كشف محمد كاشار مدير المركز الوطني للبحث وتطوير الصيد البحري وتربية المائيات ببوسماعيل أنه تم العثور إلى حد الآن على 15 سمكة سامة من نوع "سمك الأرنب البري"، عبر السواحل التابعة لثماني ولايات، وهي شاطئ تنس بولاية الشلف، شاطئ المرسى بسكيكدة، شواطئ عنابة، الطارف، تيزي وزو، وأرزيو بوهران، بومرداس، وشرشال بولاية تيبازة، مؤكدا أن وزارة الصيد البحري شكلت فوج عمل يضم باحثين جامعيين متخصصين في الصيد البحري والمائيات، وباحثين عن المركز الوطني للبحث وتطوير الصيد البحري وتربية المائيات لدراسة أسباب وعوامل ظهور هذه السمكة القاتلة في السواحل الجزائرية. وقال إن 7 أسماك من نوع الأرنب البري، متواجدة حاليا على مستوى المركز لدراستها، وقد اطلعت "البلاد" عليها، بينما ثماني سمكات أخرى تم العثور عليها في مناطق مختلفة من السواحل، سيتم تحويلها إلى المركز لاحقا. وقال محمد كاشار في لقاء خاص مع "البلاد" إن هذه السمكة ليست حديثة الظهور في السواحل الجزائرية وإنما تعيش فيها منذ سنة 1951، عندما تم العثور عليها لأول مرة أنذاك، وقد سبق وعثر عليها الصيادون عدة مرات خلال السنوات الماضية وأبلغوا المركز عن عثورهم عليها، فقد تم العثور على واحدة منها سنة 2009، وعثر الصيادون على سمكة أخرى من نوع "الأرنب البري" سنة 2012 بالسواحل التابعة لولاية بجاية. الصيادون عثروا على "سمك الأرنب البري" وليس على "سمك الأرنب" وكلاهما سام وقاتل وقال مدير المركز إن الأسماك السامة التي تم العثور عليها في السواحل الجزائرية ليست من نوع "سمك الأرنب"، بل نوع آخر يسمى "سمك الأرنب البري"، وكلاهما سام، وقاتل، إلا أن النوع الأول المسمى "سمك الأرنب" أكثر خطورة من "الأرنب البري"، لأن جلده مغطى بأشواك سامة من الخارج، وأي شخص يلمسه ينتقل إليه السم، ولحسن الحظ أن هذا الأخير لا يعيش في السواحل الجزائرية، أما "سمك الأرنب البري" الذي عثر عليه الصيادون فهو سام وقاتل في حال استهلاكه، وليس لمجرد لمسه، لأنه الأجزاء السامة فيه توجد داخل أحشاه وليس خارجه، وبالضبط على مستوى مبيض السمكة، وستعمل سمكة الأرنب البري هذا السم للدفاع عن بيضها، ولا يجب أكله، لأن السم لا يزول مهما حاول تم تنظيفه، وتتمثل الأعراض التي تصيب الشخص المتسمم بهذه السمكة، في التقيء والغثيان المصحوبين بآلام حادة في المعدة، غالبا مع تنتهي بوفاة الشخص. ودعا مدير المركز جميع الصيادين الذين يعثرون على هذه السمكة، إلى عدم التخلص منها أو إعادتها إلى مياه البحر، بل يجب أن يحضروها إلى الميناء ويسلموها لممثلي وزارة الصيد البحري التي تنقلها إلى المركز الوطني للبحث وتطوير الصيد البحري وتربية المائيات. وقال المتحدث بأن"سمك الأرنب البري" يسمى "سمك البالون" لأنه يحتوي على غشاء خارجي، يقوم بنفخه عندما يشعر بالخطر، ليصبح على شكل بالون أو فقاعة كبيرة تغطي بطن السمكة كله، وذلك للدفاع عن نفسه، ويمكن