تعتبر الكشافة الإسلامية الجزائرية مدرسة تربوية تعمل على توفير جو مريح للفتى حتى يتكون روحيا وفكريا، وتعمل من خلال أفواجها على غرس روح التعاون والتضامن بين فئات المجتمع وهذا ما يعمل عليه فوج صلاح الدين الأيوبي الذي يعد من بين الأفواج الناشطة في العاصمة والذي يسيير وفق خطط هادفة تساهم في تطوير المجتمع وتنميته، وللتعرف على هذه النشاطات التي ساهمت، الى حد كبير، في رسم البسمة على وجوه المحتاجين وحتى المنخرطين فيه، حاورت السياسي قائد الفوج شيتون فريد، الذي أكد على أهمية العمل الكشفي والدور الذي يلعبه في المجتمع. بداية، متى تأسّس الفوج؟ - كانت بداية تأسيس الفوج سنة 1990 بمناسبة شهر رمضان ببلدية باب الزوار بالعاصمة، حيث يندرج تحت لواء الكشافة الإسلامية الجزائرية وقد وصل عدد المنخرطين فيه إلى حوالي 90 كشافا منقسمين بين الوحدات الكشفية الثلاث ويعمل الفوج وفق برنامج سنوي يضعه القادة المشرفون على تسييره. ما هي أهم النشاطات التي تقومون بها؟ - يقوم الفوج بعدة نشاطات تربوية وترفيهية ورياضية، سياحية، تخدم الكشاف والمجتمع ككل، فنحن نشارك في إحياء التظاهرات الوطنية الكبرى والدينية في المنطقة كالاحتفال بعيد الاستقلال والمشاركة في حملات تطوعية كتنظيف الأحياء وعمليات التشجير، إضافة الى النشاطات الخاصة بالبرنامج الكشفي الذي نسطره من مخيمات صيفية تهدف الى تعزيز التواصل بين الشباب من مختلف الولايات ونقوم بخرجات أسبوعية تثقيفية كالذهاب الى المتاحف مثل متحف المجاهد ومتحف الجيش، بالإضافة الى أنشطة فردية وجماعية والتي تساعد في انتقال الكشفي من مرحلة الى أخرى حسب النظام والطريقة الكشفية حيث ان كل هذه النشاطات تعتبر مهمة لها عدة أهداف تدخل في تربية الفتى. كما نقوم بعدة حملات تحسيسية تدخل في إطار توعية المواطن والعائلات بمخاطر مختلف الآفات والظواهر الاجتماعية، آخرها حملة بالتنسيق مع وزارة البيئة حول النفايات، حيث قمنا خلالها بالتوجه الى المنازل ووزعنا مطويات تحسيسية وأكياس خاصة برمي مختلف النفايات حتى يتسنى تصنيعها من جديد وقد لاقت هذه الحملة تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين، والحمد لله. هل لديكم نشاطات خيرية؟ - المدرسة الكشفية تعمل على تقديم المساعدة للفئات المحتاجة والمحرومة في المجتمع ونحن نخص المحتاجين بنشاطات مختلفة حسب إمكانيات الفوج، إلا أننا نكثّف من هذه الأعمال خلال الشهر الفضيل، حيث قمنا خلال شهر رمضان بعدة نشاطات منها مطعم الرحمة الذي قدّم 100 وجبة لعابري السبيل على مستوى بلدية باب الزوار وقفة رمضان التي كانت موجّهة لفائدة 50 عائلة محتاجة في المنطقة، إضافة الى كسوة العيد التي كانت من تبرعات الكشفيين. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه النشاطات؟ - الهدف الأول هو رضا الله، سبحانه، واستغلال طاقات الشباب في ما ينفعهم وإدماجهم في المجتمع وتحسيسهم بضرورة الوقوف الى جانب الغير وكذا المساهمة في خدمة هذا الوطن وإعلاء شأنه، كما نعمل على تكوينهم في المجال الاجتماعي والعلمي حتى ننشئ جيلا سليما وفعّالا لنفسه ولغيره. ما هي أهم الصعوبات التي تواجهكم؟ - من أكثر العراقيل والمشاكل التي تصادفنا هي غياب الدعم المادي الذي يعد شيئا ضروريا في أي نشاط نقوم به مثل المخيمات الصيفية والتي لا توجد ميزانية خاصة بها والتي تنظم بفضل الإرادة والمجهودات المبذولة من صرف القادة وكذا بمساهماتهم مع بعض المحسنين، فنحن، منذ تأسيس الفوج، لم نتحصل على دعم من قبل السلطات المحلية دون ان ننسى مشكلة النقل التي تعتبر مشكلة عويصة، بسسب غياب وسائل نقل خاصة بالفوج عند تنقلاته وفي خرجاته الكثيرة. هل لديكم مشاركات دولية؟ - نعم، شاركنا في المؤتمر العالمي للكشاف الذي أقيم مؤخرا بتركيا واستطعنا أن ننقل تجربة الفوج والكشافة الإسلامية الجزائرية الى خارج الوطن، كما استفدنا من تجارب أفواج أخرى من ولايات مختلفة. هل من مشاريع مستقبلية؟ - لقد وضعنا إستراتيجية عمل لمدة أربع سنوات من 2012 الى غاية 2016 والتي تضمنت عدة مشاريع من أهمها، والتي نطمح الى تحقيقها، هي افتتاح روضة خاصة بالأطفال للتمكّن من القضاء على المشكلة المالية التي نعاني منها بالاستفادة من مداخليها المادية، ونسعى الى تدشين نادٍ للعائلات بمكان جميل يطل على عدة مناظر جميلة وخلاّبة مع تنظيم عدة نشاطات كالأمسيات الثقافية والشعرية، كما نسعى الى توفير حافلة خاصة بالفوج للتخلص من مشكلة النقل القائمة، ومن أهم ما نسعى إلى تحقيقه هو تربية النشء وتكوين المواطن والشاب الصالح. كلمة لكشاف اليوم؟ - نتمنى ان تسيير أمور الكشافة بشكل حسن، خاصة مع المنعرج الخطير الذي ستعرفه الكشافة في الاجتماع الذي سيكون في 2015 ولهذا نتمنى الحظ الموفق لكل كشاف وان تتطهر الكشافة من كل المفسدين وان تؤطر من قبل القادة الذين يهدفون الى تحقيق المبادئ والأهداف السامية للكشافة، ونتمنى ايضا ان تكون الكشافة دائما في أحسن أحوالها هي وجميع أبنائها. كلمة أخيرة للجريدة؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على الإلتفاتة الإعلامية، فهي تعد دعما لنا خاصة ان الكشافة الاسلامية محتاحة لمثل هذه الوقفات، كما نتمنى التوفيق للجريدة ونأمل ان تتضافر جهود الجميع في هذا الوطن من أجل إصلاحه والعمل على ازدهاره وتطويره.