شهدت سنة 2014 تراجعا نسبيا في الإصدارات الأدبية، واتسمت بالحفاظ على استمرارية أسماء واصلت عادتها في الإطلال سنويا، وفي بروز بعض الأسماء جديدة، ليصنع الفارق ترشح كمال داود لأكثر من جائزة أدبية عبر عمله ميرسو.. تحقيق مضاد . ومقارنة بسنة 2013 التي شهدت وافدين جدد للمشهد الأدبي، بالإضافة إلى الكتاب الذين حققوا انتشارا خارج الجزائر، فقد كانت هذه السنة في الغالب من نصيب الأسماء المكرسة. وأصدر سمير قسيمي وواسيني الأعرج روايتين مختلفتين في المشهد الأدبي سواء من خلال الشكل أو النوع والموضوع، في حين ثبت بعض الروائيين وفاءهم لتوجههم الأدبي، على غرار أمين الزاوي وعمارة لخوص. وواصل قسيمي تجريبه وطرق موضوعا جديدا عبر عمله حب في خريف مائل ، وهي رواية وجودية ببطلين عجوزين يناقشان فلسفة الحياة والوجود، بينما نشر الأعرج عملا نادرا في التقاليد الأدبية الجزائرية من خلال سيرته الذاتية عشتها كما أشتهي . وقدم الروائيان محمد جعفر وحبيب مونسي عملين مختلفين وجديدين، حيث يقترح جعفر رواية بوليسية تجريبية هذيان نواقيس القيامة ويغامر حبيب مونسي برواية من الخيال العلمي عبر جلالته الأب الأعظم . وبرز اسما الروائيين الشابين عبد الوهاب عيساوي وأحمد طيباوي في العام من خلال حصول عيساوي على جائزتين متتاليتين تمثلتا في جائزة الرواية القصيرة بوداي سوف ثم جائزة بن شنب بالمدية، بينما دخل اسم طيباوي قائمة المتوجين بجائزة الطيب صالح المرموقة بعمله موت ناعم . واهتم الكتاب باللغة الفرنسية أكثر بالشعر والقصة خلال موسم أدبي لم تكن فيه الرواية في المقدمة، حيث قدمت هاجر بالي مجموعتها القصصية Trop Tard، أي فات الأوان، أين تقترح القاصة بورتريهات لرجال ونساء وأطفال من العاصمة بأقدار تراجيدية، وكذلك رواية الصحفي والاديب الجزائري كمال داود بروايته مورسو.. تحقيق مضاد . وما يزال الشعر أقل حظا في النشر الجزائري، إلا أن الشعرية الفرانكفونية عادت لتعلو المشهد من خلال ديوان Que pèse une vitrequ on brise، أي ما ثقل الزجاج الذي يكسر ، الذي يلخص تجربة أربعين سنة للشاعر الكبير عبد المجيد كاوة.