يشهد الشارع الجزائري خلال هذه الأيام حركة غير عادية، من خلال التحضيرات للاحتفال ب يناير ، وهو ما لاحظناه خلال تجولنا في بعض الأسواق، حيث ينتظر التجار هذه المناسبات بفارغ الصبر لعرض أحسن أنواع المكسرات كالجوز والبندق واللوز والفول السوداني، بالإضافة إلى مختلف أنواع الحلوى وسلال الفواكه والعمل على تكثيفها من أجل ربح الزبائن الراغبين في اقتناء الهدايا للعائلة والأحباب، وفي خضم هذه الحركية، ارتأت السياسي التقرب من بعض المواطنين، لرصد أهم التحضيرات للاحتفال بهذه المناسبة الهامة. تحضيرات متعدّدة ومتنوعة للاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة يحظى يناير أو رأس السنة الأمازيغية، بمكانة خاصة في قلوب الجزائريين، وإن كانت فئة قليلة منهم قد استجابت لإحياء ليلة الريفيون ، وقد نست رأس السنة الهجرية، فلهذا اليوم احتفالاته الخاصة التي ابتكرها الأمازيغ واعتنقها جميع الجزائريين من كل حدب وصوب، لتبقى بذلك العائلات الجزائرية، ككل سنة، وفية للاحتفال ب يناير ، من خلال إحيائها لعادات وطقوس موروثة منذ القدم، تعبيرا عن فرحتهم بقدوم سنة جديدة، آملين أن تعم عليهم بالخير والصحة. وهو ما أعربت عنه العديد من العائلات ممن التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. تحضّر العائلات الجزائرية هذه الأيام للاحتفال ب يناير في أجواء بهيجة يعمها النشاط والحركة عبر الأسواق والمحلات، وهو ما لاحظناه خلال جولة قادتنا الى بعض الأسواق على مستوى العاصمة والتي باتت تتزين بأحسن أنواع المكسرات وغيرها من الفواكه، لتقول في هذا الصدد جيهان من العاصمة منذ القدم ونحن نقوم بتحضير عشاء مميز لليلة ال12 جانفي من كل سنة تميزه أطباق وحلويات شهية وتتوج المأدبة بسهرة عائلية يوزع فيها الدراز الذي يتكون خاصة من اللوز والجوز والفسدق ومختلف الفواكه الجافة، فلا يقل الاحتفال بهذا اليوم عن باقي المناسبات الاخرى ، وعلى غرار هذا، تحتفل العائلات الأمازيغية بميلاد السنة الجديدة على طريقتها الخاصة، إلا أن القاسم المشترك يكمن في الذبح، وهناك طقوس خاصة بكل منطقة، وهو ما أعربت عنه خالتي طاوس المنحدرة من أعالي جبال جرجرة، لتقول في ذات السياق، إنه حسبما جرت العادة في قريتهم، يتوجب على العائلة النحر، والأضحية تتمثل غالبا في ديك أو دجاجة، فبعض العائلات تذبح ديكا عن كل رجل ودجاجة عن كل امرأة، كما تذبح دجاجة وديكا عن كل امرأة حامل، لكن بعض العائلات لا تشترط نوع الأضحية، تضيف المتحدثة، فالمهم هو أن تسيل دماء حيوان أليف باعتبار أن الأضحية تقي الناس من الأمراض، وتحصنهم من أذى العين وتبعد المخاطر عنهم طيلة أيام السنة. وقد تميزت تحضيرات العائلات الجزائرية للاحتفال بهذا اليوم ما جعل العديد من الأسواق تشهد حركية كبيرة وذلك تحضيرا للاحتفال برأس السنة الجديدة، كما تقوم ربات البيوت أسبوعا من قبل بتنظيف المنازل وتزيينها وشراء أوانٍ جديدة للمطبخ لطهي الوجبات اللذيذة الخاصة بالمناسبة والتي يخصص لها نحر الديك الرومي أو الدجاج لتحضير مرق الرشتة أو الشخشوخة أو الكسكسي، وهو ما قالته جميلة من العاصمة التي كانت بصدد اقتناء مجموعة من المستلزمات المنزلية للاستعداد لهذا اليوم المميز. معرض للأكلات الشعبية للاحتفال ب يناير في تلمسان على غرار هذه التحضيرات، سينتظم معرض للأكلات الشعبية يوم 11 جانفي الجاري بقصر الثقافة عبد الكريم دالي بتلمسان بمناسبة الاحتفال ب يناير ، حسب مديرية هذه المؤسسة الثقافية. وستشهد التظاهرة مشاركة عدة جمعيات تهتم بالمحافظة على التراث الثقافي المحلي، على غرار تاڤرارت بتلمسان و هواري بومدين بسبدو و أمل بني سنوس و أنغام الغرب بمغنية. وتشكّل فرصة سانحة لإبراز مختلف الأطباق التي تحضّر بهذه المناسبة مثل البركوكس والكسكسي. وبرمجت يوم 12 جانفي الجاري سهرة فنية من إحياء فرقة أولاد الحاجة مغنية المتخصصة في التراث. ومن جهة أخرى، سطّرت مديرية الثقافة جولة إلى بني سنوس لفائدة سكان تلمسان لحضور كرنفال أرياد المنتظم سنويا بهذه الجهة من الولاية، ويتضمن هذا الكرنفال الذي تضرب جذوره في أعماق تاريخ بني سنوس استعراضات في الرقص والأغاني من أداء شباب يتنكرون في زي حيوانات ويجوبون القرى لجمع المواد الغذائية التي توزع بعدها على العائلات المحتاجة. وتتأهب مدينة تلمسان، على غرار المدن الأخرى بالوطن، لاستقبال العام الأمازيغي الجديد حيث تُعرض برفوف المحلات التجارية الحلويات والفواكه الجافة مثل اللوز والفستق والفول السوداني وأصناف من الفواكه، على غرار الرمان والتين الجاف والتي يكثر الطلب عليها قي مثل هذه المناسبات. ورغم أسعارها المرتفعة التي تتراوح بين 1.000 و2.000 دج للكيلوغرام، يحرص التلمسانيون على شرائها ولو بكميات قليلة لملئ طبيقة يناير ، التي يجتمع حولها أفراد العائلة في أجواء حميمية لإحياء هذه التقاليد الأصيلة.