لازالت العائلت القاطنة بالعمارة رقم 18 بحي ذبيح شريف بباب جديد ببلدية القصبة القلب النابض للجزائر العاصمة تعيش مرارة الحياة بسبب الحالة الكارثية التي آلت إليها بنايتهم، حيث تعرف درجة قصوى من الاهتراء والهشاشة، نظرا لمرور أزيد من 30 سنة على تشييدها، حيث يعود تاريخ انشائه إلى الحقبة الاستعمارية الأمر الذي جعل العائلات القاطنة بها تستعجل مطلب الترحيل من سكناتها الآيلة للإنهيار والمصنفة من طرف لجنة مراقبة البناء ضمنت الخانة الحمراء ولعل من أبرز معالم تصدعها تآكل السلم الداخلي لتلك البناية هذا الأخير الذي توحي حالته لكل من يريد أن يستقله أنه يسقط أرضا لا محالة، كما أن الجدران شهدت عدة تدعات بالاضافة إلى تآكل الأسقف الأمر الذي أدى إلى انهيار بعض من أجزائها أكثر من مرة، ليصبح بذك شبح الموت يترصد بحياتهم بين الفينة والأخرى، حيث أكد بعض السكان للجزائر الجديدة خلال الجولة الميدانية التي قادتها إلى عين المكان أن المأساة التي يتكبدونها يوميا داخل منازلهم الهشة والمهددة بالانهيار فرضت عيهم مرارا الخروج من منازلهم خوفا من سقوطها فوق رؤوسهم، وذلك كله بسبب تقاعس المسؤولين عن ايصال انشغالاتهم إلى السلطات العليا قصد انتشالهم من حياة البؤس وخطر الموت تحت انقاض بناية هشة تفتقر لأبسط شروط العيش الآدمي على غرار الغاز الطبيعي والماء الشروب، على الرغم من النداءات العديدة التي تم توجيهها إلى السلطات المحلية وخلال عدة مناسبات، قصد ترحيلهم أو مساعدتهم على ترميم سكناتهم، إلا أنها لم تجد ردودا ايجابية إلى يومنا هذا لتبقى العائلات القاطنة بتلك البناية تعيش في دوامة من القلق والتخوف ويطاردهم هاجس انتظار حل عاجل يأبى المجيء، في حالة وقوع أي كارثة تودي بحياتهم. كما تحدث السكان عن هاجس آخر يتمثل في الطريقة العشوائية التي تتواجد عليها الكوابل الكهربائية المتآكلة بشكل ملفت للانتباه الوضع الذي يتسبب لهم في حدوث العديد من الشرارت الكهربائية التي غالبا ما تحدث حالة من الهلع والخوف في أوساط العائلات، فضلا عن ذلك أشار السكان في سياق حديثهم إلى الجحيم الصغير لشتى الغرف التي لا يتجاو معظمها المترين، مما خلق حالة من الضيق وجعلها تصبح كعلب للسردين، على حد تعبيرهم ، نظرا لحجمها الصغير، كما تحدث السكان عن مشكل انسداد أقبية لعمارة الوضع الذي يتسبب في انتشار وتسرب المياه القذرة في أرضية العمارة الوضع الذي ينذر بوقوع كارثة صحية لا يحمد عقباها. وبالرجوع إلى ما تم ذكره، تجدد العائلات القاطنة بالبناية رقم 18 بباب جديد ببلدية القصبة مطلبهم من الجهات المعنية عبر يومية الجزائرالجديدة بالالتفات إلى وضعية سكناتهم المهددة بالانهيار في أي لحظة من خلال ترحيلهم في القريب العاجل.