دعا امس، المواطنون عبر مختلف ولاية الوطن،سكان غرداية الى الصلح، ونبذ الفتنة،ووئدها في المهد، معربين عن استنكارهم الشديد للاحداث الاخيرة التي وقعت في مدينتي لقرارة وبريان، مؤكدين تضامنهم مع اهل الضحايا الذين سقطوا خلال اليومين الاخرين، وطالبوا بالاحتكام الى العقل وعدم الانجرار وراء مذكي فتيل الفتنة والعمل على صلح ذات البين بين الاخوة الاشقاء. عجت صفحات الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الفايسبوك والتويتر امس ، بالاستنكار الشديد للفتنة التي تجددت في غرداية، خلال الايام الماضية، التي سقط خلالها عشرات الاشخاص، داعين في نفس الوقت الى التعقل وضبط النفس، وعدم الانجرار وراء الفتنة، مطالبين بمحاسبة الاشخاص الذين تسببوا فيها، في حين دعوا بصوت واحد الصلح خير ياهل غرداية ، ولاشارة فقد توفي 22 شخصا وأصيب آخرون بجروح خلال اشتباكات بين مجموعات من الشباب بغرداية منذ تجدد هذه الأحداث بالمنطقة مطلع يوليو الجاري حسب حصيلة جديدة أوردتها الولاية، وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي قد توجه نهار امس، إلى ولاية غرداية للإطلاع عن كثب على الأوضاع عقب الأحداث التي تعرفها المنطقة. وأشار مصدر بالولاية إلى تسجيل وفاة أربعة أشخاص منتصف نهار امس، بغرداية متأثرين بإصاباتهم جراء هذه الأحداث . وسجلت أكبر حصيلة بمدينة القرارة (19 ضحية) من بينها واحدة سجلت أمس الثلاثاء بعد تعرضها لمقذوفات قام برميها مجهولون. كما سجل سقوط ضحيتين (2) أمس الثلاثاء ببريان وواحدة بغرداية خلال اشتباكات مماثلة حسب نفس المصدر. وامتدت هذه الاشتباكات الحاصلة بين مجموعات من الشباب لتطال عدة أحياء أخرى بمناطق سهل وادي ميزاب وبريان والقرارة حيث ارتكبت أعمال تخريب وحرق للسكنات والمحلات التجارية وواحات نخيل وتجهيزات حضرية ومرافق عمومية ومركبات من قبل مجموعات من الشباب الملثمين. وتم نشر تعزيزات أمنية هامة من أجل وضع حد لهذه الاشتباكات واستتباب الأمن والطمأنينة بالمنطقة. واضطرت قوات حفظ الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المجموعات المتنازعة. وسجل امس، غلق المحلات التجارية على مستوى مختلف أحياء سهل وادي ميزاب وبريان والقرارة وذلك استجابة لنداء إلى إضراب عام دعا إليه مجموع التجار الإباضيين تعبيرا عن احتجاجهم على أعمال العنف التي تشهدها منطقة غرداية. وقد أصيب عشرات الأشخاص خلال هذه المواجهات حيث تحاول قوات حفظ الأمن التي أرسلت إلى تلك المواقع تفريق المتنازعين واستتباب الأمن مستعملة القنابل المسيلة للدموع. وقد دعا عدد من أعيان وعقلاء منطقة غرداية من مختلف مكونات المجتمع السكان إلى التحلي باليقظة والحكمة لتفادي المواجهات التي تشوه -كما قالوا- صورة المنطقة وسمعتها. وكان قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء الشريف عبد الرزاق قد تنقل أمس الثلاثاء إلى مدينة غرداية للوقوف الميداني على الوضع السائد بها ليعقد على الفور اجتماعا لضبط الخطة الأمنية ولتنسيق الجهود قصد تفادي تكرار مثل هذه الأحداث ولاستعادة الأمن والاستقرار بمنطقة غرداية . وكانت وزارة الدفاع الوطني قد أوضحت في بيان لها أن قائد الناحية العسكرية الرابعة اجتمع كذلك بمقر الولاية مع كافة الأطراف المعنية بعملية التهدئة واستتباب الأمن والطمأنينة بغرداية .واندلعت هذه الأحداث ليلة السبت لتتواصل الاشتباكات بين شباب من حيي كف حمودة وباب سعد ببريان إلى غاية الصباح اثر رشق مارة وعربات بالحجارة والزجاجات الحارقة من قبل شباب مجهولين حسب منتخب محلي أشار إلى تسجيل حوالي 10 جرحى اثنين منهم في حالة خطرة. كما شبت اشتباكات بأحياء وادي ميزاب (غرداية) حيث أثار شباب مجهولون من جديد المواجهات برميهم مقذوفات من زجاجات حارقة وحجارة لاسيما بحيي مليكة وسيدي اعباز. بدوي يلتقيي بممثلي المجتمع المدني بالولاية تنقل وزير الداخلية والجماعات المحلية نورالدين بدوي إلى ولاية غرداية التي ترأس بها لقاءا مع ممثلي المجتمع إثر الأحداث الأليمة التي تشهدها المنطقة.واطلع الوزير الذي كان مرفوقا بالمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل و قائد أركان الدرك الوطني العميد مناد نوبة خلال هذا اللقاء المغلق على الوضع السائد بالمنطقة وتابع عروضا بهذا الخصوص قدمتها مختلف الجهات المكلفة بالتسيير الأمني للمنطقة حسب مصدر من الولاية.وقد توفي ما مجموعه 22 شخصا منذ تجدد الإشتباكات بين مجموعات من الشباب بالمنطقة منذ مطلع شهر يوليو الحالي.بعد ذلك تنقل وزير الداخلية والجماعات المحلية إلى مختلف المدن التي مستها هذه الأحداث بكل من القرارة وبريان وغرداية واطلع على الوضع ميدانيا وعلى ظروف نشر قوات حفظ الأمن حسبما علم من الولاية.وينتظر عقد لقاءات أخرى هذه الليلة مع المكلفين بحفظ الأمن لإيجاد الوسائل الكفيلة بعودة الهدوء وتفعيل لجنة التنمية والمصالحة التي نصبت الخميس الماضي بغرداية من قبل وزير الداخلية والجماعات المحلية.ويتوخى من ذلك تعزيز الإستقرار والتماسك بين سكان منطقة غرداية وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.