أكد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، لدى إشرافه بسطيف على افتتاح أشغال الطبعة الرابعة للملتقى الوطني الفضيل الورتيلاني وعلماء المنطقة ، تحت شعار الوسطية في فكر الفضيل الورتيلاني ، أنه على الأجيال أن يعرفوا أمثال الشيخ العلامة الفضيل الورتيلاني. وقال الوزير، أنه لا يمكن لأي جيل أن يعيش منقطعا عن هويته وتاريخه وعن أمجاده، دون أن يستحضر هذه الأسماء لأن هذه هي ثقافة العرفان وهذا هو الوفاء بعينه. وأبرز ميهوبي حاجة الأجيال الحالية لأن تكون لها معالم في حياتها، من خلال استحضار ذاكرة الرجال الذين حفروا في كل مجالات هذا الوطن وعبر مراحل التاريخ لأننا نتعلم ونأخذ منهم العبر ، كما قال. واختزل الوزير، في كلمته حياة العلامة الفضيل الورتيلاني ومآثره للحضور المتكون من طلبة وأساتذة وباحثين ومشايخ وأئمة المنطقة، حيث ذكرهم بالحدث الاستثنائي المتمثل في إعادة دفن رفات الشيخ الفضيل الورتيلاني العام 1987 عندما جيء بها من أنقرا بتركيا وما شهدته المنطقة، آنذاك، من توافد حشود أهل المنطقة لأن الرجل كان استثنائيا، على حد تعبيره. وكان الوزير، قبل إشرافه على افتتاح هذه الطبعة التي تدوم يومين بين دار الثقافة هواري يومدين بمدينة سطيف وبلدية بني ورتيلان، قد دشن معرضا للمخطوطات مقام بالمناسبة بالبهو الرئيسي لدار الثقافة، والمتضمن صورا ووثائق حول علماء المنطقة ومصاحف مكتوبة بخط اليد. للإشارة، فقد استهلت أشغال هذا الملتقى بعرض شريط وثائقي قصير عن حياة الفضيل الورتيلاني من إخراج توفيق شربال. ويتضمن برنامج الملتقى إلقاء محاضرات من طرف مؤرخين و أساتذة جامعيين عن حياة العلامة الشيخ فضيل الورتيلاني. يذكر بأن الفضيل الورتيلاني رجل فكر وسياسة وإصلاح في الجزائر، خصوصا وفي الوطن العربي عموما. ولد سنة 1900 وتوفي سنة 1959، وخاض الفضيل الورتيلاني النضال السياسي على الجبهة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي. كما خاض النضال الفكري والإصلاحي على الصعيدين العربي والإسلامي جاعلا من قضية العرب والمسلمين شغله الشاغل، إلى أن رحل عن هذا العالم في 12 مارس 1959 بأنقرا بتركيا. دور الفضيل الورتيلاني لم يتوقف عند التعريف بالقضية الجزائرية من جهة اخرى، فقد أجمع متدخلون في أشغال الطبعة الرابعة للملتقى الوطني الفضيل الورتيلاني وعلماء المنطقة ، التي افتتحت بدار الثقافة بمدينة سطيف على أن دور الفضيل الورتيلاني (1900 - 1959) لم يتوقف عند التعريف بالقضية الجزائرية، فحسب، بل كان إيمانها أكثر اتساعا. وأوضح أستاذ قسم التاريخ بجامعة محمد لمين دباغين بسطيف 2 محند آكليايت سوكي في مداخلة بعنوان علماء الإصلاح بعرش بني ورتلان: الفضيل الورتيلاني نموذجا في مستهل هذه التظاهرة، التي تجري أشغالها ما بين دار الثقافة هواري بومدين بمدينة سطيف و بلدية بني ورتلان والمنظمة من طرف مديرية الثقافة بالولاية تحت شعار الوسطية في فكر الفضيل الورتيلاني ، أن هذه الشخصية لم يتوقف دورها عند التعريف بالقضية الجزائرية، فحسب، بل كان إيمانها أكثر اتساعا، فحملت في قلبها هموم شمال إفريقيا الإسلامي، الذي كان كله يعاني من مظاهر الاستدمار الأوروبي. وأضاف المتدخل، بأن الشيخ الفضيل الورتيلاني كان من بين الأوائل الذين نادوا بوحدة شعوب المغرب الإسلامي ويظهر ذلك، كما قال، من تأسيسه لجبهة الدفاع عن شمال إفريقيا سنة 1944 فكان حاملا لهموم وطنه وشعبه وكذا هموم العالم الإسلامي، كما أشار إليه معظم المؤرخين، حسب ذات المتدخل. من جهته، أفاد منسق الملتقى نبيل غندوسي، بأن 20 أكاديميا متخصصا في التاريخ يمثلون 7 جامعات جزائرية سيقدمون، خلال أشغال هذا الملتقى الذي يدوم يومين مداخلات تاريخية، حيث تتناول بالأساس شخصية الفضيل الورتيلاني ومواقفه وأفكاره ومآثره الخالدة. ومن أبرز الأسماء الحاضرة فضيلة الشيخ العلامة الطاهر آيت علجت. للتذكير، فإن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي كان خلال إشرافه على افتتاح أشغال الطبعة الرابعة لهذا الملتقى، قد أشاد بالوسطية التي كانت تميز فكر الفضيل الورتيلاني مؤكدا بالمناسبة، على ضرورة التمسك بالمرجعية المذهبية الجزائرية التي شكّلت حصنا منيعا وساهمت في التحرر من الاستعمار، قبل أن يبرز أهمية مثل هذه الملتقى التي دعا كذلك، إلى ضرورة ستمراريتها.