دعا مشاركون في لقاء جهوي تكويني وتحسيسيي حول مكافحة التسمم العقربي الذي اختتمت أشغاله بغرداية، السلطات العمومية والجماعات المحلية والمواطنين على مضاعفة جهودهم للمحافظة على نظافة البيئة في المناطق الحضرية. ويعدّ ظهور العقرب في المناطق الحضرية مؤشر صارخ على مدى تدهور المحيط وانتشار البناءات الفوضوية وغير الشرعية وبؤر تواجد العقارب، كما أشارت إليه المكلفة ببرنامج مكافحة التسمم العقربي بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وأوضحت الدكتورة، فريدة عليان، أنه جرى تسجيل 46.762 حالة تسمم عقربي منها 38 وفاة في 2015 عبر 39 ولاية بالوطن، مشيرة إلى أن عدد المصابين بلسعات العقارب إرتفع طيلة العشرين سنة الأخيرة، بينما سجل انخفاض في الوفيات بفضل التكفل الجيد الذي يجده المصابون على مستوى مختلف المؤسسات الجوارية للصحة. وألح المشاركون في هذا اللقاء التكويني والتحسيسي الذي بادرت به مديرية الوقاية لدى وزارة الصحة، على ضرورة القيام بحملات تحسيسية حول نظافة المحيط البيئي بمختلف مناطق البلاد والتفكير في وضع مخططات للتجزئات الموجهة للسكن تكون بعيدة عن بؤر تواجد العقارب. وتم التأكيد أن مكافحة التسمم العقربي مرهون بالمحافظة على الوسط البيئي، كما أبرزوا أيضا أهمية ترسيخ ثقافة احترام البيئة في إطار تنمية مستدامة ومفيدة للمواطنين والأجيال الناشئة. وشدّد المشاركون على أهمية إشراك الشباب من خلال جهاز الأشغال ذات المنفعة العامة لليد العاملة المكثفة وبرنامج (الجزائر البيضاء) في عملية جمع العقارب للتخفيض من عدد السكان الذين يتعرضون للتسمم بواسطة هذه الحشرة الخطيرة وتمكين معهد باستور بالجزائر من إنتاج المصل المضاد للتسمم العقربي. وجرى خلال هذا اللقاء العلمي (29-30 مارس)، تنشيط عدة ندوات وورشات عمل من طرف ممارسين قدموا من مختلف الولايات المتضررة من هذه الآفة، وذلك بهدف الوصول إلى تكفل أحسن بحالات التسمم العقربي. كما تمت مناقشة التقييم الكلينيكي للسموم المضادة والتقدم المحقق بخصوص مكافحة العقارب، إلى جانب التطرق إلى الإستراتيجية الوطنية لمكافحة هذه الآفة من خلال إشراك السلطات المحلية والمواطنين والجماعات المحلية.