أتلفت ألسنة اللهب التي اندلعت بولاية سوق أهراس منذ مطلع جويلية الأخير إلى غاية السبت الماضي، 127 هكتار من أشجار الصنوبر الحلبي والأدغال والأحراش، حسبما أفاد به أول أمس رئيس مصلحة حماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات. واستنادا لرئيس ذات المصلحة خميسي دخي، فإن مجمل هذه الحرائق التي بلغ عددها 37 يعود السبب الرئيسي في اندلاعها إلى الإنسان إما عن طريق التهاون واللامبالاة أو الحرق العمدي. ومن ضمن أسباب نشوب هذه الحرائق التي وقعت بغابات بلديات كل من أولاد مومن ولخضارة والزعرورية والحنانشة وأولاد إدريس وعين الزانة، موجة الحرارة الشديدة التي فاقت 40 درجة تحت الظل بهذه الولاية. وتمكّن أعوان محافظة الغابات بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية إلى غاية مساء يوم السبت من إخماد حريق شب بغابتي بلديتي أولاد مومن و لحنانشة، حيث تمّ تسخير إمكانيات الرتل المتحرك للحماية المدنية الذي يضم تجهيزات وشاحنات إطفاء كبيرة. وذكر ذات المصدر بأن ولاية سوق أهراس سجلت خلال صيف 2014 إتلاف 867 هكتار من أشجار الصنوبر الحلبي والفلين والأدغال والأحراش. ومن أهم غابات الجهة الشمالية للولاية غابة بومزران ب7463 هكتار ببلدية عين الزانة التي تضم أشجار بلوط الفلين وبلوط الزان، وغابة أولاد بشيح ب6279 هكتار ببلدية المشروحة، وغابة فج لعمد بأولاد إدراس ب1792 هكتار. كما تضم الجهة الجنوبية غابات للصنوبر الحلبي بكل من غابة بوسسو (5500 هكتار) ببلديتي تاورة ومداوروش، وغابة وادي ملاق ب3597 هكتار ببلديتي تاورة والدريعة وغابة عين كليب (2943 هكتارا) ببلدية الزعرورية، وغابة لهمامة ببلديتي تاورة وسيدي فرج ب9400 هكتار، مثلما تمت الإشارة إليه. وللتقليل من أخطار حرائق الغابات، أنجزت محافظة الغابات منذ بداية حملة مكافحة حرائق الغابات التي ستتواصل إلى غاية 31 أكتوبر المقبل، 677 هكتار من الأشغال الحراجية وفتح 21,5 كلم من المسالك الحراجية وتهيئة 42,8 كلم من المسالك الحراجية، وتهيئة 137,5 كلم من الخنادق المضادة للنيران. من جهتها قامت مديرية الأشغال العمومية بتنظيف حواف الطرقات المارة عبر الكتل الغابية على 77 كلم فيما قامت مؤسسة سونلغاز بتنظيف الأشرطة الوقائية تحت الخطوط الكهربائية ذات الضغط المتوسط والعالي المارة عبر الكتل الغابية بحجم 23 كلم. للإشارة، فإن الثروة الغابية بولاية سوق أهراس التي تقدر ب89 ألف هكتار أي ما يعادل 20,40 في المائة من المساحة الإجمالية للولاية (4360 كلم مربع) تتشكل من أشجار الصنوبر الحلبي والسرو وبلوط الزان وبلوط الفلين والكاليتوس وأدغال، تمثل كلها مجالا قادرا على تطوير اقتصاد يعتمد على السياحة الترفيهية والسياحة الخضراء.