عرفت ولاية الجزائر، منذ سنة 2015 وإلى غاية بداية صائفة 2016، إستلام وفتح 12 غابة جوارية للمواطنين في إطار برنامج تزيين العاصمة وتنويع مرافق الترفيه بها، حسبما أكده مدير الغابات، عبد النور بعزيز. وأوضح بعزيز أنه وفي إطار برنامج تزيين العاصمة الذي تضمن تهيئة وفتح 25 موقعا غابيا جواريا تم، لحد الآن، استلام فعليا ل12 موقعا فتحت كلها للجمهور العام في انتظار استلام باقي الغابات تدريجيا. ووصلت مرحلة دراسة ملفات تهيئة ما تبقى من فضاءات مبرمجة في إطار هذه العملية إلى نحو 80 بالمائة، فيما بلغ حجم استهلاك الغلاف المالي المخصص للمشروع والذي تم في سياقه استلام 12 موقعا غابيا ما يناهز ال50 مليار سنتيم، أضاف بعزيز. وتقتضي عملية فتح المواقع المشار إليها مرحلة جديدة من التسيير تهدف الى تنشيط عمل الجمعيات بما فيها جمعيات الأحياء والمجتمع المدني لضبط وتنفيذ برامج ترفيهية وتربوية لفائدة العائلات والأطفال تصب كلها في خانة الحفاظ على هذه الفضاءات الطبيعية التي تسهم في تزيين العاصمة وتنويع مصادر الترفيه بها. وأشار المتحدث الى عدد من الفضاءات التي تم فتحها والتي باتت قبلة للعاصميين خاصة خلال الفترات المسائية والليلية، على غرار غابتي بارادو ودودو مختار ببلدية حيدرة وغابة بن حدادي ببني مسوس وغابة الخروب بدالي إبراهيم وغابة اسطنبول ببرج الكيفان وغابة ديار الجماعة بباش جراح وغابة دار العافية ببوروبة وغابة محيي الدين سيدي محمد. وتكتسي غابات العاصمة (113 غابة) طابعا خاصا مقارنة بباقي ولايات الوطن حيث تتميز بموقعها الحضري وشبه الحضري والذي يضفي عليها الجانب الترفيهي، فباستثناء بعض غابات ولايتي قسنطينة ووهران تبقى العاصمة الأكثر وفرة على غابات بهذه الخاصية ما يعني طريقة تسيير استثنائية. وقال المتحدث إن أزيد من 60 بالمائة من غابات العاصمة المتربعة على مساحة تفوق ال5.000 هكتار تقع في محيط حضري أو شبه حضري منها المساحات الكبرى الممثلة في غابات باينام وبوشاوي وبن عكنون ومقطع خيرة، والتي تتراوح مساحتها بين 150 إلى 600 هكتار. توسعة فضاء استقبال الزوار بثلاث غابات وتبقى مشاريع توسعة رقعة وفضاء استقبال الزوار بكل من غابات باينام وبن عكنون وبوشاوي من بين أبرز مشاريع القطاع، كما أوضح بعزي، الذي أكد أنه، مثلا، بغابة بوشاوي، يجري التفكير في أن تصل هذه المساحة إلى 150 هكتار كلها مفتوحة أمام الجمهور العام من قاطني العاصمة وزائريها. وقال أن دراسة هذه المشاريع جارية وسيتم تجسيدها في أرض الواقع فور تخصيص الاغلفة المالية المناسبة لعملية بمثل هذا الحجم، بحيث سيجد المقبلون على هذه الفضاءات متنفسا جديدا بمحيط غاباتهم المفضلة بعيدا عن صخب المدينة. وتعرف هذه الفضاءات، حاليا، إقبالا ملحوظا من قبل الزوار تصل في أيام الذروة، (عطلة نهاية الأسبوع)، الى 10.000 زائر، ناهيك عن كونها وجهة مفضلة لسكان الأحياء المجاورة يوميا لممارسة الرياضات الفردية. وكشف ان تعداد محبي وممارسي الرياضة المسائية، (ابتداء من الساعة الخامسة مساء)، على مستوى غابتي باينام وبوشاوي يتراوح بين 2000 الى 3.000 شخص يوميا. وقال أن الأمن متوفر على مستوى غابات العاصمة كلها، حيث لم تعد تسجل بها أي أعمال إجرامية كما كان الأمر في سنوات مضت، مشيرا إلى انه خلال سنة 2015، لم يتم تسجيل أي حالات تعدي على الأشخاص فيما عدا 3 حالات سرقة للهواتف النقالة من قبل مراهقين. بالمقابل يجد القائمون على صيانة و متابعة هذه الغابات من عمال النظافة صعوبة في عملهم ترتبط أساسا بإهمال متعمد أحيانا ومبالاة ترسخت في تصرفات الزائرين يعسكها حجم النفايات التي يتم رفعها يوميا بتلك الغابات. وقال بعزيز في هذه الخصوص، ان 80 عونا الذي يعملون على نظافة ابرز غابات العاصمة التي تستقطب اكبر عدد من الزوار يواجهون صعوبات في عملهم بالنظر الى حجم النفايات الملقاة من الزوار والتي يتعين عليهم لجمعها تمشيط عشرات الهكتارات تفاديا لنشوب الحرائق وحفاظا على جمال ونظافة المكان. فبغابة بوشاوي، يتم اسبوعيا جمع ما لا يقل عن 570 كيس من النفايات، (20 كلغ للكيس الواحد)، وقرابة ال700 كيس بغابة باينام 682. ووجه المتحدث رسالة لقاصدي غابات العاصمة، لا سيما منها الجوارية التي استلمت مؤخرا قصد الحفاظ عليها وعلى التجهيزات التي تتوفر عليها، كونها مكتسبا طبيعيا يتطلب عناية خاصة.للإشارة، فإن قطاع الغابات خلال سنة 2015 بولاية الجزائر عرف ايضا إنجاز عدد من المشاريع في إطار صندوق التنمية الريفية واستصلاح الأراضي عن طريق الامتياز، وتكتسي هذه المشاريع طابعا اجتماعيا واقتصاديا للحفاظ على الثروات الطبيعية مع تحسين مستوى المعيشة والعمل لقاطني البلديات الريفية، حسب حصيلة إنجازات الولاية خلال نفس السنة. وبلغ تعداد البلديات المستفيدة من هذا البرنامج 6 بلديات، كما شملت المشاريع إنجاز خزانات مائية بالمناطق المستفيدة إضافة الى عمليات تشجير مست 40 هكتارا مع فتح المسالك بذات المساحات الغابية وتصحيح المجاري المائية بها. كما عرف القطاع صيانة الفضاءات المشجرة عن طريق الأشغال الحراجية التي امتدت على مساحة 705 هكتار بتسعة مواقع غابية عبر 8 بلديات بالعاصمة، حسب ذات الحصيلة.