تقوم العديد من الأفواج الكشفية التي تنتمي للكشافة الإسلامية الجزائرية بعدة نشاطات خيرية تطوعية، تسعى من خلالها الى تنمية وعي الشباب وحب العمل التطوعي في الوسط الاجتماعي من أجل تحقيق الأهداف السامية التي جاءت بها الكشافة الإسلامية الجزائرية، ومن بين هذه الأفواج التي تحرص على تحقيق أهدافها من خلال تنظيمها للعديد من الأنشطة التربوية والتحسيسية، فوج محمد بوراس ، المتواجد على مستوى ولاية أدرار، وللتعرف أكثر على الفوج، حاورت السياسي القائد مبروكي، الذي أكد على أهمية العمل الكشفي في تنمية الوعي لدى الشباب. * بداية، هلاّ عرفتنا أكثر بفوج محمد بوراس الكشفي؟ - يعد فوج محمد بوراس الكشفي من بين الأفواج الكشفية المتواجدة بولاية أدرار والمنطوية تحت لواء الكشافة الإسلامية الجزائرية، تأسّس سنة 1997، أما عن تسميته ب محمد بوراس ، فهذا نسبة للقائد المؤسس للكشافة الإسلامية بالجزائر وهو محمد بوراس، الذي ضحى بحياته من اجل تأسيس الكشافة الإسلامية الجزائرية. ويعمل الفوج وفق المبادئ والأهداف القائمة عليها الكشافة الإسلامية الجزائرية بجهد أعضاء الفوج الذين يعملون كل ما بوسعهم من اجل تنمية العمل الخيري والتطوعي في المجتمع. * فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - إن الكشافة الإسلامية الجزائرية هي إحدى المؤسسات التي تهتم بالدرجة الأولى بالعمل الخيري وتسهر على إنجازه وتفعيله في الوسط الاجتماعي، وفوج محمد بوراس الكشفي كغيره من أفواج الكشافة الإسلامية الجزائرية يعمل على مد يد العون لكل من احتاج من خلال نشاطات مختلفة، ومن بين الأعمال التي قام بها الفوج، تجسيد مشروع توزيع الحقائب المدرسية لفائدة أطفال العائلات المعوزة بحلول كل موسم دراسي، إضافة إلى ذلك، نقوم بجمع وإعادة توزيع الألبسة على المحتاجين، وعلى غرار هذا، نقوم بتنظيم العديد من الحملات التحسيسية والتوعوية التي من شأنها إصلاح الفرد وبالتالي، إصلاح المجتمع ومن بين هذه الحملات التي تمت حملات التشجير والتنظيف الخاصة بالأحياء والمساجد والمقابر وغيرها من الأماكن وأخرى خاصة بفئة الشباب والمتمدرسين حول الآفات الاجتماعية والظواهر التي تشكّل خطرا على هذه الفئة مثل التدخين والمخدرات، كما ان الفوج يقوم بندوات علمية و تحسيسية للطلبة حول التفوق الدراسي وكيفية المراجعة والحفظ خاصة للمقبلين على الامتحانات المصيرية. أما بخصوص شهر رمضان المعظم، فقد كانت لنا مشاركات في إعداد مائدة إفطار الصائم لمساعدة العائلات المعوزة وكذا عابري السبيل وغيرهم من المحتاجين وتقديم يد المساعدة والمساندة لمختلف الشرائح المحرومة في المنطقة، وعلى غرار هذا، نقوم بتنظيم خرجات ميدانية لزيارة سجن الأحداث ومشاركتهم بنشاطات ترفيهية تثقيفية ومدهم بمختلف المساعدات مثل الألبسة محاولة منا في إدماجهم في الوسط الاجتماعي والتقليل من معاناتهم والوقوف الى جانبهم من اجل تخطي جل العواقب والمشاكل الناتجة عن أخطائهم التي من الممكن إصلاحه، وفي إطار أنشطتنا الرامية لتقديم خدمة وتنمية المجتمع، شارك أفراد فوج محمد بوراس ، بالتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني بالحي، في تنظيم فعاليات مهرجان العرس الجماعي الذي أقيم بقصر أولاد علي، بحضور السلطات المحلية، والذي شهد عقد قران ل14 عائلة من الحي وهي المبادرة التي لقيت استحسانا كبيرا من طرف سكان المنطقة. * هل كانت لديكم مشاركات في ملتقيات أو ندوات تاريخية؟ - نعم، نشّط فوج محمد بوراس بأدرار ندوة تاريخية بالتنسيق مع متحف المجاهد بأدرار، في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال58 لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، حيث أطرها مجموعة من المجاهدين والأساتذة في مجال التاريخ، وذلك في سنة 2012 حيث تم حضور العديد من أبناء الكشافة وكانت هذه الندوة فرصة لا تعوض لتلاقي الأجيال والاحتكاك فيما بينهم، لتوسيع نشاطاتهم الكشفية. وخلال هذه الأيام الأخيرة، قامت وحدة الكشاف المتقدم لفوج محمد بوراس وبالتنسيق مع جمعية الفجر الثقافية بقصر أولاد علي، بتنظيم ندوة تكوينية لفائدة الطلبة المقبلين على شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا، وقد أطر هذه الندوة مجموعة من الأخصائيين النفسانيين والمدرب الأستاذ عوماري التهامي. * ما مصدر الإعانات المتحصل عليها لممارسة جل هذه النشاطات؟ - العمل الكشفي جله خيري يحتاج الى بذل جهد ومال، أما بالنسبة للمال الذي نسيّر به نشاطاتنا، فإننا نتحصل على جزء بسيط من طرف السلطات الولائية، أما الجزء الآخر، فإنه من المحسنين المتبرعين من أهل المنطقة الذين يحبون ان يشاركوا في الأعمال الخيرية ويجدون ان الكشافة الإسلامية الجزائرية محل ثقة بالنسبة لهم، فهم يساعدوننا في جميع النشاطات التي نقوم بها. * وماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟ - الكشافة عمل متواصل دائم يعتمد على الاستمرارية والتجديد، لذا ما دام المجتمع بحاجة إلينا، فإننا نعمل كل ما بوسعنا لتلبية حاجاته خاصة الفئة المحرومة المحتاجة والمهمشة، فنحن الآن بصدد إنجاز قاعة متعدّدة الخدمات للشباب تحوي على أنترنت بشرط ان يكون إعلام هادف ومفيد وكذا مكتبة يستفيد منها شبان المنطقة من اجل توسيع معارفهم العلمية ونسعى الى إنشاء حديقة ألعاب وتسلية لفائدة أطفال الولاية لاغتنام فرصة أيام العطلة وأوقات فراغهم في الترفيه عن أنفسهم، كما أننا نسعى لتوسيع مقرنا وتغييره لان المقر الذي نزاول فيه نشاطنا ليس بدائم ونرجوا ان نلقى دعما من طرف السلطات وكذا المحسنين من اجل إنجاح هذه المشاريع التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع. * ماذا يمكن أن تقوله للكشاف اليوم؟ - الكشافة مدرسة تربوية تكون النشء الصالح والسليم، لذا أدعو من هو منخرط فيها ان يلتزم بأهدافها ومبادئها كما أدعو جل الشباب الى الانخراط فيها، لأنها تكوين مستمر ومتجدد ومتفاعل مع الوسط الاجتماعي، كما انه يخدمه من قريب ومن بعيد. * كلمة أخيرة نختم بها؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي التي أتاحت لنا الفرصة للتعريف أكثر بفوجنا الكشفي وجل نشاطاته، التي نسعى من خلالها الى تنمية وعي الشباب وتنمية حب التطوع في المجتمع.