اكد عادل زدام مدير مكتب برنامج الاممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا بالجزائر في حوار ل السياسي أن داء السيدا لا يزال من الطابوهات في مجتمعنا الجزائري، بالرغم من أن الإصابة به تشهد ارتفاعا ملموسا، حيث سجل اكثر 9600 مصاب بالسيدا منذ ظهور الحالة الأولى سنة 1985 إلى يومنا هذا، أي ما يعادل 800 حالة سنويا مضيفا أن هذه الأرقام تبقى نسبية ولا تعبر عن العدد الحقيقي للمصابين، وهذا يرجع إلى عدة أسباب من أبرزها التركيبة الاجتماعية المحافظة لمجتمعنا، وكذا غياب ثقافة الكشف التطوعي المبكر عن المرض وغياب الوعي لدى الموطنين حول هذا الداء،. وفي السياق ذاته، كشف المتحدث أنه خلال سجلت نسبة إصابة بداء السيدا متساوية بين الجنسين ، أي 50 المائة لدى الجنس اللطيف مقابل 50 في المائة لدى الرجال. بداية هلا عرفتنا ببرنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بالسيدا بالجزائر؟ هو برنامج يشتغل و يوجه و يؤطر المجتمع المدني من أجل تحقيق الرؤية المشتركة التي هي صفر إصابة و صفر تهميش و صفر وفاة في إطار إستراتيجية القضاء على السيدا في 2030 و تأسس المكتب سنة 1999 و يعمل المكتب بالتنسيق مع 13 وزارة على غرار وزارة الخارجية والداخلية و وزارة الشئون الدينية و 07 جمعيات ناشطة في مجال مكافحة الإيدز على غرار جمعية إيدز الجزائر و جمعية الحياة للتعايش مع السيدا. ما هي أهم النشاطات التي يقوم بها البرنامج ؟ نشاطاتنا تتمثل في دعم الإستراتيجيات و دعم الجمعيات الناشطة في مجال السيدا في مجالات العلاج و الوقاية و الدعم النفسي و الاجتماعي للمتعايشين ، كما نقوم بدعم الباحثين حول انتشار الفيروس و دعم الباحثين لتجسيد النشاطات في مجال الوقاية و التحصل على أحسن النتائج ، و ندعم الجمعيات و القطاعات في مجال الوقاية بالإعداد و المتابعة و التكوين و ندعم كل الفاعلين في تحسين نوعية الخدمات و القضاء على التهميش و التمييز للمصابين بالداء. 1 ديسمبر اليوم العالمي لمكافحة السيدا ، هل كانت لكم حملات تحسيسية ؟ نحن لا نقوم بالحملات التحسيسية بشكل مباشر لكن نحن ندعم الجمعيات في الميدان و هناك العديد من الجمعيات التي ستقوم بالحملات و نحن نقدم الدعم و نحن ندعم حملة اليد في اليد التي تقدمها الإذاعة الوطنية الجزائرية ، و بمناسبة اليوم العالمي للسيدا سننظم وقفة سنتكلم فيها على الحوصلة و النتائج و التعرف على التحديات التي ستواجهنا مستقبلا ، و بمعهد باستور سنلقي مداخلة و نعرض كل ما نقوم به من برامج. هل من إحصائيات حول هذا الداء؟ منذ ظهور الداء في 1985 إلى غاية 2015 نحصي اكثر 9600 حالة إصابة بالداء، حيث نسجل 800 حالة سنويا لأشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 45 سنة من الجنسين حيث أن النسب متساوية 50 بالمائة نساء و 50 بالمائة رجال. حسب رأيكم هل تعد العلاقات الجنسية هي السبب الوحيد للإصابة بالسيدا؟ حسب الإحصائيات فإن الطريقة الأكثر شيوعا في انتشار داء السيدا هي العلاقات الجنسية و لكن هناك طرق أخرى يمكن لها نقل الداء على غرار انتقال الفيروس من الأم إلى جنينها و استعمال الأدوات الغير المعقمة أو استعمال أدوات شخص مصاب كاستعمال أدوات حلاقته او فرشاة أسنانه . و هل ترون أن آليات الدعم التي وضعتها وزارة الصحة للكشف المبكر عن الأمراض الخطيرة و المتنقلة كفيلة لمكافحة الداء و التصدي له؟ الوزارة تقوم بمجهودات لتحسين المستوى و لكن هناك نقطة و هي نحن متفقين على ضرورة التحسين أكثر ، و الفحص المبكر هو مفتاح الحل حيث إذا توبع المصاب بطريقة جيدة و تم التكفل به جيدا سيكون استقرار في عدد الإصابات حيث نعمل نحن على تحقيق هدفنا و هو خفض عدد الإصابات في السنوات القادمة كما نعمل على تحسين العمل الجواري و تمكين الأشخاص من القضاء على الفيروس. طالبت العديد من الجمعيات بالكشف الإجباري للنساء الحوامل للكشف عن الفيروس ، هل ترون أن هذه النقطة سارية المفعول و ما تعليقكم؟ هناك قانون وزاري ساري المفعول من هذه الإستراتيجية حيث خضعت 400 ألف امرأة حامل لهذا التشخيص و لكن يبقى العدد ضئيل و قليل لأن العديد من النساء لا تعطي أهمية لهذا التشخيص. هناك عزوف كبير عن مراكز كشف السيدا ، ما تفسيركم حول الأمر؟ الأسباب تعود إلى أشكال التمييز و التهميش لأن المصاب لا يرحم من طرف المجتمع حيث يعتبر شخص غير عادي و يلقى معاملة قاسية و مختلفة و هذا ما يجعل العديد من الأشخاص لا يكشفون عن السيدا خوفا من أن يتعرضوا إلى النبذ و التهميش و التمييز من طرف المجتمع. هناك عدة حالات أصيبت بهذا الداء عن طريق التبرع بالدم، فماذا تنصحون؟ الجزائر قضت على هذا المشكل منذ فترة طويلة و التبرع بالدم مراقب بطريقة حذرة و لا توجد إحصائيات تنبئ بوجود إصابات عن طريق التبرع بالدم في الجزائر ، و لكن يمكن أن تنتقل عن طريق أجهزة طب الأسنان إذا كانت أجهزته غير معقمة أو عن طريق الحقن و المشكل يعود إلى تعقيم الأجهزة و التي تشكل خطورة كبيرة. حسب رايكم ماهي اهم المشاكل التي يعاني منها المصابون بالسيدا ؟ أن اكبر مشكل يواجه مرضى الايدز وحاملي الفيروس، نظرة المجتمع التي تلقي باللوم على حامل الفيروس وتحمله تبعات ما لحق به من مرض، في حين كان من الأجدر أن تقف معه وأن تعامله كأي مريض عادي يعاني من مرض ما. والمشاكل التي يعاني منها مريض الايدز عديدة أولها نظرة المجتمع غير المنصفة وثانيا طريقة التعامل الغير العادلة التي يتلقاها من الناس وخاصة من الذين يطلب منهم تقديم خدمات له مثل الأطباء، فكثير من المرضى وحاملي الفيروس يخبرون الأطباء بحقيقة مرضهم لكي يأخذ الطبيب احتياطاته لكن للأسف يرفض الطبيب معالجته دون أسباب مقنعة مع أن القوانين تؤكد حق المريض في العلاج إلا أنها للأسف لا تطبق. قمتم مؤخرا بتدعيم حملة مكافحة السيدا التي اطلقتها الاذاعة الوطنية فهل من تفاصيل حول المبادرة ؟ اطلقت الإذاعة الوطنية الطبعة السادسة للحملة التحسيسية اليد في اليد لمكافحة السيدا عبر مختلف شبكاتها الوطنية وذلك بمناسبة احياء اليوم العالمي لمكافحة هذا الداء المصادف للفاتح ديسمبر من كل سنة. بالتنسيق مع عدة هيئات وطنية ودولية, و المتميز في هذه الطبعة أنها تتميز بالبعد الوطني وتشمل عدة ولايات بوسط وشرق وغرب وجنوب الوطن.وسيشارك في هذه التظاهرة عدد كبيرمن الطلبة الجامعيين وشرائح أخرى من المجتمع بهدف تشكيل سلسلة بشرية ستحتضنها ساحة رياض الفتح بالعاصمة وملعب مصطفى تشاكر بالبليدة وعدة مناطق من الوطن وذلك بارتداء اقمصة وشارات تعكس التضامن الجماعي لمكافحة داء السيدا.كما ستتميز أيضا بعرض وبث تسجيلات لمواطنين عبر مواقع التواصل الإجتماعي تبين تضامنهم مع حملة اليد في اليد , فضلا عن التضامن الذي أبداه 17 فنانا مع هذه المبادرة والحفل الفني المقرر تنظيمه بقاعة الأطلس في الفاتح ديسمبر المقبل.