تواجه تكتلات الاحزاب في المنعرج الاخير للتشريعيات صعوبات كبيرة في ترتيب وضبط القوائم الإنتخابية، خاصة في الولايات الكبرى التي تضم النصيب الاعلى من المقاعد والمصالح، في ظل عدم تخلص الأطراف المشكلة لكل من اتحاد النهضة والدالة والبناء، وتحالف حمس - التغيير من العقد التاريخية والمشاكل الجغرافية وحتى الإيديولوجية. واعترف قياديون في حركة مجتمع السلم أن تحالف حمس- التغيير، يواجه صعوبات في ترتيب وضبط القوائم، خاصة في بعض الولايات الحساسة كالعاصمة، معتبرين أن الأمر يعود الى العديد من الأسباب في مقدمتها التقدم الذي كانت حمس تسجله في ترتيب قوائمها قبل أن تتفق على مشروع الوحدة، زد على ذلك وجود مشاكل نفسية وأخرى جغرافية بين مناضلي الحركتين. ورشحت حركة حمس القيادي ياسر عرفات كمتصدر لقائمة التحالف في الجزائر العاصمة قبل أن يزيحه عبد المجيد مناصرة، الامر الذي أربك متصدري قوائم حمس في الولايات الاخرى سيما الكبرى منها أين يرتقب انضمام قياديين من جبهة التغيير. وانفصلت جبهة التغيير بقيادة الوزير آنذاك عبد المجيد مناصرة في 2012 عن حركة مجتمع السلم ، قبل أن يدفعها قانون الإنتخابات الجديد للعودة إلى أحضان حركة الراحل محفوظ نحناح، مثلما يعتقده عديد المراقبين. بدوره يعاني اتحاد النهضة والعدالة والبناء من نفس المشاكل تقريبا في ضبط القوائم الإنتخابية وخصوصا بولاية الجزائر أين ولد صراع بين الاطراف الثلاثة المشكلة للاتحاد على صدارة القائمة، وسط بروز ثلاثة اسماء هي فاتح ربيعي وحسن عريبي ويوسف خبابة. ويطرح مشكلا آخر في الإتحاد وهو اختلاف إيديولوجي بين حركة البناء التي يعتبر مناضلوها من أبناء مدرسة الشيخ محفوظ نحناح ، و الحزبين الآخرين المنضويين تحت لواء النهضة التاريخية بقيادة الشيخ عبد الله جاب الله، هذا الغشكال يعيق بحسب محللين صياغة خطاب سياسي موحد خلال الحملة الإنتخابية لتشريعيات 4 ماي 2017. يشار إلى ان آخر اجل لإيداع ملفات الترشح للتشريعيات هو في الخامس من مارس المقبل، ليفتح المجال بعد ذلك للحملة الإنتخابية التي يرتقب أن تكون ساخنة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة حاليا.