفقدهم حياتهم خاصة فيما يخص الصغار وكبار السن منهم، كما أكد لنا بعض السكان أن الحي من بين الاحياء التي صنفت في الخانة الحمراء ويحتمل سقوط العمارة في أي لحظة، الأمر الذي أرعب السكان ودفعهم إلى إرسال طلب للسلطات المحلية بغرض ترحيلهم وإبعادهم عن خطر الموت المحدق بهم لكن لم يحدث أي تغيير يذكر.