لأي مواطن التعرف عليه وتمييزه عن باقي أنواع السمك، المعروضة في الأسواق، لأن شكله غير مألوف، ومن ثم لا يجب على المواطنين أن يقلقوا أو يتخوفوا من اقتناء الأسماك المعروضة للبيع، مؤكدا أنه لم يسبق أبدا أن شهدت أسواق السمك في الجزائر، سواء في الجملة أو التجزئة وصول أي سمكة سامة للمواطن الجزائري، ولا داعي لقلق أو خوف المواطنين أو عزوفهم عن اقتناء واستهلاك السمك"، كما أن الصيادين -حسب قوله- لديهم إحساس بالمسؤولية ولا يمكنوا أن يقدموا على بيع أسماك سامة للجزائريين. "معدل طول "أسماك الأرنب البري" التي تم العثور عليها لحد الآن يتراوح بين 30 و35 سنتيمترا" وأكد مدير المركز أن معدل طول "أسماك الأرنب البري" التي تم العثور عليها لحد الآن يتراوح بين 30 و35 سنتيمترا، ووصل طول إحداها إلى 42 سنتيمترا، ووزنها 500 غرام أي نصف كيلوغرام، وتعتبر الأكبر ضمن الأسماك التي تم العثور عليها، موضحا أن "الوزارة الوصية قامت بوضع شبكة مراقبة عبر كل مواني الصيد على المستوى الوطني، ويقدر عددها ب38 ميناء، كما تم تحذير الصيادين، وتنبيههم إلى ضرورة التأكد من نوعية الأسماك التي يصطادونها في شباكهم جيدا، ويحتفظوا بأي سمكة سامة يعثرون عليها، ويرسلوها للمركز حية أو ميتة كانت". وبخصوص المخاوف من إمكانية تكاثر هذه السمكة في مياه الساحل الجزائري، أكد محمد كشار أن "لقد تأكدنا من أن كل الأسماك التي عثر عليها الصيادون لحد الآن لم تضع بيضها في السواحل الجزائرية. "الصيادون متخوفون من انهيار أسعار السمك بسبب عزوف المواطنين عن شرائه مؤخرا" علما أن هذا الكائن البحري ظهر مؤخرا بأعداد كبيرة مقارنة بما هو مألوف بالسواحل الجزائرية، وازداد اصطياد هذه الأسماك لدرجة لفتت تساؤلات الصيادين والمسؤولين القائمين على القطاع على السواء، لاسيما حول احتمال انتشارها بكثرة في السواحل الجزائرية، وقد تم تسجيل عدة وفيات في إسرائيل ولبنان وسوريا وتركيا واليونان نتيجة استهلاك هذا النوع من السمك السام. من جهتهم، أكد بعض الصيادين الذين تحدثت إليهم "البلاد" على مستوى بوهارون أنهم متخوفين من احتمال انهيار أسعار السمك في الأسواق، وتضررهم من هذا الانهيار، بسبب الشائعات تغزو الشارع الجزائري منذ انتشار خبر ظهور هذه السمكة في السواحل الوطنية، وتخويف المواطنين منها". "مراقبة مشددة على ما تلتقطه شباك الصيادين وأسواق بيع السمك بالجملة في الموانئ" وأكد صيادون آخرون اتصلت بهم "البلاد"، أن الوزارة الوصية وجهت تعليمات صارمة إلى مفتشية البيطرة لمراقبة أسواق الجملة الخاصة ببيع الأسماك، على مستوى جميع الموانئ، كما تم تجنيد عدد من الأعوان الأخصائيين التابعة للوزارة الوصية على مستوى الموانئ لتحسيس الصيادين بخطر هذه السمكة، وتنبيههم إلى ضرورة مراقبة ما تلتقطه شباكهم في البحر، وإبلاغ السلطات عن أي نوع غير مألوف من الكائنات البحرية يعثرون عليه في البحر.