قرر المجلس الإسلامي الأعلى أمس القيام هو الآخر بمبادرة خيرة لتهدئة الوضع بالمنطقة وإخماد نار الفتنة بها، من خلال عمله على إرسال وفد من بين أعضائه إلى ولاية غرداية سعيا إلى إصلاح ذات البين لنشر السلم والتفاهم بين الإخوة في هذه المنطقة المعروفة بعلمائها ومثقفيها، وناشد المجلس في بيان له عقب انعقاد دورته العادية، سكان غرداية إلى التحلي بالحكمة والتعقل وروح المسؤولية العليا. وقد جاءت هذه المبادرة كتكملة لسلسلة المبادرات التي بدت فيها النية الحسنة لإصلاح الوضع بالمنطقة على غرار مبادرة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي قامت هي الأخرى ببعث وفد عنها زار المنطقة وتحدث مع أعيان المالكية والإباضية ليتمكن من تهيئة أجواء الحوار بعد الأحداث الأخيرة لاسيما بعد تحققه من وجود استعداد ووعي عالٍ لدى الأعيان وممثلي غرداية، كما كان الوزير الأول عبد المالك سلال قد التقى مؤخرا بممثلين عن سكان المدينة ودعاهم إلى العمل سوية من أجل ردع كل محاولات بث الفتنة بهذه المنطقة العتيقة، وهو ما استحسنه المواطنون بعد أن لمسوا الإرادة والنية الطيبة الموجودة لدى كل الأطراف، إلى جانب قافلة المحبة والأخوة التي سيشارك فيها وزراء وكتاب وإعلاميون وفنانون، جاءت هي الأخرى لتهدئة الأوضاع وحل المشكل القائم بين أطراف النزاع.