تعمل الكشافة على تكوين الأطفال والشباب لضمان مستقبلهم ومستقبل الوطن، حيث والرغم من نقص الإمكانيات المسخرة لها فهي تسعى لتحقيق ذلك ويبرز ذلك من خلال نشاط الأفواج التابعة لها ومن بينها فوج البصائر لبلدية عين الملح بالجلفة الذي يسعى إلى تكوين قادة وقائدات ليصبحوا إطارات في المستقبل.. وللتعرف على أنواع النشاطات وكيفية العمل داخل الفوج حاورت السياسي بن ريشة كمال القائد العام للفوج، والذي أكد على أهمية إبراز قدرات الأطفال والشباب وصقل مهاراتهم. - متى تأسس فوج البصائر بالجلفة؟ + فوج البصائر هو أحد الأفواج التي تنتمي إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية، تأسس ببلدية عين الملح بولاية الجلفة سنة 2010، وهو يضم أكثر من 60 منخرطا منقسمين بين الوحدات الكشفية الثلاثة يؤطرهم 10 قادة. - ما هي الأنشطة التي تقومون بها؟ + يقوم الفوج بنشاطات متعددة منها ما هو متعلق بالعمل الكشفي ومنها ما هو موجه للمجتمع المدني، فيما يخص النشاطات الكشفية نحيي المناسبات الوطنية والدينية والأعياد الرسمية كالاحتفال بعيد الثورة والاستقلال من خلال نشاطات خاصة بالمناسبة حيث قمنا خلال الاحتفال بعيد الثورة المصادف للفاتح من نوفمبر بحفل إنشادي قمنا خلاله بعرض مسرحية مخلدة للمجاهدين من تنظيم فتيان الفوج، كما قمنا رفقة السلطات المحلية بالمشاركة في الاحتفالات التي نظمت بهذه المناسبة منها مسيرة طويلة جابت مختلف شوارع الولاية، إلى جانب القيام بدورات في حفظ القرآن الكريم والتي نختمها بمسابقة وتوزيع جوائز على الفائزين الأوائل، ضف إلى هذا فإننا نقوم خلال العطل بالخروج في رحلات تجمع بين الترفيه وتطبيق ما تمّ التطرق إليه خلال الدروس الكشفية المقدمة، فضلا عن المخيمات الصيفية التي نقوم خلالها بزيارة مناطق سياحية والتعرف عليها. ومن بين الأنشطة الكشفية التي نقوم بها بالتنسيق مع السلطات الولائية الحملات التحسيسية التي يكون محور مواضيعها حول الآفات الاجتماعية والمخاطر من بينها الحملة التحسيسية الكبرى التي جابت الصحراء وحملت شعار (لا للمخدرات)، كما هناك حملات أخرى مثل حملة حول السلامة المرورية، ناهيك عن إحياء بعض المناسبات الخاصة مثل اليوم الوطني للكشاف أين قمنا بتنظيم معرض لعرض مختلف الأعمال التي يقوم بها الفوج ومشاركاته خارج الولاية، كما نظمنا معرضا لبيع الأدوات المدرسية خلال الدخول المدرسي. - وماذا عن النشاطات الأخرى؟ + بخصوص النشاطات الموجّهة للمجتمع المدني منها زيارة للمستشفيات خاصة في الأعياد والمناسبات الدينية مثل المولد النبوي الشريف أين نزور مصلحة قسم الأطفال ونقوم باصْطحاب المهرج الذي يبهر الأطفال بألعاب ترفيهية بهلوانية من أجل التخفيف عن آلامهم وإدخال الفرحة في نفوسهم، كما نسطر حملات التبرع بالدم بالتنسيق مع الحماية المدنية لصالح مستشفيات المنطقة، وبمساعدة السلطات البلدية بتوزيع قفة رمضان وكسوة العيد، وخلال عيد الأضحى المبارك قمنا بعملية جمع اللحوم وتوزيعها على العائلات التي لم تتمكن من نحر الأضحية، ضف إلى تقديم مساعدات معتبرة للأطفال المعوزين والأيتام المنخرطين في الفوج. - إلى ماذا تهدفون من وراء هذه النشاطات؟ + الهدف الأساسي هو خدمة الفرد والمجتمع ويكون ذلك من خلال تقديم المساعدة له متى إحْتاج إليها، كما نهدف إلى تكوين الأطفال وذلك بإشراكهم في الأعمال التطوعية والخيرية وتعويد الطفل للإعتماد على نفسه، فهناك من الأولياء من يسجلون أولادهم في الفوج من أجل هذه الغاية. - من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ + الدعم الذي نسطر وننجز به أنشطتنا هو من القادة المسيّرين للفوج، فنحن نعاني من نقص الإمكانيات بشدة في منطقتنا، على اعتبار أن السلطات المحلية لا تقدم لنا أي دعم، ومساعدتها لنا في هذا الخصوص تقتصر أحيانا على توفير حافلة للتنقل في الرحلات بالإضافة إلى تسهيل مهامنا خلال الحملات التحسيسية. - ما هو المشكل الذي يعاني منه الفوج؟ + المشكل الرئيسي الذي نعاني منه وجل الأفواج التابعة للبلدية هو الغياب شبه التام للإمكانيات، حيث لا نتوفر على أبسط الأمور للعمل سواء العمل التطوعي أو الكشفي. - هل من مشروع تسعون لإنجازه في الوقت الراهن؟ + يملك الفوج الفكرة والإرادة للعمل لكن ليس هناك الدعم الكافي للعمل، حيث نستعد خلال هذه الأيام لإطلاق مشروع القفة الشهرية لفائدة 7 أسر محتاجة في المنطقة والتي ستسفيد من المواد الغذائية اللازمة، بالإضافة إلى قارورة غاز لتخفيف قساوة البرد عنهم خلال هذا الموسم. - كيف ترون واقع العمل الكشفي في المناطق النائية؟ + الكشافة توسعت في مختلف مناطق الوطن ولم تفرق بين الكبير والصغير، فهي تقدم نفس الدروس وتعمل وفق نفس المبادئ، السبب الذي يجعل الخلل واقعا هو غياب الإمكانيات واختلافها من منطقة إلى أخرى، فالأطفال المنخرطين في فوج البصائر أحلامهم للمستقبل كبيرة وحبهم لخدمة الوطن أكبر، فالعمل الكشفي هنا لا يختلف عن أي منطقة أخرى فقط تنقصنا المتابعة والدعم. - كلمة أخيرة نختم بها حوارنا... + أشكر يومية المشوار السياسي على هذا الحوار الذي يعتبر دعما لنا بدرجة كبيرة، كما أتمنى أن تساهم السلطات المعنية في دعمنا من أجل العمل أكثر.