اعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، سعيد عبادو، أول أمس، بالجزائر العاصمة، أن هجومات 25 أوت 1958 لمجاهدي فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا كان لها الأثر البالغ في توجيه الرأي العام الفرنسي والدولي لإدراك حقيقة ما يجري في الجزائر. وأضاف في كلمة له، خلال افتتاح الندوة التاريخية بالمتحف الوطني للمجاهد حول إحياء الذكرى ال58 للعمليات الفدائية لمجاهدي فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، أن هذه الوقائع التي جاءت تنفيذا لتعليمات القيادة العليا للثورة بشن هجومات عسكرية وأعمال تخريبية بكامل التراب الفرنسي كان لها التأثير البالغ في توجيه الرأي العام الفرنسي والدولي، لإدراك حقيقة ما يجري في الجزائروفرنسا من تصميم شعب على افتكاك حريته وحقه في تقرير مصيره. كما أسفرت هذه العمليات أيضا في إحداث أزمة سياسية في فرنسا أدت إلى سقوط حكومات وحدوث انقلاب في ماي 1958 قاده 13 جنرالا فرنسيا بالجزائر، حسب المتحدث، الذي يضيف بأنه أمام هذا الوضع الخطير الذي صار يهدّد الدولة الفرنسية الاستعمارية، في حد ذاته، جىء بالجنرال ديغول لإنقاذ فرنسا بتسخير كل الإمكانيات المادية والوسائل العسكرية مستعينا بالحلف الأطلسي، غير أن كل محاولاته ومناوراته باءت بالفشل أمام ضربات المجاهدين الأشاوس وتضحيات الشهداء. ومن جهته، اعتبر وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أن العمليات الفدائية التي نفذت في قلب فرنسا في 25 أوت 1958 قد عززت قوة الثورة في الداخل والخارج وأكدت شمولية الثورة والإصرار على بلوغ جملة من الأهداف العسكرية والسياسية والدبلوماسية، لا سيما إرباك المخططات الإستراتيجية الحربية للسلطات الاستعمارية التي كانت تعمل على إرسال تعزيزات إضافية إلى الجزائر، لإجهاض المشروع التحرري الوطني في جبهات القتال عسكريا والتعتيم عليها إعلاميا والتمادي في استنزاف ثروات الجزائر. وأضاف أن هجومات 25 أوت 1958 إلى جانب مواقف بطولية أخرى منها مظاهرات 17 أكتوبر 1961 الذي يحتفي بها كل سنة كيوم وطني للهجرة أحداث مليئة بالرمزية في سجل المهاجرين وبما كان لها من دور مشهود في مسار التحرير الوطني. ويتعين على أجيال اليوم الاستلهام من أسلافهم الشجعان في الصبر والتصبر لمواجهة التحديات الراهنة ، حسب الوزير الذي يضيف، أن الجزائر اليوم وهي تعمل بثبات تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، لترسيخ قيم الديمقراطية وتعميق ممارستها وتعزيز بناء المؤسسات بحاجة ماسة إلى كافة قدرات وإسهامات أبنائها المقيمين بالخارج الذين هم على الدوام مرتبطين بوطنهم. وبدوره، اعتبر المؤرخ، دحو جربال، في تدخل له حول هجومات 25 أوت 1958 لمجاهدي فيدرالية لجبهة التحرير الوطني بفرنسا، بأنها حدث مثير لحركات تحريرية بالعالم، مشيرا إلى أن نقل المواجهة إلى عقر دار العدو وفتح ما عرف بالجبهة الثانية للعمل الثوري فوق التراب الفرنسي تعتبر أول عمل من نوعه في التاريخ المعاصر. الجدير بالذكر انه تمكنت جبهة التحرير الوطني من خلال فيدراليتها تأطير مجموعات من مناضليها وتأسيس منظمة خاصة سنة 1956 تحت اسم الجماعات الصادمة، حيث قامت بتوجيه ضربات مؤلمة في 25 أوت 1958 مسّت بالأمن الداخلي الفرنسي في العديد من المناطق بفرنسا وقلبت موازين القوى لصالح الثورة الجزائرية.