تعيش عائلة بلمختار المتكونة من 4 أفراد في بلدية الشبلي وبالضبط في حوش شنو بولاية البليدة، داخل غرفة واحدة هي كل شيء بالنسبة لهم لمدة تجاوزت ال15 سنة، والأخطر من ذلك أن هذه الغرفة مهددة بالانهيار في أية لحظة، نتيجة تشييدها من الصفيح والزنك في ظروف أقل ما يقال أنها كارثية ووسط ظروف معيشية مأساوية لا تصلح لأن تكون مأوى للبشر، وهو ما لاحظته السياسي خلال زيارتها للعائلة. السياسي تزور عائلة بلمختار وتنقل معاناتها في جولة قادت السياسي إلى عين المكان وقفت على حجم المعاناة والتهميش والحرمان الذي فرض على عائلة بلمختار، العيش داخل بيت شبيه بالإسطبل، ونحن هنا انتابتنا الدهشة من الطريقة التي شيّد بها هذا البيت، وإن الصح القول الغرفة من صفائح الزنك والبلاستيك والخشب كما لو كانت بيوتا صيفية، ناهيك عن تراكم النفايات التي صنعت ديكورا دون رفعها، أدى إلى انتشار الروائح الكريهة المقرفة التي تتقزز لها الأنفس، وساهم بشكل كبير في الانتشار الملفت للقوارض والحشرات التي تتقاسم المكان مع العائلة والتي حوّلت حياتهم إلى كابوس مزعج، فهم لا يأمنون على أنفسهم وأولادهم من عضات الجرذان التي تتغذى بكل أنواع القاذورات، التي من شأنها أن تصيبهم بأمراض خطيرة، وهو ما صرح به رب العائلة ل السياسي ليروي لنا تفاصيل معاناة عائلته بعدما أحيل إلى عالم البطالة بسبب مرضه الذي ألزمه الفراش. ميساء تحلم بالدخول إلى المدرسة الواقع الذي وقفت عليه السياسي يندى له الجبين ولا يتصوره العقل، إنه فعلا واقع مر وقاس تتخبط فيه هذه العائلة في هذا المكان الذي تتقاسم فيه الحياة مع الفئران والجرذان منذ أكثر من 15 سنة، وحسب بلمختار ميلود فإن ابنته الكبرى البالغة 13 سنة والتي تعاني من مرض السكري إضافة إلى إعاقتها فإنها لم تدخل المدرسة أبدا، وبعيون دامية تقول الطفلة ميساء البالغة من العمر 13 سنة (حلمي الدخول إلى المدرسة والتعلم مثل صديقاتي)، وفي ذات السياق تقول (ش. فايزة) والدة ميساء (إن نقلها يوميا أمر صعب بسبب بُعد كل المدارس وغياب وسائل النقل، وكذلك رفض تسجيلها في المؤسسات التي قصدناها بحجة وضعها الصحي، وهو أمر غير مبرر). الربو والحساسية وغيرها من الأمراض المزمنة... تلازمهم وأمام هذا الوضع الكارثي الذي تعيشه عائلة بلمختار، فهو لا يخلو من الأوبئة والأمراض المزمنة، منها الجلدية و الصدرية كالحساسية والربو، وهو ما أكدته لنا والدة ميساء قائلة (ان المعاناة اليومية والأوضاع المزرية التي يعيشونها أثرت على صحتة أبنائها، حيث أصابتهم جميع الامراض من السكري والضغط نتيجة سوء التغذية ومناخ الغرفة التي نصحها الأطباء بتغييرها والرحيل منها بسبب الأمراض التي تنهش جميع أفراد الأسرة، فحتى البنت الصغرى أمال والتي تدرس السنة الخامسة أصيبت بمرض الربو والحساسية نتيجة جو الغرفة التي لا تصلح لعيش الحيوانات فما بالك بالبشر)، مؤكدة أن معظم أبناء الحوش يعانون منها، وهو الأمر الذي جعلهم يتصارعون مع هذه المعاناة ليلا ونهارا، وما زاد من تأزم الوضع هو أنهم لا يستطعون العيش في هذه الغرفة لا في الشتاء الذي يعيشونه تحت قطرات الأمطار والتي تغرق عند ارتفاع منسوب المياه قليلا، بسبب مجاري الصرف الصحي التي تفرغ خارجا، ما يؤدي لغرق السكان في المياه القدرة لا محالة، وهوما أكدته لنا ذات المتحدثة. وهذا دون الحديث عن حرارة الصيف التي يستحيل فيها التحمل تحت صفيح الترنيت والزنك الذين سبب لهم العديد من الأمراض كالضغط الدموي الذي ظل يلازمهم طيلة أيام الحر. وعلى أمل الترحيل.. عائلة بلمختار تناشد السلطات المحلية في الأخير وعبر صفحات السياسي ، تطالب عائلة بلمختار المقيمة بغرفة شبيهة بخمّ الدجاج بحوش شبو بالشبلي بالتدخل العاجل لرفع الغبن عنها وانتشالها من الوضعية الكارثية والحرجة التي وصفوها ب(المزرية) التي يتخبطون فيها لأزيد من 15 سنة، دون أن يتدخل أي مسؤول لمعاينة المعيشة القاسيةوالمؤسفة التي يصارعونها في هذا الجحر المظلم الذي تغيب فيه أبسط متطلبات العيش الكريم، لا غاز ولا ماء ولا قنوات صرف المياه، لتزيد بذلك معاناتهم خصوصا في فصل الشتاء. ومن جهة أخرى، تطالب بتدخل مديرية الضمان الاجتماعي لمساعدة ميساء التي تعاني من الإعاقة والسكري علا وعسى تخصص لها منحة قد تنقص من معاناتها في ظل تدهور الأوضاع المعثيشية التي تعيشها وعائلتها بالغرفة الوحيدة، وهو الأمر الذي أزّم حالتها النفسية. وعلى وقع آهات ومعاناة عائلة بلمختار، غادرنا المنزل وكلهم أمل في أن تستجيب السلطات المحلية لندائهم وتحسين أوضاعهم المعيشية.