تعمل الكشافة الإسلامية الجزائرية، منذ تأسيسها، على عمل الخير والسعي الى توسيعه دون أي مقابل، ويبرز ذلك من خلال جملة النشاطات التي تقوم بها جل الأفواج التي تنتمي إليها، حيث ترتكز في عملها على فئة الشباب التي تعد الركيزة الأساسية للوطن، من أجل تنمية روح التعاون والتكافل بين جميع الفئات الاجتماعية داخل الوطن وخارجه، ومن بين الأفواج التابعة للكشافة الإسلامية الجزائرية، فوج الشهيد المقارين بولاية ورڤلة، والذي يعد من أهم الأفواج الكشفية القديمة، وللتعرف أكثر على هذا الفوج ونشاطاته، حاورت السياسي عبد القادر صفاحي، قائد الفوج، الذي أكد على أهمية العمل الكشفي في تطوير وتنمية مستقبل الشباب والوطن. بداية، متى تأسّس فوج الشهيد المقارين بورڤلة؟ - تأسّس الفوج منذ حوالي ربع قرن ببلدية المقارين بورڤلة، وهو أحد الأفواج التابعة للكشافة الإسلامية الجزائرية، حيث يضم ما يقارب ال100 كشاف مقسمين عبر الوحدات الكشفية الثلاث، يؤطرهم 12 قائدا مؤهلا للعمل الكشفي والتكوين على جميع الأصعدة. فيما تتمثل الأنشطة التي تقومون بها؟ - يعمل الفوج في إطار برنامج سنوي وذلك تحت إشراف قادة الوحدات الكشفية وتتعدّد نشاطاتنا بين النشاطات البدنية، الرياضية والدينية، التربوية، كما نقوم بنشاطات بالاشتراك مع أفواج أخرى وبالتنسيق مع العديد من الجمعيات الناشطة في مجال العمل الخيري والتطوعي، ومن بين النشاطات التي نقوم بها، المشاركة في إحياء مختلف المناسبات الوطنية كعيدي الثورة والاستقلال، على غرار تنظيم معارض تهتم بالطفل والشباب وكل ما له علاقة بإصلاح الفرد والمجتمع، كما نقوم بزيارات للمستشفيات ودور المسنين اين نخصص لهم جملة من النشاطات الترفيهية والتثقيفية وتكون هذه الزيارات خاصة في المناسبات الدينية والاعياد، بالإضافة الى جملة النشاطات التي نقوم بها خلال شهر رمضان الكريم، حيث نقوم بإعداد مشروع إفطار وتوزيع قفة ووجبات شهر رمضان على العائلات المعوزة والفئات المحرومة في المجتمع وكذا عابري السبيل، كما نقوم بتوزيع الألبسة على المحتاجين والايتام من أجل رفع الغبن عنهم ومساندتهم والوقوف الى جانبهم، كما كانت لدينا مشاركة فعّالة في تنظيم حفل زواج جماعي. وماذا عن الحملات التحسيسية الخاصة بالفوج؟ - يقوم الفوج بحملات تحسيسية كما يشارك في جل الحملات المنظّمة عبر المستوى الوطني، ومن بين الحملات التي أعدت من طرف فوجنا والتي تصب في الجانب الصحي والبيئي والاجتماعي كالتحسيس بمخاطر التدخين وأثره السلبي على الفرد والمجتمع خاصة داخل الأسرة وتقليد الأطفال لآبائهم ما ينجر عنه عدة مشاكل وامراض من بينها المخدرات التي أصبحت اليوم تفتك بشبابنا وحتى أطفالنا، كما كانت لدينا مشاركة أخرى في حملات نظافة الأحياء والمساحات الخضراء، إضافة الى حملات التشجير، على غرار الحملات التحسيسية الاخرى الخاصة بحوادث المرور ومكافحة الآفات الاجتماعية والأمراض، كما كانت لذينا مشاركة في إطار حملة كفى مخدرات ، والتي جابت جل صحراءنا الكبرى. هل كانت لديكم مشاركات في المحافل الدولية؟ - شارك الفوج في المخيم الصيفي للجوالة الذي أقيم في تونس العام الفارط وذلك في إطار تبادل الخبرات مع كشافين من دول عربية أخرى ونأمل ان تكون لدينا مشاركات أكثر في السنوات القادمة، حتى نساهم في توصيل رسالة الحركة الكشفية الجزائرية. إلى ماذا تهدفون من خلال هذه النشاطات؟ - الهدف الأساسي هو مساعدة الغير وتكوين الأطفال من اجل تدريبهم وتعويدهم على الاعتماد على النفس وإحساسهم بالغير وذلك من خلال احتكاكهم بالمجتمع المدني وتواصلهم مع جميع الشرائح خاصة الفتية والشباب أمثالهم. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - يعتمد فوج الشهيد المقارين على دعم ومساهمات القادة وبعض مسيّري الفوج الذين يحرصون على توفير الدعم المادي والمعنوي للفوج، كما ان هناك الفاعلين في العمل الخيري من المحسنين من يتبرعون بمالهم في الاعمال الخيرية خاصة في المناسبات الدينية مثل شهر رمضان الكريم. هل من مشاكل تعانون منها على مستوى الفوج؟ - المشكلة الوحيدة التي نعاني منها هي ضعف الإمكانيات المادية مقارنة بحجم الاحتياجات والمساعدات الواجب إيصالها الى الفئات الاجتماعية الهشة والتي تعيش ظروفا جد صعبة. هل من مشاريع أنتم بصدد التحضير لها؟ - في الوقت الحالي، نعمل على فتح فضاء لترفيه للاطفال لقضاء وقت الفراغ بعيدا عن الآفات الاجتماعية، إذ نجعله فضاء تثقيفيا وترفيهيا في نفس الوقت يحوي على ناد للإعلام الآلي، إضافة الى قاعة صغيرة للألعاب الالكترونية، إذ تعاني المنطقة بعض التهميش من قبل السلطات المحلية ونحن نعمل ونحاول التخفيف عن شباب المنطقة وإبعادهم عن كل ما هو سلبي في المجتمع خاصة الآفات الاجتماعية التي أصبحت تفتك بالفرد والمجتمع. بصفتك قائدا، هل من كلمة توجهها لكشاف اليوم؟ - الكشافة مدرسة أسّست من اجل دعم الثورة الجزائرية، إذ شاركت إبان حرب التحرير وضحت بأبنائها من اجل راية الوطن، فعلى جيل اليوم ان يواصل درب الشهداء والمجاهدين ويحمل راية الوطن عاليا والرقي بها ومساعد فقرائه، وعليه ان ينهل من هذه المدرسة بكل ما فيها لأنها شاملة لكل جوانب الحياة. كلمة أخيرة نختم بها؟ - نشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة، وأتمنى ان نكون قد وفقنا في التخفيف عن بعض الناس قساوة العيش في ظل الظروف الاجتماعية المزرية التي يعيشها الكثيرون، ونتمنى لنا ولكم المزيد من النجاح.