لقيت تصريحات عبد المالك سلال، قبولا واسعا في أوساط المجتمع الشاوي، حيث أعربوا عن ارتياحهم للاعتذار بعد الدعابة التي قالها لأحد أصدقائه، وحسب الأصداء الأولية التي استطلعناها من ولايات الأوراس، فإن الشارع الشاوي اعتبر اعتذاره بمثابة الماء الذي أطفأ جمرة الغضب والاستهجان الذي مس أبناء هذه المنطقة المعروفة بتاريخها النضالي في الثورة التحريرية. قال العديد من المتتبعين والمواطنين الذين اتصلت بهم السياسي أمس، من ولاية باتنة وباقي ولايات الأوراس أن النفوس ارتاحت بعد الاعتذار والتأسف الذي قدمه إلى أهالي الشاوية، واعتبروا الهدوء الذي تشهده العديد من المناطق في مختلف الولايات بمثابة ردة فعل إيجابية لعموم المجتمع الشاوي الذي تقبل الاعتذار بصدر رحب، موضحين أن المسامحة من خصال المجتمع الشاوي، وفي نفس الوقت حذر المواطنون والمتتبعون في هذه الولايات من الأطراف المعروفة بتوجهها غير المرغوب فيه، حتى في أوساط المجتمع المحلي، والتي تحاول الاستثمار في هذه التصريحات وإخراجها من سياقها الطبيعي والاصطياد في المياه العكرة خدمة لأطراف خفية تقوم بتحركها، حيث لم تقبل الاعتذار وباتت تدعو للتصعيد والخروج إلى الشارع في مظاهرات سلمية ضد تصريحات سلال الأخيرة، وقال عشرات من المواطنين أيضا الذين اتصلت بهم السياسي أمس، أن ردود فعل المجتمع الشاوي تبقى إيجابية، داعين إلى عدم الانسياق وراء صيادي الفرص من أجل تمرير توجهاتهم الداعية إلى الفوضى وإخراج الأمور من سياقها الطبيعي تنفيذا لأجندات جهات خفية تحاول استغلال كل الفرص لضرب استقرار المجتمع الجزائري، أما على مستوى جامعة باتنة فقد تلقى أغلب الطلبة اعتذارات سلال بصدر رحب دون نفي وجود بعض التنظيمات الطلابية المعروفة بتوجهاتها داخل الجامعة والتي تحاول إثارة ومواصلة تضخيم القضية حسب مصدر من جامعة الحاج لخضر. * بلدية باتنة تحذر المواطنين من الانسياق وراء الخلاطين دعا أمس المجلس الشعبي البلدي لولاية باتنة جميع المواطنين وفعاليات المجتمع المدني والشباب الغيور على الهوية المحلية للمنطقة إلى التحلي بالرزانة والهدوء، وعدم الانقياد وراء الأصوات الداعية، إلى تهيج العواطف والاستثمار في مثل هذه التصريحات التي اعتبروها مجرد دعابة، وحث البيان الذي حازت السياسي على نسخة منه أمس إلى عدم تسييس القضية وإعطائها بعدا آخر وتوظيفها بصورة تؤثر سلبا على منطقة الأوراس الأشمّ، وأكد أنه وبعد الاجتماع الذي ضم أعضاء المجلس الشعبي البلدي بالولاية بعد التطورات الحاصلة على المجتمع المحلي والوطني، بعد تصريحات عبد المالك سلال، التي خلفت واقعا مرا على نفوس مواطني منطقة الأوراس، فإن أعضاء المجلس الشعبي البلدي يدعون سكان المدينة للارتفاع إلى مستوى شهامة و أنفة الشاوية. ودعا العديد من عقلاء ومجاهدي المنطقة، الشبابَ إلى الحيطة والحذر من كل أنواع التهييج واستغلال العواطف، وأكدوا أن الأوراس كانت دائما قلعة للأنفة والشهامة واستقرار الجزائر، مطالبين إياهم بعدم الانجرار وراء مستغلي الفرص من أجل ضرب استقرار الجزائر. وقد أشاد العديد من المواطنين عبر كامل التراب الوطني بالوعي الذي أظهره سكان الشاوية، في طريقة تعبيرهم عن غضبهم بطريقة سلمية، وهذا الذي يعكس مدى وعي الشباب الشاوي الغيور على وطنه.