أحيت ولاية ميلة الذكرى ال72 لوفاة الشيخ العلامة، مبارك الميلي، بتنظيم نشاطات عديدة تناولت مسيرة وإسهامات هذه الشخصية الإصلاحية الدينية المتميزة، وقد احتضن بالمناسبة، فرع المركز الثقافي الإسلامي للمدينة ندوة علمية بعنوان المسيرة التعليمية والإصلاحية للشيخ مبارك الميلي ، بمشاركة أساتذة ومهتمين بالتاريخ والحركة الوطنية والثقافة. وذكر الشيخ محمد الهادي الحسني في محاضرة ألقاها بعنوان الشيخ مبارك الميلي وكتابه تاريخ الجزائر في القديم والحديث ، بإسهامات مبارك الميلي في الحركة الإصلاحية حيث كان عضوا بارزا في مكتب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد إنشائها مطلع ثلاثينيات القرن الماضي إلى أن توفي في 9 فيفري من عام 1945. و قال المحاضر: إن مبارك الميلي تصدى بقوة إلى جانب رموز جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لكل المحاولات التي كانت ترمي إلى طمس مقومات الهوية الوطنية كما ساهم في نشر التربية والتعليم و تدريس اللغة العربية و تصحيح العقيدة . من جهته، فصل الشيخ الدكتور التواتي بن التواتي الأستاذ، سابقا، بجامعة الأغواط في علاقة الشيخ مبارك الميلي بمنطقة الأغواط بجنوب البلاد والتي أقام بها عدة سنوات بتوصية من الشيخ المرحوم السعيد الزاهري. وبهذه المنطقة المحافظة من الجزائر أنشأ الشيخ مبارك الميلي مدرسة عصرية جمع فيها البنين والبنات في وقت كان فيه تعليم الفتيات في نظر البعض بدعة لا يصح القيام بها وفقا للشيخ بن التواتي. كما ذكر بأن الشيخ مبارك الميلي تكونت على يده العديد من الشخصيات، على غرار الشيخين أبو بكر وأحمد الشطا الذي توفي شهيدا خلال ثورة التحرير الوطنية. وشهدت الندوة أيضا تقديم مداخلات أخرى تناولت محاور الشيخ مبارك الميلي والصحافة العربية للأستاذ علي بن الطاهر و الشيخ مبارك الميلي وكتابه رسالة الشرك ومظاهره للأستاذة آمنة مطعم و مبارك الميلي رجل الدعوة والإرشاد للشيخ محمد مكركب، كما أقامت من جهتها، جمعية ميلاف الثقافية ندوة بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوصوف بميلة بمشاركة الأستاذين نور الدين بوعروج ومحمد بوسبتة. وكان والي الولاية قد زار رفقة مسؤولين محليين وشيوخ ضريح الشيخ مبارك الميلي بمقبرة ميلة حيث تم قراءة فاتحة الكتاب على روح أمين المال السابق بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.