أحدث إنتشار سمك الأرنب القاتل الذي غزى السواحل الجزائرية مؤخرا، حالة من الذعر والهلع لدى الجزائريين، بفعل توالي تسجيل حالات جديدة عبر الشواطئ الجزائرية، ورغم الحملات التحسيسية التي أطلقتها وزارة الصيد البحري والجمعيات الفاعلة في الميدان، إضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة والتي تنذر بخطورة السمك السام الذي يؤدي بمتناوله إلى الوفاة مباشرة، إلا أن حالة الخوف لازالت مسيطرة على الوضع في الفترة الحالية، سيما وأن العديد من الصادين سمعوا عن هذه السمكة لأول مرة، وهو الأمر الذي دفع بالعديد من المواطنين إلى مقاطعة تناول الأسماك تجنّبا لمخاطرها. *تسجيل عدة حالات لسمك الأرنب بالشواطئ الجزائرية عثر اول امس مواطنون بساحل بلدية الأرهاط، غربي ولاية تيبازة، على سمكة الأرنب السامة، يبلغ طولها 30 سنتيمترا ويقارب وزنها الكيلوغرام. وكشف صياد بالمنطقة، أن السمكة لفظتها أمواج البحر وعثر عليها بالساحل، وقد تم تحويلها إلى مصلحة النظافة ببلدية الأرهاط، حيث تأكد من أنها سمكة الأرنب السامة وهذا بعد ان عثر صيادون بميناء شرشال في تيبازة على كمية من سمك الأرنب السامة في خرجة صيد لباخرة جرارة بمياه الصيد بين منطقة شنوة وشرشال حيث تعرف الصيادون على هذه السمكة السامة التي لم يعتادوا على اصطيادها، فسارعوا إلى الاتصال بمصالح حراس السواحل والخلية المختصة بمتابعة تطورات القضية، وانطلقت بعدها عمليات التحسيس الواسعة بالموانئ الخمسة التابعة لإقليم ولاية تيبازة، بالإضافة إلى عملية تحسيس في أوساط الصيادين، وعلى غرار هاتين الحالتين التي شهدتها السواحل الجزائرية، عرفت ولاية بومرداس حالة من الرعب وسط مستهلكي السمك بمدينة دلس الساحلية بالولاية، بعد إعلان العثور على سمكة الأرنب السامة والخطيرة جدا في المنطقة الساحلية، التابعة لبلدية أعفير بأقصى شرق ولاية بومرداس، كما تم العثور على عدد من أسماك الأرنب في ولاية سكيكدة، وهو الامر الذي جعل العديد من المواطنين يعيشون حالة هلع حقيقية، بعد الكشف عن خطورة أكل هذا النوع من السمك الذي يؤدي إلى الهلاك، مع استمرار اكتشاف أسماك الأرنب المسمومة أو ما بات يطلق عليها اسم سمك القارض القاتل ، والذي يعد من أهم الأسماك التي تشكّل خطرا على صحة الإنسان وعلى البيئة البحرية، التي تم اكتشافها مسبقا بسواحل غرب مدينة تنس بوادي قصب، إلى غاية المرسى. وفي ذات الإطار، وجّهت مصالح الصيد البحري جملة من التحذيرات للصيادين وممارسي هواية الصيد لأخذ الحيطة والتخلص من هذه السموم القاتلة بالحرق إن وجدت في احد الشواطئ ومكافحة نموه في البحر المتوسط، وهو الامر الذي عملت عليه نقابة البياطرة بسواحل عنابة، بعد ان عثر أحد الصيادين الخواص على هذه السمكة التي يتراوح طولها 45 سم ووزنها 2 كلغ وسط كميات الأسماك المصطادة ومختلفة الأنواع. *معهد البحث وتنمية الصيد البحري: نعمل على كشف حقيقة هذه الأسماك ومن جهته، أكد مدير المعهد الوطني للبحث والتنمية للصيد البحري والموارد المائية في اتصال ل السياسي ، أن الوزارة المعنية أحدثت شبكة مراقبة تضم ممثلي الصيد البحري في الموانئ، من شأنها التعريف بهذه السمكة القاتلة اينما وجدت، كما قامت بحملات