يهمل الكثير من الناس في فصل الربيع جانب الوقاية من أشعة الشمس، فالعديد منهم يتنقل تحت أشعة الشمس الحارقة دون استعمال كريمات مضادة تحمي بشرتهم من خطر الإصابة بسرطان الجلد، وإن كان هناك من يستعملها، فهو يسيء استعمالها أو لا يراعي المقاييس الطبية عند اقتنائها، وهو ما كشف عنه العديد من المختصين في أمراض الجلد. مؤكدين ان التعرض لأشعة الشمس اليومي أكثر خطورة مما كان عليه سابقا، فقد اكتشف العلماء انخفاضا ملحوظا في كثافة طبقة الأوزون التي تتلف الغلاف الجوي للأرض والتي تؤدي دور مصفاة واقية تحمي الإنسان من ضرر الأشعة الفوق بنفسجية. ومما لا شك فيه أن ضرر الشمس يعد خطرا حقيقيا يمكن أن يتسبّب في نتائج لا تنحصر فقط في شيخوخة الجلد المبكّرة وفقدان المطاطية الشابة وظهور البقع فحسب، بل يمكنه أيضا أن يتسبّب في سرطان الجلد. مختصون يحذّرون من التعرض المطوّل لأشعة الشمس أكد العديد من المختصين والخبراء في الأمراض الجلدية على ضرورة استعمال المراهيم الواقية لحماية البشرة من أشعة الشمس، خاصة خلال هذه الفترة المتزامنة والأيام الربيعية التي تمتاز بأشعة حارقة، وهو ما أشارت إليه المختصة س. كادي بقولها: ينخدع الكثير من الناس بجاذبية شمس الربيع، فيفرطون في التعرض لأشعتها ظنا منهم أنها لا تمثل خطرا على صحتهم عكس شمس الصيف الحارقة، لكنهم لا يدركون أنه رغم تعدّد فوائد الشمس كمصدر للضوء والطاقة وكذلك دورها المساعد في تكوين فيتامين (د) المهم في نمو عظام الأطفال وحمايتهم من بعض الأمراض، إضافة لمساعدتها في علاج بعض الأمراض الجلدية، تبقى التخوفات من مخاطرها كبيرة . ونظرا لأهمية التوعية حول هذه المسألة بالذات، تضيف الأخصائية في الأمراض الجلدية، انه بالفعل يجب تنبيه الناس إلى خطورة الانسياق وراء هذا الفهم الخاطئ الذي يصور شمس الربيع على أنها لا تتدخل في التسبّب في أي مخاطر صحية. وتضيف الأخصائية أن الشمس تبقى شمسا في كل الفصول ومخاطرها تبقى قائمة في كل الفصول دون استثناء والخطر هنا يكمن في التعرض لأشعتها لمدة طويلة. الشيخوخة المبكّرة والسرطان من أهم أخطارها ويؤكد العديد من المختصين في الأمراض الجلدية على مضار أشعة شمس الربيع التي تغري الكثير من الناس بالانجذاب إليها، دون وعي بمضارها التي تتزايد، طبعا، كلما ارتفعت درجات الحرارة. ويتزايد ضرر أشعة الشمس في فترة الظهيرة التي تزيد فيها الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تقل حدتها بعد هذه الفترة من النهار. ويكمن الضرر في الأشعة فوق البنفسجية بكونها تخترق الطبقة الخارجية للجلد والمسماة بالأدمة وهي التي تسبّب حروق الشمس وتكوّن بعض أنواع السرطان الجلدي وهي تساهم أيضا في شيخوخة الجلد المبكّرة، وتتسبّب الأشعة الضارة أيضا في العديد من الأضرار للجلد، كالنمش والكلف والإسمرار والأورام الحميدة والخبيثة. وتعد بشرة الأطفال الأكثر عرضة للتأثّر بأشعة الشمس مقارنة بالبالغين لأن بشرة الأطفال تتميز برقتها ونعومتها، وتختلف التأثيرات التي تتسبّب فيها أشعة الشمس على الجلد تبعا لوقت التعرض، إذ يتركز التأثير المؤذي للأشعة فوق النفسجية من فترة الظهيرة إلى الساعة الثالثة بعد الظهر، في حين يقل تأثيرها بعد الرابعة عصرا. وتشير الأخصائية إلى أن التعرض المتكرر لأشعة الشمس يرتبط بصورة مباشرة بالشيخوخة المبكّرة المرتبطة بأعراض ترهل الجلد وخشونته وظهور التجاعيد والبقع البنية على الوجه وظهر اليدين، وتوسّع الأوعية الدموية، ويتفاوت أيضا مدى التأثّر بمضار أشعة الشمس تبعا لنوعية الجلد حيث ان أصحاب البشرة الفاتحة أكثر قابلية للتأثّر بأشعة الشمس من أصحاب البشرة السمراء. ولتجنّب هذه المخاطر، ينصح الأخصائون بعدم المبالغة في التعرض لأشعة الشمس في أوقات ذروتها، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والعمل على التمتع بشمس الربيع في أوقات الشروق والغروب، عندما تكون أشعة الشمس غير ضارة وصحية