عاد الفرنسيون أخيرا للتركيز بقوة على مشاريع السكن التي توفرها الجزائر للمتعاملين الأجانب، بعد سنوات من العزوف، الأمر الذي عزز من حظوظ المتعاملين الصينيين والبرتغاليين والأتراك واليونانيين والإسبان في الفوز بالكثير من الصفقات التي أطلقتها وزارة السكن في السنوات القليلة الأخيرة. وتجلت العودة الفرنسية المرتقبة لمشاريع قطاع السكن في الجزائر، من خلال الحضور الكثيف للشركات والمجمعات الفرنسية الناشطة في قطاعي السكن ومواد البناء، حيث يقدّسر عدد الشركات التي حجزت فضاءات لها في جناح فرنسا، بالنسخة ال17 من معرض باتيماتاك ، التي يحتضننها قصر المعارض بالصنوبر البحري، ما بين 4 و8 ماي المقبل، بحوالي سبعين شركة، على مساحة 1135 متر مربع. وتختص الشركات الفرنسية، التي ستشارك في النسخة الجديدة من معرض باتيماتاك ، في الأشغال الكبرى والصغرى، ومعظمها ينتمي لغرفة الصناعة والتجارة لمنطقة الألب - كوت دازير ، بحسب ما كشفت عنه مسؤول بفرع العملاق الفرنسي في إنتاج مواد البناء سيريك بالجزائر سيريك تكنولوجي الجزائر . ويعتبر هذا العدد الكبير من الشركات الفرنسية العارضة في قطاع البناء والشغال العمومية، الأول من نوعه منذ سنوات، ما يعني وجود نية من طرف الفرنسيين في العودة لقطاع السكن، بالنظر لعدد السكنات والمشاريع المبرمج إنجازها، والتي تجاوز عددها المليوني سكن منذ وصول الرئيس بوتفليقة على سدة الحكم في العام 1999. ويرى متابعون في المقابل سلاسة تعاطي الشركات الصينية مع القوانين الجزائرية واهتمامها بالمشاريع التي أطلقتها وزارة السكن وتبني سياسة براغماتية تنطلق من الواقع الاقتصادي للبلد المراد الاستثمار، وتراعي ظروفه الاجتماعية، من بين العوامل التي ساهمت بقسط وافر في تعزيز التواجد الشركات الصينية ليس فقط في الجزائر وإنما في كافة بلدان العالم، ولا سيما الإفريقية منها، والسياسة التي بات تعتمدها الكثير من الدول وفي مقدمتها إسبانيا وتركيا