بات مكشوفا اليوم لكل الجزائريين أن من يدعون المعارضة في الجزائر تحت مسمى تنسيقية التغير الديمقراطي وقطب التغير وغيرها من الأبواق التي حاولت أن تركب عدة موجات مستغلة أي ظرف أو احتجاج اجتماعي لاستعمال مطالب هذه الفئات الاجتماعية لخدمة أهدافها الرامية لزرع البلبلة ولبس عباءة المعارضة التي تحمل ورائها أهداف خفية، فضلا عن إيجاد موقع لها في الحياة السياسية بعد الإخفاقات التي سجلتها في جميع الاستحقاقات الإنتخابية الفارطة. يؤكد المحللون السياسيون ان تراجع التشكيلات السياسية التي انخرطت فيما يسمى ب تنسيقية التغير الديمقراطي وقطب التغير من حيث القاعدة الشعبية بشكل كبير برز بقوة عندما رفضت هذه الأخيرة خوض غمار الإنتخابات الرئاسية رغم أهمية الحدث الوطني، ويبرز المحللون السياسيون ان مبادرة جبهة القوى الإشتراكية أظهرت بقوة أن من يحاولون المشي تحت ظلال كلمة معارضة ليسوا إلا محبي المعارضة من أجل المعارضة،بدأ مقاطعتهم للانتخابات الدعوة ثم رفضهم للمشاركة في مشاورات تعديل الدستور، وصولا الى انتقادهم لمبادرة الاخيرة لحزب القوى الاشتراكية، ورفضهم اياها، دون حتى الاطلاع عليها، في وقت حضيت فيه مبادرة الأفافاس باهتمام وتأييد كبيرين من الطبقة السياسية والشخصيات الوطنية و فاعلين من المجتمع المدني التي أبدوا قبولهم لمناقشتها المبادرة والإستماع إلى الافكار التي تحملها، ، جاء رفض هذه التشكيلات والشخصيات غير مبرر دون إتاحة الفرصة حتى لمبدأ الإستماع، حيث استغرب المتتبعون الخطوة الإستباقية لأحزاب وشخصيات تتدعي المعارضة لم تمنح ممثلي هذا الحزب حتى فرصة المناقشة وإظهار أفكار مبادرته الوطنية، والجدير بالذكر أن لغة المصالح طفت بين شخصيات هذه التنسيقية عندما ظهرت بقوة الإنشقاقات داخلها ، وهو ما يفسر إعلان بعض الأحزاب التي كانت ضمنها انسحابها عندما رفضت هذه الأخيرة الدخول في المشاورات الموسعة لتعديل الدستور لتقديم مقتراحاتها رغم أنها كانت من بين من دعوا لفتح المشارورات وهو ما يبرز التناقضات التي وقعت فيها هذه التنسيقية والتي أصبحت الشكوك تحوم حول أهدافها المستترة مدامت أن أهدافها التي تعلن عنها ترفضها بمجرد الاستجابة لها . التناقض ولغة المصالح ادخل المعارضة في انشقاقات ادى تناقض المعارضة بين ما تطلبه وما تقوم به، الى عدة انشقاقات وخلافات داخلها، هذه الإنشقاقات التي ظهرت بقوة أيضا في التشكيلات السياسية لكل هذه الأحزاب كل على حدا على غرار حركة مجتمع السلم حيث أن السياسة التي تحول إليها حمس في معارضة غير متضحة المعالم جعلت قيادي الحركة يمتعضون من ذلك ويطالبون بالعودة إلى مسار حمس السياسي التي عرفت به وأصبح مقري رئيس حركة مجتمع السلم مطارد بشبح الإنقسامات بعد ان قرر الرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني والقيادي عبد الرحمان سعيدي المشاركة في مشاورات مبادرة الافافاس معبرين عن عدم موافقتهم على تهميش الحركة سياسيا رغم جدية المبادرة المطروحة للنقاش، ويلقى مقري انتقاد حاد من قيادي حركة حمس بسبب