في معرض الشارقة الدولي للكتاب، حديث عن آخر الإصدارات العربية والدولية الحاضرة في الدورة ال35، وعن الأوضاع السياسية المزرية التي تعرفها الساحة العربية، والحروب التي تهتك بمنطقة الشرق الأوسط، وحديث كذلك عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية. يتحدث بعض المثقفين والأدباء العرب الحاضرين في معرض الشارقة الدولي للكتاب عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية وعلاقتها المباشرة بقضايا العرب. عبد الرزاق بوكبة: قضية فلسطين لاتزال تراوح مكانها الانتخابات الأمريكية تهمنا نحن العرب والشرق أوسطيين على أكثر من صعيد، لأن هناك ارتباط مباشر بين الإدارة الأمريكية وقضايا الشرق الأوسط والمغرب العربي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ولو أن الإدارات الأمريكية أثبتت على مدار العقود الماضية أنها متشابهة فيما يخص فلسطين، لكن أن يتولى هذا أحسن من أن يتولى ذاك في بعض النواحي. كما أن رهان محاربة الإرهاب في السنوات المقبلة يتطلب منا أن نهتم بمن سيتولى الإدارة الأمريكية، فنحن الآن بحاجة ماسة بأن يذهب تنظيم الدولة الإسلامية إلى الجحيم . عبد الإله عبد القادر: السياسة الأمريكية لن تتغير بتغير الرئيس السياسة الأمريكية لن تتغير بتغير الرئيس، فالسياسة الخارجية لن يرسمها أي رئيس أمريكي سابق ولا لاحق، ولكن ترسمها المصلحة العامة وبدرجة أقل العربية منها، وما الرئيس الأمريكي إلا جهة تنفيذية لهذه السياسة الداخلية التي تعمل لتجسيد المصلحة الأمريكية العليا في أي مكان في العالم ولو كانت في ثقب صغير، سيتخذ هذا الرئيس قرارا لصالح أمريكا. والأمثلة على ذلك كثيرة، فأنا رجل مخضرم، وعايشت رؤساء أمريكان متعددين طوال هذه السنوات، لم ألمح تغيرا في السياسة الخارجية. ربما في التكتيك، ولكن في الإستراتيجية، فهي دوما ثابتة. الصراع الموجود حاليا عندهم، هو صراع من أجل المصلحة الداخلية والمواطن كيف سيخدمونه، في المرحلة المقبلة، وماذا سيحصل له. أما مصلحة الفرد العربي، بما في ذلك القضية الفلسطينية، فمن ال48 لغاية الآن، الرؤساء الأمريكيون تغيروا كثيرا، وكل واحد يأتي بمواعيد، ولكن القضية الفلسطينية مثلا تزداد تقهقرا وتأزما. نفس الشيء بالنسبة للموقف من إيران، ومواقف أخرى كثيرة تهم العرب الذين هم في معمعة من الحروب والمعارك، العراقسوريا اليمن، وكأنها الحرب العالمية الثالثة ولكن أمريكا لم تفعل شيئا وربما العكس تعمل على زيادة لهيب هنا وآخر هناك. ومواقف أوباما كذلك، الجميع كان ينتظر منه الخير، ولكن أفاد المواطن الأمريكي ولم يفد أي قضية من القضايا العربية، بل تراجع في مواقفه كثيرا . محمد الحمامصي.. أديب وقاص مصري الميزة الأساسية التي ينبغي أن نلتفت إليها هنا في الشرق الأوسط أو في المنطقة العربية، فالسياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب ستشهد مرحلة سلبية جدا، نتيجة التردي الذي وصل إليه كلا المرشحين أثناء الحملة الانتخابية. الأجندة الأمريكية في الشرق الأوسط لن تتغير فهناك أجندة تقضي بانسحاب أمريكا من المنطقة، لم تعد هناك حاجة للبترول وانتهى التهديد الإيراني لإسرائيل عقب الاتفاق النووي، وسورياوالعراق ومصر دول منهارة وفاشلة ولا طائل من وراء التورط فيها لأي أهداف كانت. قد يرى البعض أن روسيا ستحل محل أمريكا ومن ثم لابد لأمريكا أن تظل في المنطقة حرصا على نفوذها، لكن الدب الروسي دب مريض ولا يحتمل القيام بأكثر مما يعطي الآن، وقد تكون الخطة الأمريكية توريطه واستنزافه. وأظن بأن ترامب لن يتمكن من تنفيذ تهديداته التي أطلقها ضد العرب، فهو رجل رأسمالي يدرك جيدا كم سيخسر الأمريكان وأعماله هو شخصيا في حال اتخذ هذا الإجراء ضد العرب والمسلمين الذين يتجاوز عددهم المليار، هو رجل طائش لا يتمتع بأي خبرة أو حنكة إنسانية أو سياسية، وعلاوة على ذلك، فإني أراه مضطربا عاطفيا وذهنيا . كاتب وأستاذ جامعي عراقي أتابع منذ فترة الانتخابات الأمريكية لأنها ذات أهمية كبرى في المرحلة المقبلة، فصحيح أنا إنسان عربي، ومثقف ولكن يهمني ما يجرى ليس لأنها أمريكا ولكن الانتخابات الأمريكية لها تأثير قوي دائما على عالمنا العربي خصوصا. فصحيح خلال فترة حكم الرئيس جورج بوش سقطت أول عاصمة عربية وهي بغداد، ولكن في زمن أوباما توالت صور سقوط الأنظمة العربية والديكتاتورية ففي ظل حكومة أوباما، ظهر تنظيم الدولة الإسلامية وما أشبهه من منظمات إرهابية أخرى. وبغض النظر عن اسم الرئيس الأمريكي القادم، فتبقى السياسة الأمريكية واحدة إزاء العرب، لم يأت أي رئيس أمريكي يقدم حلا للأزمة الفلسطينية التي تعتبر القضية الرئيسية بالنسبة للعرب. أي رئيس أمريكي يأتي إلا ويشعل حروبا جديدة، ويشهد ضياع جزء جديد من البلاد العربية، لم نتوقع خيرا من مجيء أوباما، ولن نتوقع خيرا عند مجيء ترامب، والمعطيات الدولية الجديدة تقلل من صورة الرئيس الأمريكي البطل الذي يمكنه إنقاذ العالم، فالتحالف الروسي الإيراني يبدد الآمال بأن يكون رئيسا أمريكيا جديدا بإمكانه مثلا حل أزمة سورياوالعراق وحتى اليمن. فالوجود الروسي والإيراني في منطقة الشرق الأوسط يغير الكثير من الأمور .