ساهمت الكشافة الإسلامية الجزائرية، من خلال جملة النشاطات التي تقوم بها، في إدراج الأطفال والشباب في العمل الخيري وتقريبهم من الفئات الاجتماعية الهشة، لنقل احتياجاتهم والتكفل بهم للرقي بالفرد والمجتمع، وهو ما يسعى الى تحقيقه فوج الابتهاج الناشط بغليزان، وللتعرف أكثر على هذا الأخير، حاورت السياسي الزوبير رياشي، مسؤول الفوج، الذي أكد أن الكشافة تعمل من خلال نشاطاتها على تبليغ رسالتها الإنسانية للمساهمة في تنمية المجتمع ومساعدة المحتاجين وتكوين الشباب، لأنهم أساس بناء هذا الوطن. بداية، متى تأسّس فوج الابتهاج بغليزان؟ - فوج الابتهاج هو من بين الأفواج التابعة للكشافة الإسلامية الجزائرية لولاية غليزان، بدأ نشاطه في سنة 1997 حيث يعد من أقدم الأفواج بالولاية، يضم ما يقارب ال80 كشافا منقسمين عبر الوحدات الكشفية الثلاث يؤطرهم عدد من القادة تكونوا داخل الفوج ويقدر عددهم ب8 قادة، يعملون وفق البرنامج الذي يصادق عليه أعضاء الفوج خلال اجتماع يعقد كل سنة. ما هي الأنشطة التي تقومون بها؟ - تنقسم الأنشطة التي نقوم بها الى أقسام، منها ما يتعلق بالحياة الكشفية وهذا يدخل ضمن الدروس الكشفية المقدمة من بينها دروس متعلقة بالآداب العامة وتحفيظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وتحفيز الكشافين على الاقتداء بالرسول، صلى اللّه عليه وسلم، إضافة الى المنهاج الكشفي الخاص بحياة الخلاء وغيرها ويتمثل في الخرجات الكشفية الموسمية التي نتوجه خلالها في كل مرة الى منطقة معينة، إضافة الى المشاركة في التظاهرات الوطنية خلال مختلف المناسبات الوطنية والدينية مثل إحياء ليلة القدر وغيرها من المناسبات. اما بالنسبة للاحتفالات الوطنية، فإنه يكون بمشاركة السلطات المحلية في رفع العلم وتنظيم مسيرات عبر أحياء المنطقة، إضافة الى إقامة معارض وتنشيط حفلات يشارك فيها الكشافون من أناشيد ومسرحيات وغيرها من النشاطات الاخرى الهادفة. احتفلنا مؤخرا بالمولد النبوي، فماذا عن نشاطاتكم الخاصة بهذا اليوم؟ - احتفلنا مؤخرا بذكرى مولد خير الأنام وكانت لدينا نشاطات مختلفة في هذا الخصوص، أين قمنا بتنظيم مسابقة دينية وكرمنا الكشافين الفائزين بجوائز رمزية. وماذا عن نشاطاتكم الخيرية؟ - النشاطات الخيرية تدخل في إطار الأنشطة الموجهة للمجتمع المدني، حيث قمنا خلال شهر رمضان الكريم بإحصاء عدد من العائلات المعوزة في المناطق النائية وتوزيع عليها قفة تحوي مجموعة من المواد الغذائية، وفي آخر الشهر، نقوم بتوزيع نفس العدد من القفف لكن خاصة بمواد صنع الحلويات، إضافة الى كسوة العيد لأطفال هذه العائلات، كما نوزع وجبات خفيفة على عابري السبيل عبر الطريق الوطني وهذا يوميا. أما خلال بداية الموسم الدراسي، فقد قمنا بتنظيم معرض للأدوات المدرسية بأسعار معقولة وفي متناول الجميع، كما قمنا بتوزيع 10 محافظ على اطفال العائلات المعوزة. أما بمناسبة عيد الأضحى، فقد قمنا بعملية جمع اللحوم وتوزيعها على العائلات التي لم تتمكّن من الذبح حيث تعاطف الكثير من المحسنين مع الحملة التي قمنا خلالها بالتوجه الى المنازل وجمع اللحوم وتوزيعها على المعوزين، ناهيك عن زيارة المرضى بالمستشفيات. وفيما يخص الحملات التطوعية؟ - بخصوص الحملات التطوعية، فإننا نقوم في كل فترة بتنظيم حملات تنظيف لمختلف الساحات العمومية وتكون خاصة خلال المناسبات الوطنية والأعياد الدينية يشارك فيها جميع الكشافين، بالإضافة الى الحملات التوعوية التحسيسية حول الآفات الاجتماعية التي تفتك بالشاب والمراهق خاصة وكذا حملات الوقاية من حوادث المرور وتكون بالتنسيق مع مديرية الامن الولائي. كما كانت لدينا مشاركة ضمن قافلة الصحراء الكبرى التي كانت تحت شعار لا للمخدرات على غرار هذا، فإننا نشارك في حملات التبرع بالدم المخصصة لفائدة المرضى بالمستشفيات. وماذا عن الاتفاقية التي أبرمتها الكشافة الإسلامية مع مديرية السجون، هل لديكم مشاركة فيها؟ - نعم، في إطار هذه الاتفاقية، فإننا نخصص زيارة الى المؤسسة العقابية التابعة للمنطقة أين نشاركهم عدة نشاطات منها التثقيفية، التعليمية ومنها الترفيهية، بالإضافة الى تنظيم عدة حملات تحسيسية حول أخطار التدخين والمخدرات وغيرها وسط المساجين وتكون هذه الزيارات أحيانا بدون مناسبة وأحيانا تكون في الأعياد والمناسبات الدينية آخرها كان في عاشوراء. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأنشطة؟ - الهدف الرئيسي هو إلمام الكشاف بكل ما يجري حوله حتى يكون واع بمستقبله ومستقبل وطنه، كما ان هذه الأنشطة تندرج في إطار التكوين الذي تمنحه الكشافة الإسلامية لمنخرطيها، فهذه الاعمال تساهم في زرع وتنمية روح الأخوة والتعاون بين الشباب، كما تغرس فيهم حب الوطن والمساهمة في بنائه. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - نتلقى دعما معتبرا خلال السنة، ضمن الميزانية التي تمنحها السلطات المحلية للأفواج الكشفية والجمعيات الخيرية، كما ان أهل الخير من سكان المنطقة يساعدوننا في مختلف الأنشطة ويعتبر بعض رجال الاعمال من سكان غليزان الداعم الأساسي لنشاطاتنا، لكننا لا نقبل منهم المساعدات المالية بل المواد التي نكون في حاجة إليها. هل من مشاكل تواجهونها أثناء العمل؟ - هناك بعض النقائص على مستوى الفوج لكن لا تؤثر على عملنا، وبالنسبة للدعم المالي، فإننا نحتاج الى دعم أكبر لمساعدة اكبر عدد من المحتاجين، خاصة سكان المناطق النائية. وماذا بخصوص مشاريعكم المستقبلية؟ - في الوقت الحالي، النشاطات الخيرية مجمّدة بسبب بعض الظروف حيث كنا قد انطلقنا في عملية توزيع الملابس المستعملة على سكان المناطق النائية وأردنا أن نواصل هذه الحملة من خلال توفير قارورات الغاز لهم، إلا أننا لم نتمكّن من ذلك ونسعى ايضا الى فتح ناد خاص بالبيئة بمشاركة الكشافين فيه وأطفال المدارس الابتدائية. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكركم جزيل الشكر على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة وعلى اهتمامها بالعمل الكشفي والعمل الجمعوي، ونأمل تحقيق المزيد من النجاح لنا ولكم.