أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بالجزائر العاصمة أن أولوية عمله تتمثل في الحفاظ على استقرار الجزائر ودعم المصالحة الوطنية. وأوضح الرئيس بوتفليقة على هامش أدائه اليمين الدستورية، بعد إنتخابه يوم 17 أفريل الماضي رئيسا للجمهورية، أن أولوية عمله خلال هذه العهدة تتمثل في الحفاظ على إستقرار البلاد ودعم المصالحة الوطنية التي اعتنقها الشعب وتبناها، وأشار في هذا الشأن إلى أن يد الجزائر مازالت ممدودة إلى أبنائها الضالين ، الذين دعاهم مجددا إلى العودة إلى الديار، كما ذكر رئيس الدولة في نفس الوقت بأن القانون سيضرب بيد من حديد كل اعتداء إرهابي يستهدف أمن المواطنين والممتلكات، ولدى تطرقه إلى دور الجيش ومصالحه الأمنية في حماية البلاد من أي محاولة تخريبية أو إجرامية، دعا رئيس الجمهورية المواطنين إلى أن يضعوا مصلحة الوطن فوق أي خلاف أو اختلاف سياسي حتى وإن كان الخلاف والاختلاف -كما قال- من الأمور المباحة في الديمقراطية. فتح ورشة الإصلاحات السياسية قريبا من جهة أخرى أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أنه سيعيد عما قريب فتح ورشة الإصلاحات السياسية التي ستفضي إلى مراجعة الدستور مراجعة توافقية، وذكر في هذا الشأن بأن القوى السياسية وأبرز منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية ستدعى للإسهام في هذا العمل البالغ الأهمية، مشيرا إلى أن من بين ما سيتوخاه هذا العمل تعزيز الفصل بين السلطات وتدعيم استقلالية القضاء ودور البرلمان، وتأكيد مكانة المعارضة وحقوقها، وضمان المزيد من الحقوق والحريات للمواطنين، فيما أعلن بأنه سيفتح ورشة أخرى لتحسين جودة الحكامة والقضاء على البيروقراطية خدمة للمواطنين والعاملين الإقتصاديين ومن أجل ترقية لا مركزية تقوم على ديمقراطية تشاركية للمجتمع المدني في المساهمة في التسيير المحلي، كما أشار إلى أن عملية إصلاح العدالة ستتواصل وكذا محاربة الجرائم الاقتصادية، وفي مقدمتها الفساد وحماية الإطارات المسيرة في أداء مهامها وكذا مواصلة التنمية لأجل بناء اقتصاد متنوع يكون مكملا لإمكانيات المحروقات. وتطرق الرئيس بوتفليقة من جهة أخرى، إلى مواصلة الجهود من أجل تطوير الفلاحة والمناجم والسياحة وغيرها وكذا دعم المؤسسات والمستثمرين العموميين والخواص، وإشراك الأجانب في عملية التنمية الوطنية وتقويتها على أساس المصلحة المتبادلة، ونقل الخبرة والتكنولوجيا. وعلى الصعيد الخارجي تطرق بوتفليقة إلى التزام الجزائر في بناء الوحدة المغاربية والمساهمة على الدوام في منظمات دولية منها الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي وترقية الشراكة مع الإتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الجزائر ستظل وفية لمبادئها وللصداقات التي تجمعها مع بقية العالم . كما دعا بوتفليقة إلى كافة الجزائريين والجزائريات أيّا كانت انتماءاتهم الحزبية أو السياسية إلى مساعدته على خدمة الوطن وترقية توافقية لرغبتنا المشتركة في الديمقراطية وإلى الانخراط سويا في بناء جزائر الحداثة في كنف التمسك بالثوابت الوطنية ومقومات هويتنا الوطنية من إسلام وعروبة وأمازيغية .