استطاعت الأفواج الكشفية التابعة لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية ان تحقق جزءا من الأهداف التي أسّست عليها من خلال مساهمتها في إدخال الفرحة الى قلوب الفئات المحرومة، كما أنها استطاعت ان تقرب الطفل من مجتمعه ووطنه، ومن بين الأفواج التي تسعى الى تطوير الحركة الكشفية في الوطن وتوسيع رقعة نشاطها، فوج الشهداء ببلدية بئر الشهداء بأم البواقي، وللتعرف أكثر على نشاطات هذا الفوج، حاورت السياسي نور الدين آيت علي، القائد العام للفوج، الذي أكد ان التغيير نحو الأحسن يكمن في التربية الصحيحة للأطفال. متى تأسّس فوج الشهداء بأم البواقي؟ - فوج الشهداء هو أحد الأفواج التابعة لجمعية قدماء الكشافة الجزائرية، تأسّس في أكتوبر 2005 ببلدية بئر الشهداء في أم البواقي، يضم حوالي 52 كشافا يؤطرهم 5 قادة، يعمل الفوج على تطبيق المبادئ الكشفية التي تنص عليها الكشافة وسمي بفوج الشهداء على اسم المنطقة التي تعد من أكثر مناطق الولاية التي قدمت شهداء أثناء الحرب التحريرية. فيما تتمثل الأنشطة التي تقومون بها؟ - يسطّر الفوج برنامجا سنويا يكون متماشيا والمبادئ العامة للجمعية حيث أننا نشارك في إحياء المناسبات الوطنية والدينية مثل عيدي الاستقلال والثورة حيث قمنا خلال الاحتفال بعيد الثورة بعدة أنشطة تخليدا للذكرى من بينها رفع العلم الوطني في الساحة العمومية للبلدية وقمنا بالمشاركة في المسيرة التي نظمتها السلطات البلدية بالاشتراك مع أفواج أخرى الى جانب حفل أقمناه في قاعة البلدية، أين قام فتية الفوج بتنشيط حفل قدموا خلاله عروضا مسرحية تروي حكاية الثورة الى جانب ترديد أناشيد وطنية وقصائد شعرية مخلدة للحدث. كما نقوم بخرجات أسبوعية وخلال العطل نطبق ما تم دراسته خلال الأسبوع ومعظم الرحلات تكون للغابات والمناطق السياحية وتجمع بين تطبيق الدروس المقدمة وتعويد الطفل على الاعتماد على الذات بالإضافة الى زيادة رصيده الثقافي وتعريفه بمناطق بلاده. كما يقوم الفوج في الكثير من الأحيان بهذه الأنشطة بالتنسيق مع أفواج أخرى لتبادل الخبرات والتعارف بينهم ونقوم بحملات تنظيف للامكان العمومية آخرها كانت حملة لتنظيف غابة المنطقة كما نقوم بحملات التشجير في مناسبات عدة وذلك بالمشاركة مع السلطات المحلية. ونقوم بحملات تحسيسية مثل التحسيس حول حوادث المرور وحملات التبرع بالدم لفائدة المرضى في المستشفيات وينشط الفوج في النشاطات الخيرية من بينها زيارات الى المستشفيات ودور العجزة ودور الطفولة المسعفة حيث يقوم الأطفال بتوزيع بعض الهدايا عليهم ونقوم كذلك بتوزيع قفة رمضان للعائلات قليلة الدخل والأرامل حيث قمنا خلال رمضان الفارط بتوزيع ما يقارب ال30 قفة، بالإضافة الى كسوة العيد أين وزعنا 15 كسوة على الايتام بالإضافة الى توزيع 50 حقيبة مدرسية كاملة الأدوات بالإضافة الى ان اطفال الفوج قاموا خلال عيد الأضحى بعملية جمع اللحوم وتوزيعها على المحتاجين في ثالث ايام العيد. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأعمال؟ - نحن نسعى الى تغيير نظرة المجتمع للكشافة، فالكثيرون يعتبرونها مكانا للترويح عن النفس بالرحلات والمخيمات الصيفية وترديد الأناشيد الوطنية ويجهلون دورها في تربية الطفل وتكوينه، فالطفل المشارك معنا يكون على أتم الاستعداد لمواجهة اي شيء في الحياة، فنحن نتابعه في المجال الدراسي وفي الشارع وفي أسرته حتى نلم بكل ما يحتاج إليه بالإضافة الى إدماجه في مجتمعه من خلال الأنشطة الخيرية التي يفيد بها غيره، فنكون بذلك قد حافظنا على نواة الوطن. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - بالنسبة للدعم، فإنه يتمثل في المساعدات المالية التي يقدمها لنا بعض المحسنين، اما السلطات المحلية، فإنها تدعمنا بالنقل خلال رحلاتنا كما أنها تسهل مهامنا خلال القيام بالحملات التحسيسية كما ان قادة الفوج يساهمون بقدر كبير في تسيير الفوج. هل من مشاكل تواجهكم أثناء العمل؟ - المشكلة الأساسية التي نعاني منها هي غياب مقر خاص بالفوج حيث أننا نستغل إحدى الابتدائيات في الفترة المسائية من اجل القيام بنشاطاتنا حيث لم نتمكّن لحد الآن من توفير مقر يكون ملكا لنا وتحت تصرفنا في اي وقت حيث نضطر الى الالتزام بالمواقيت التي يحددها مدير الابتدائية ويعد نقص الإمكانيات حاجزا بيننا وبين توسيع الأنشطة وتطوير الحركة الكشفية. هل ترون أن الكشافة الجزائرية حققت جزءا من أهدافها؟ - الكشافة منذ تأسيسها تعمل على بناء الوطن حيث كانت مشاركتها الاولى إبان الثورة التحريرية وأول من استشهد في مظاهرات 11 ديسمبر 1960 كان الكشاف سعال بوزيد ومن خلال عمل أفواجها المنتشرة في جل تراب الوطن، تسعى لمواصلة مسيرة البناء كما ان الكشافين الذين تخرجوا منها أصبحوا الآن إطارات وأطباء ومهندسين، فلو ان الإمكانيات المسخرة لها اكبر مما هي عليه الآن، لحققت الأفضل، فرغم قلة الإمكانيات، إلا أنها استطاعت ان تخطو خطوة كبيرة في مجال العمل الخيري والتطوعي. هل هناك مشاريع تسعون إلى إنجازها؟ - الآن وبمناسبة عطلة الشتاء، سطّرنا برنامجا خاصا بهذه المناسبة يتمثل في القيام ببعض الحملات التحسيسية ورحلة الى حديقة الحامة للتلاميذ الذين تحصلوا على نتائج جيدة خلال هذا الفصل الدراسي وسنقوم لأول مرة وبالتنسيق مع احد أفواج المنطقة بحملة لإغاثة المتشردين تتمثل في تقديم وجبات ساخنة كل ثلاثة ايام خلال 15 يوما الخاصة بالعطلة. كلمة أخيرة نختم بها؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذا الحوار الذي ساهم في نشر أعمالنا ونشاطاتنا، وأتوجه بشكري من خلال هذا المنبر الى كل من يساهم معنا في إنجاح مختلف المشاريع.