يعرف فصل الشتاء كما هو معروف إقبالا كبيرا من العائلات الجزائرية على اقتناء وسائل التدفئة، وفي رحلة البحث عن أرخص الأسعار متجاهلين بذلك كل المخاطر التي تحويها بعض وسائل التدفئة، والتي تؤدي في الغالب إلى الهلاك اختناقا بالغاز، إذ تتميز (مدفآت الموت) بعدم توفرها على المداخن التي تعد ضرورية لإخراج الغازات المحروقة خاصة منها أول أوكسيد الكربون الذي هو غاز بدون رائحة ولا لون يسبب اختناقا يؤدي إلى الموت ويخص هذا التعبير منتجات مقلدة والتي لا تستوفي المعايير المطلوبة حسب المختصين وهو الامر الذي حذرت منه المنظمة الوطنية لحماية المستهلك إقبال كبير على أجهزة التدفئة المستوردة يعرف سوق الحميز هذه الأيام تزاحما كبيرا على محلات الأدوات الكهرومنزلية الذي يشتهر بها هذا الحي، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، الأمر الذي جعل بالكثير من العائلات تقبل على اقتناء الأنواع المختلفة من أجهزة التدفئة، وهنا اقتربت السياسي من إحدى المحلات التي أصبحت الوجهة الأولى للمواطنين وإقبالا ملحوظا عليها، وفي هذا الصدد صرح لنا أحد التجار قائلا: إنه موسم البرد، ولهذا قمنا بجميع الاستعدادات تحسبا لذلك، وكما ترون فإننا نعرض أنواعا مختلفة من أجهزة التدفئة المصنوعة محليا والمستوردة من بعض الدول كالصين و غيرها من الدول الاخرى وفي ذات السياق أعرب العديد من المواطنين عن أنهم معتادون على التسوق من هذا المحل لكونه يشتهر ببيع جميع أنواع الأجهزة الكهرومنزلية منذ سنوات عدة، أما من حيث الأنواع فقالت إحدى العائلات أنها تحب اقتناء الأجهزة المستوردة الملاحظ من خلال جولتنا الاستطلاعية ان الكثير من المواطنين بات همهم الوحيد هو السعر غير مبالين بنوعية هذه الاجهزة و التي قد تكون سببا في حتفهم وهو ما اعرب عنه جمال 65 سنة مضيف ان هناك بعض المدفآت المغشوشة والمقلدة التي يتم عرضها على مستوى بعض محلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية وبعض الأسواق وهو ما يجهله البعض ، وبغض النظر عن رغبة الأغلبية في قضاء شتاء دافئ بدون برد نجد ان الكثير من المواطنين يلجأ لاقتناء هذه المدفآت بسبب أسعارها الزهيدة والمعقولة مقارنة بالمدفآت الأخرى الأصلية والمضمونة لحد بعيد لتكون بذلك السبب المباشر في كوارث قد تكون إزهاق الأرواح لافتقاد هذه الأخيرة للمعايير المطابقة واللازمة التي تضمن سلامة المواطنين وهو ما يغفل عنه كثيرون ببحثهم عن الأسعار على حساب الجودة والنوعية التي قد تكلفهم الكثير ، حيث أن العيوب التي تملأ المدفآت المغشوشة والتي هي بالجملة قد يصنع أبسطها كارثة محتمة على غرار إفراز المدفآت لثاني أكسيد الكربون المسبب للاختناق لاحتمالية توفرها على ثقوب أو نقص في أحد المعدات وغيرها من التركيب الغير المطابق ، و لا يقتصر الأمر على إفرازات ثاني أكسيد الكربون ليمتد إلى حوادث الانفجار الذي تسببه هذه الأخيرة جراء الأعطال أو الأعطاب التي بالمدفآت إذ يمكن لخلل بسيط أن يسبب الكارثة حيث أن هذه المدفآت تسبب الانفجارات وحوادث الحرق حيث أن عدم توفرها وتطابقها مع المعايير المطلوبة يسبب الانفجار لدى استعمالها مباشرة مخلفة بذلك حصيلة في الأرواح ناهيك عن إتلافها للممتلكات وهو ماحذرت منه منظمة حماية المستهلك في العديد من حملاتها التحسيسية. ابوس: الغاز يقتل 93 شخص منذ بداية2016 و في ذات السياق أوضح كمال عزوق رئيس منظمة حماية المستهلك لولاية البليدة بأن مصالح الحماية المدنية أحصت 93 ضحية خلال 2016 على المستوى الوطني نتيجة حوادث الغاز المختلفة الناتجة عن حروق واختناقات ناتجة عن مدفآت مغشوشة أو انعدام التهوية وسوء التركيب، كما أحصت ذات المصالح 1350 تدخل على مستوى 48 ولاية خلال 2016 نتيجة حوادث الغاز منها 80 حالة إغماء شديد بسبب ثاني أكسيد الكربون ، من جهته أضاف كمال عزوق بأن مصلحة حماية المستهلك نظمت حملات تحسيسية ويوم دراسي حول مخاطر الغاز واستعمالاته كما أنها تعتزم تنظيم حملات تحسيسية و توعوية ميدانية بدء من محطة الحافلات بالبليدة حيث ستقوم بتوزيع المطويات على المسافرين والاستطلاع عن مدى وعي المواطن بمخاطر الغاز والتقيد بشروط السلامة. وللتذكير اهتزّت مدينة ڨالمة، في وقت متأخر من مساء اول أمس، على وقع كارثة حقيقية، سببها غاز أحادي أوكسيد الكربون داخل شقة سكنية بحي مكبرو بالمدينة الجديدة ، مخلّفا هلاك 6 أفراد من عائلة واحدة. حسب المعلومات الأولية التي حصلنا عليها، فإنّ الضحايا الستّة وهم الزوج والزوجة وثلاث بنات وولد ، تمّ التفطّن إليهم في آخر اليوم من بعض الجيران، حيث لم يظهروا طوال النهار، ما دفع بهم إلى إخطار مصالح الأمن التي أبلغت الحماية المدنية، وتمّ التنقّل إلى عين المكان ، لتكتشف الكارثة بالعثور على الضحايا الستّة جثثا هامدة بعدما اختنقوا بغاز أحادي أكسيد الكربون، داخل شقتهم السكنية . الحادثة التي ذكّرت سكان الولاية بأكبر كارثة اهتزت لها المدينة ، قبل 12 سنة خلت وفي شهر ديسمبر ، حين أدّى تسرب لغاز المدينة متبوعا بانفجار بإحدى عمارات حي عين دفلة الفوجرول ،مخلّفا مقتل 13 شخصا وأزيد من ثلاثين جريحا وقتذاك . بولنوار: 30 بالمائة من المدفآت الكهربائية مقلدة ومن جهته اوضح الحاج الطاهر بولنوار رئيس جمعية اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين في اتصال لالسياسي بأن هنالك ما يقارب 30 بالمائة من المدفآت الكهربائية مغشوشة كما توجد أعداد هائلة من المدفآت الأخرى التي تستعمل بالغاز تحتوي على أعطاب وقطع غيار مقلدة ما يزيد الخطورة على المواطنين وكل هذا نجده بالأسواق الموازية التي توفر هذا وأضاف بولنوار بان مصالح الجمارك حجزت كميات كبيرة من المدفآت والأجهزة الكهرومنزلية المقلدة خلال 2016.