شكلت التخفيضات المغرية التي أطلقتها السلطات التونسية، للسيّاح الاجانب من أجل استقطابهم بعد تدهور الوضع الأمني خلال الاشهر الماضية، فرصة للعائلات الجزائرية من أجل التوجه الى تونس لقضاء العطلة السنوية، ويعود اختيار الجزائريين لهذه الوجهة دون غيرها إلى عدة أسباب كان ابرزها القرب الجغرافي والاسعار المنخفضة التي اعلنتها جل الفنادق التونسية خلال الأيام الأخيرة خاصة للجزائريين. رغم تراجع بعض العائلات الجزائرية عن الحجز في الفنادق التونسية لقضاء عطلة الصيف، بسبب الهجوم الإرهابي الذي استهدف سياحا أجانب بمدينة سوسة، خوفا من تكرار العملية، إلا أن عددا كبيرا منهم فضل الإبقاء على الحجوزات فيما سارع البعض الآخر بمجرد انقضاء شهر رمضان المبارك وعيد الفطر إلى الحجز في الفنادق التونسية. وأوضح شريف مناصرة، نائب رئيس الوكالات السياحية، أن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء توجه الجزائريين بأعداد كبيرة لقضاء العطلة الصيفية بتونس يعود إلى التخفيضات التي دعت إليها السلطات التونسية على مستوى الفنادق والتي وصلت إلى نسبة 40 بالمئة إلى جانب تحسين ظروف الاستقبال في المعابر الحدودية البرية والجوية، إلى جانب اتخاذ إجراءات وتقديم تسهيلات خاصة تتعلق بالأسعار بالنسبة للسياح الجزائر المتوافدين إلى تونس عبر الوكالات السياحية والسفر، وأشار مناصرة إلى أن بعض الفنادق المتواجد بالمدن الساحلية التونسية خفضت أسعارها إلى أدنى مستوياتها، قدرت ب 20 إلى 40 دينار تونسي، أي ما يعادل 8 يورو إلى 18 يورو لليلة، مشيرا فيما يتعلق بتكاليف الإقامة أنها تتراوح ما بين 25 إلى 44 مليون بالنسبة لعائلة مكونة من عدة أفراد. وأكد نائب رئيس الوكالات السياحية، أن السبب وراء عدم تفضيل الجزائريين لقضاء عطلة الصيف بالمدن الساحلية الجزائرية راجع للغلاء الفاحش ما يكلف الأفراد تكاليف إقامة باهظة دون احتساب الأكل والشرب، موضحا أن الجزائر تفتقد إلى الكثير من المظاهر التي تشجع على السياحة ما يدفع بالجزائريين إلى تفضيل قضاء الصيف في تونس أو المغرب أو الدول الأخرى التي تضمن تكاليف أقل، مضيفا أن غياب الفنادق لاستقبال السياح بالجزائر ضاعف من حدة مشكلة هروب الجزائريين إلى الدول الأخرى إلى جانب الخدمات المتردية وذلك مقارنة بالخدمات المقدمة على مستوى الفنادق في المدن الساحلية التونسية المختلفة.