هاجمت نقابات التربية الوطنية المسؤولة عن القطاع، بسبب تصريحاتها الأخيرة التي تفيد بأن خروج التلاميذ إلى الشارع تقف وراءه أياد خارجية تسعى لاستغلال التلاميذ سياسيا، مشيرين إلى أن تصريحات الوزيرة مجرد استهلاك إعلامي تلجأ إليه في كل مرة عند التراجع عن القرارات التي تتخذها والبعيدة عن مشاورة الشركاء الاجتماعيين. وفي هذا السياق، أوضح مسعود عمراوي، المكلف بالشبكة الإعلامية بنقابة الاينباف ، أمس، ل السياسي ، أن تصريحات وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، المتعلقة بضرورة التفطن وعدم السماح باستغلال التلاميذ سياسيا هو مجرد كلام واستهلاك إعلامي لا غير، تسعى من خلاله الوزارة للتغطية على قراراتها، مشيرا إلى أن الوزارة في كل مرة تتراجع فيها عن قرارات اتخذتها، ترجع الأمر إلى أياد خارجية وأطراف تسعى لضرب استقرار القطاع. من جهته، أكد نبيل فرقنيس، المكلف بالإعلام بالفدرالية الوطنية لعمال التربية سناباب ، أن نقابات التربية لا تملك أي ميول سياسية ولا تنتمي إلى أي حزب سياسي ما يجعلها بعيدة عن اتهامات الوزارة، وليس لها علاقة بأي أياد خارجية، موضحا أنها تسعى بكل ما لديها لإبعاد المدرسة الجزائرية عن السياسة، مضيفا فيما يتعلق بخروج التلاميذ إلى الشارع، أن العطلة الشتوية هي حق من حقوق التلاميذ لا يحق لأي جهة المساس بهذا الحق أو تقليصه، خاصة أن الفصل الأول هو أطول فصول السنة الدراسية، حيث يدرس التلاميذ لمدة أربعة أشهر ما يجعلهم في حاجة ماسة لعطلة لا تقل عن 15 يوما، مضيفا أن نقابة سناباب نددت بالطريقة التي تم من خلالها تمديد العطلة الشتوية قائلا أنها لا تشرف قطاع التربية. وأشار المكلف بالإعلام بالفدرالية الوطنية لعمال التربية، إلى ضرورة إبعاد المدرسة الجزائرية عن الصراعات الإيديولوجية، فيما أكد أن استغلال بعض نواب البرلمان لقضايا قطاع التربية من اجل تشريعيات 2017 لا يعني أن النقابات متورطة في هذا الأمر. بدوره، أكد عبد الكريم بوجناح، رئيس نقابة عمال التربية والتكوين اسانتيو ، أن وزارة التربية ليس لها الحق في إطلاق وتوجيه الاتهامات نحو مختلف الجهات باستغلال التلاميذ في أمور سياسية، موضحا أن خروجهم هو نتيجة لفشل سياسة التسيير، مضيفا أن نقابة اسانتيو قامت سابقا بمراسلة الوزارة لأجل إعادة النظر في رزنامة العطل كون لا يحق لها المساس بعطلة التلاميذ نظرا لخصوصيتها وكونها مدروسة من طرف أخصائيين نفسانيين ولم تأت بطريقة اعتباطية، فيما أكد أن الوزيرة أخطأت عندما أصرت على قرارها وأخطأت أكثر حين تراجعت عن القرار، رغم أنها في ذات اليوم أكدت استحالة تمديد العطلة الشتوية. وأضاف بوجناح، أن الوزارة اليوم أصبحت في كل مرة تخطأ في التقدير، ترجع الأمر إلى أياد خارجية وتتهم جهات دون الإفصاح عنها، داعيا إياها لضرورة الكشف عن هذه الجهات وإبعاد السياسة عن المدرسة، مؤكدا عدم وجود أي استغلال سياسي للتلاميذ وأن ذلك مجرد شماعة تعلق عليها الوزارة بعض القرارات الخاطئة، مضيفا أن تدخل بعض نواب البرلمان في قضايا التربية هو كونهم ممثلين عن الشعب وليس لأغراض سياسية. يذكر أن وزيرة التربية قد شددت أول أمس على أهمية نزول رؤساء مصالح التنظيم التربوي إلى الميدان، بغرض التقرب من التلاميذ على مستوى مؤسساتهم التربوية والحديث معهم، حتى لا يتم استعمالهم كوسيلة لتحقيق أغراض سياسية، خاصة وأننا على مقربة من تشريعيات 2017، مجددة اتهامها لأياد أجنبية بوقوفها وراء خروج التلاميذ إلى الشارع في مسيرات واعتصامات أمام مديريات التربية للمطالبة بإلغاء عطلة ال10 أيام، داعية إطاراتها إلى التفطن والتحرك أمام ظاهرة استغلال التلاميذ سياسيا، في فترة جد حساسة.