القرارات الفردية التي يتخذها دون اللجوء إلى اتخاذ قرار مع مؤسسات الحركة، مما يثير الكثير من الشكوك حول ما يريد مقري من وراء ذلك . تنسيقية التغير ولدت ميتة وعاشت ميتة وانتهت بهدوءb 11pt;= ويصف العارفون مسار تنسيقية التغير الديمقراطي وقطب التغير السياسي بأنه ولد ميتا وعاش ميتا وانتهت بهدوء، فيما تبقى فرضية الأجندة الخارجية مطروحة، والأكثر من ذلك فإن الأسلوب التحريضي الذي اعتمدته هذه الأخيرة في خطابها السابق الذي جاء تحت مسمى نداء في الفاتح من نوفمبر الفارط، اسقط عنها القناع غير انه لم يحضى بأي صدى شعبي باعتبار أن الشارع الجزائري يرفض مثل هذه الانواع من التحريضات .الشارع الجزائري يتساءل عن اهداف ابواق المعارضة يبدو ان المواطن الجزائري، اصبح على يقين ان هؤلاء الذين لبسو عباءة المعارضة، لا هدف لهم الا مصالحهم بعيدا عن طموحات المواطنين، ويتساءل الجزائريون ماذا يريد هؤلاء ؟، هل هدفهم ادخالنا في دوامة لا خروج منها لقدر الله، مستدلين بان من يرفض كل ابواب الحوار او النقاش لا بد ان يكونه له دافع اخر، او اجندة ما لا يستطيع الخروج عنها، وقد لاحظ الجزائريون انه كل ما تم الاستجابة لمطلب من مطالب هؤلاء قاموا هم انفسهم برفضه، فالنتيجة حتمية جماعة المعارضة قد تكون تبحث عن الفوضى واللاستقرار من اجل شيء في نفس يعقوب لكن الشعب الجزائري وواعي ومر على عشرية سوداء، اتت على الاخضر واليابس، وهو غير مستعد لخسارة كل الانجازات المحققة في الميدان والمكاسب التي حصل عليها في السنوات الاخيرة، ويتساءل المواطنون عن جماعة تنسيقية التغير الديمقراطي، علاش ماورولناش حنة يدهم عندما كانوا في اعلى هرم للسلطة، في اشارة الى ملود حمروش وعلي بن فليس، وبن بيتور وغيرهم من المسؤولين ورؤساء الحكومات السابقين الذين تميزت فترتهم بالاخفاقات الكبيرة في جميع المجالات ويؤكد الشارع الجزائري ان وجود بعض النقائص لا يبرر انكار ما تحقق على أرض الواقع وتسويد الوضع بشكل غير مسبوق ولا يمكن ان يصدر ذلك من سياسيين من المفروض ان يكون لديهم حس الاعتراف بالجزء المملوء من الكأس، خاصة وان الإنجازات المحققة تبرز بقوة وفي مقدمتها المشاريع السكنية والتي عرفت الجزائر خلال هذه السنة أكبر عملية ترحيل منذ الاستقلال، بالإضافة إلى العدد الكبير من الهياكل القاعدية في قطاعي التربية والصحة، والمشاريع التنموية والإقتصادية وكذا صيغ مساعدة الشباب على إنشاء مؤسساته الخاصة بمختلف آلياتها. أمام كل هذا يبرز المتتبعون ان الجزائر السوداء التي يتحدثون عنها قد تكون لسنوات كانوا هم فيها مسؤولون بالحكومة وانهم لا يرون جزائر 2014 وكل ما تحقق فيها من تقدم وحداثة في جميع الميادين وعلى كافة الاصعدة وانفتاح في حرية التعبير والرأي، ويؤكد المتتبعون ان الجزائر محتاجة لمعارضة تمد يد العون للدولة من اجل استدراك او ايجاد حلول لبعض المشاكل التي يعاني منها المواطن، ولا تحتاج الى معارضة تعارض من اجل المعارضة كي لا نقول تعارض من اجل مخططات خارجية تهدف الى تدمير البلاد والعباد .