أمتع الفنان الفكاهي كمال بوعكاز، سهرة أول أمس، بقاعة المحاضرات لبلدية القليعة بتيبازة الجمهور الحاضر بقوة لمتابعة عرضه لآخر أعماله الفنية التي عنونها آخر المترشحين في افتتاح الأيام الوطنية للمونولوج بالقليعة، التي تنظمها لجنة الحفلات لمدينة القليعة الى غاية الخميس المقبل. وتناول الفنان في قالب هزلي وفكاهي موضوع الطموح غير واقعي لبعض الشاب الجزائريين الذين يسيرون بسرعة لا تتماشى مع قدراتهم ومستواهم من خلال اللهث وراء الربح السريع وتولي مسؤوليات سامية دون بذل جهود كبيرة. ويروي المونولوج قصة شاب ضائع يعيش على وقع الغرور وأحلام اليقظة، حيث أراد أن يعتلي في يوم من الأيام منصب رئيسا للجمهورية أو لا شيء معتقدا أي الشاب، أن الأمر هين والمنصب في متناوله محتقرا باقي المهن و الصنعات ومصاعب الحياة. وظل الشاب على درب الأحلام سائرا غير مبال بحجم المسؤوليات التي تشترط في هكذا منصب ومستهترا بالواقع وقيمته (الشاب) الحقيقية في سوق العمل، وهي الرسالة، التي أراد الفنان بوعكاز إيصالها للجمهور الذي تجاوب كثيرا مع العرض الذي حمل في طياته دعوات للإعتماد على النفس والتحلي بروح المسؤولية وعدم احتقار العمل. واستمر بوعكاز في إمتاع الجمهور بأوقات رائعة من الفرجة والسرور الذي بدا جليا على وجوه العائلات التي حضرت لقضاء سهرة فنية مزجت بين الجد والهزل لمعالجة ظاهرة إجتماعية تتمثل في عزوف الشباب على تقديس العمل والبحث على النجاح السريع، معتبرا كل عامل أو مستخدم أو موظف أو حرفي، رئيس دولة، في موقعه إذا أتقن وتحكّم بجدارة واستحقاق في مهامه قبل أن يسدل الستار على أولى أيام هذه التظاهرة الثقافية. للإشارة، سيستمتع الجمهور خلال أيام المونولوج بالقليعة، التي تنظم بالتنسيق مع المجلس الشعبي البلدي ب12 عرضا فنيا لوجوه فنية ومواهب صاعدة من مختلف أرجاء الوطن، على غرار محمد خساني والعمري كعوان وجمال زيرق وجواد زهر الدين وبلال بلمدني، الى جانب حميد حناني وكمال عبدات وأمين موساوي وأمين بومدين والفنان أمين بومدين. كما تم بمناسبة العيد العالمي للمرأة، تقديم عروض مسرحية خاصة بالنساء قبل أن يسدل الستار على موعد القليعة مع المونولوج بتكريم مواهب شابة في فن المسرح تكونت بمدينة القليعة الفنانة الصاعدة مينة لشطر، وهو التكريم الذي اعتبره المنظمون بالمزدوج للفنانة ولمدينة القليعة التي تشتهر بحركة مسرحية نشيطة.