تحسيسية وتوزيع صور للتعريف أكثر بهذه السمكة، كما ان هذه السمكة استثنائية بالنظر إلى شكلها البارز مقارنة بأسماك أخرى، وحسب مدير المركز، فهي تبلغ اكثر من 25 سم ولحد الآن عثر على حوالي 16 سمكة على مستوى الساحل الوطني، من بينها 8 اسماك متواجدة في ذات المركز، وهناك البعض منها في جامعة عنابة للتعريف اكثر بها، اما باقي الكمية، فقد أحرقت من طرف الصيادين وهذا لجهلهم بتلك الانواع. اما عن حالات الإصابة بها، فأكد مدير المركز انعدام الإصابات إلى حد الساعة، ونصح المتحدث المستهلك بتجنّبها في حال تم العثور عليها، لانها تحتوي على سموم قاتلة داخل احشائها وهذه السمكة معروفة عند العلماء انها تعيش في المياه الجزائرية وسبق وأن وجدت في سنة 1951 وهذه السمكة تظهر وتختفي وعليه، فقد قمنا بالاتصال بباحثين جامعيين، للكشف عن أسباب وأضرار هذه السمكة وسبب تواجدها في هذه الفترة بالتحديد . *حماية المستهلك: لابد من تفعيل الرقابة على الموانئ أفاد رئيس فيدرالية حماية المستهلك، زكي حريز، في اتصال ل السياسي ، أمس، أن الجزائريين على علم بمخاطر سمك الأرنب القاتل التي تداولتها وسائل الإعلام مؤخرا، كاشفا أن الصيادين هم المؤهلين لحماية المواطن من مخاطره المحتملة. وفي ذات الإطار، طالب حريز بتعزيز الرقابة على الموانئ الجزائرية على خلفية أن كمية من الأسماك لا تخضع للرقابة حيث تسوّق دون المرور بأماكن تجميع السمك ومراقبته في الموانئ، سيما وأن بعض الصيادين يتجّهون إلى بيع السمك بعد اصطياده مباشرة، وطالب رئيس فيدرالية حماية المستهلك مديريات الصيد البحري وغرفة الصيد البحري وتربية المائيات، بتوعية الصيادين وهي العملية الأساسية التي تجنّب المواطن من مخاطر هذه الأسماك. من جهته، كشف مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك، أن الجمعية بادرت بحملات تحسيسية توعوية على الشواطئ، للتعريف بسمك الأرنب وخطورته منذ أسابيع، حيث تنقل أعضاء الجمعية إلى المسمكات الكبرى لنشر التوعية إلى جانب نشر حملة تحسيسية عبر موقع التواصل الإجتماعي فايس بوك ، وأشار رئيس جمعية حماية المستهلك إلى ضرورة توعية الصيادين المبتدئين، خصوصا وأن حالات اكتشاف هذا النوع من السمك في تزايد. *اتحاد التجار: على الصيادين الإلتزام بتوجيهات وزارة الصيد كشف الحاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفيين، في اتصال لل السياسي . أن الاتحاد ساهم في تحسيس الصيادين، كما دعاهم إلى الإلتزام بالنصائح والتوجيهات التي أطلقتها وزارة الصيد البحري ومصالح أمن شواطئ البحار، مشيرا إلى ضرورة تعرف جل الصيادين على خصائص هذه السمكة، خاصة وأن الكثير من الصيادين قد سمعوا عن سمك الأرنب لأول مرة، وطالب الاتحاد من كل صياد عثر على هذه السمكة التقرب من مصالح المعنية، وأكد بولنوار على ضرورة نشر التوعية بشأن هذا النوع من الأسماك، بالنظر إلى عملية الصيد التي تتم في إطار منظّم وآخر غير منظّم. *بلوط: الوزارة الوصية أعطت تعليمات للإبلاغ عن أي حالة طارئة وعن انتشار هذه السمكة السامة، أكد حسين بلوط، رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري، في اتصال ل السياسي ، أمس، أن هذا السمك القادم من آسيا مرورا عبر البحر الاحمر، عرف انتشارا في السواحل الجزائرية، وتعتبر سكيكدة الولاية الثالثة التي تم اكتشاف فيها حالات لهذا النوع من السمك بعد ولايتي الطارف وعنابة، وأشار بلوط إلى أن اللجنة الوطنية للصيد البحري قد أطلقت مؤخرا حملات تحسيسية في أوساط الصيادين والمواطنين للتوعية من خطر سمك الأرنب القاتل حيث حرصنا، وبالتنسيق مع وزارة الصيد البحري، على إلصاق صور هذا النوع من الأسماك عبر 31 ميناء مع تلقين الصيادين طرق وأساليب التخلص منها، لتجنّب أخطارها التي من شأنها ان تؤدي الى الوفاة ، بالاضافة الى ذلك، فقد أعطت الوزارة الوصية تعليمات لكل المفتشيات البيطرية لمراقبة نوعية الأسماك على مستوى نقاط الصيد، كما أعطت تعليمات لمراكز الصيد بسواحل الولاية للإبلاغ عن أي حالة طارئة عن هذا السمك، الذي يصيب أمعاء الإنسان إصابات مباشرة فور تناوله ، يضيف المتحدث. *طبيب: لم نسجل أي حالة إصابة وفي ذات الإطار، نفت الدكتورة، أسرير، طبيبة عامة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، تسجيل إصابات ناتجة عن تناول سمك الأرنب القاتل بين المواطنين إلى حد الساعة، كاشفة أن سمكة الارنب أو القراض، تحتوي على سم قاتل من نوع تترادوتوكسين ، الذي له تأثيران، الأول يستهدف القناة الهضمية ويسبّب التسمّم الغذائي كالقيء والإسهال والشعور بزغللة في العين، أما التأثير الثاني، فهو ناتج عن التأثير السمي للسمكة وهو قاتل، حيث يتسلل السم إلى الجهاز العصبي ويصيبه بالشلل، ومن ثمّ، تحدث الوفاة لكن، الحمد لله، لحد الساعة لا توجد أي حالة إصابة ، تؤكد الدكتورة. *وزارة التجارة تحذّر المستهلكين قامت وزارة التجارة لولاية بسكرة بتحذير مواطنيها من سمكة الأرنب القاتلة، والتي تم اكتشافها على مستوى الشواطئ الجزائرية الشرقية والغربية لولايتي الطارف والشلف، حيث قامت مديريتي الصيد البحري والمواد البحرية باتخاذ جميع الإحتياطات والتدابير الكفيلة بالتصدي للخطورة الناجمة عن استهلاك هذا النوع من الاسماك وذلك لاحتوائه على السم القاتل على مستوى الذيل الفم والظهر وحتى الامعاء، ويؤدي تناول هذا السمك إلى موت الشخص خلال يوم واحد، حسبما أكدته مديرية الصيد البحري والموارد البحرية. *مفتشية البيطرية بالقل تحذّر من استهلاك سمك الأرنب حذّرت مفتشية البيطرية على مستوى ميناء القل، غرب ولاية سكيكدة، من خطر استهلاك سمك الأرنب السام الذي يؤدي إلى وفاة مستهلكه مباشرة. وحسب بيانات تحذيرية أطلقتها المفتشية البيطرية مؤخرا، فقد تم توزيع بعض صور سمك الارنب في معظم المرافق العمومية قصد تحذير كل من الصيادين وأصحاب السفن من صيد هذا النوع من الأسماك وعرضه للبيع، وبسبب ظهور هذا النوع من الأسماك بسواحل شرق حوض البحر الأبيض المتوسط وكذا شرق الجزائر، على غرار سواحل المرسى بشرق ولاية سكيكدة، أطلقت المصالح البيطرية لإطلاق نداءات تحذيرية، تحسبا لإمكانية انتقال هذا السمك السام إلى السواحل الأخرى. *سمك الأرنب القاتل سمك الأرنب القاتل هو سمك عشبي خطير، يبلغ طوله من 20 إلى 30 سم، اقتحم مؤخرا شواطئنا، سريع التكاثر ومخرّب للأعشاب البحرية، وتواجده في البحر الأبيض المتوسط ناتج عن التغييرات الجوية الحارة خلال السنوات الأخيرة.