تواجه المقبرة البربرية لتاقسبت المهددة بالاندثار لا سيما ضريح تاقسبت المطل على القرية والذي يطلق عليه محليا الصومعة ، وتعرض هذا الموقع الأثري لتدهور كبير بفعل الزلازل خصوصا الزلزال الذي ضرب بومرداس في 21 ماي 2003 وزاده تضررا غياب أشغال الترميم به. وزود هذا الضريح الثماني في السابق بأعمدة في كل زاوية، غير أنه لم يبق منها اليوم سوى عمودين اثنين. وشيّد هذا المعلم الذي أعجب به عدة مختصين في الآثار على مرور السنين، مما دفعهم إلى دراسته من الحجارة المنحوتة بشكل متناسق مما يدل على أنه تطلب عملا جبارا في ورشات عديدة بهذه المدينة بالإضافة إلى الخبرة الكبيرة لسكانها، مما سمح لهم ببناء هذا الضريح، وفقا لحمداد. ويذكر هذا، ضريح تاقسبت وقاعدته التي كانت حتما تحمل هرما بأضرحة أمازيغية أخرى كقبر ماسينيسا بقسنطينة وايمدغاسن بباتنة أو قبر سيفاكس بعين تموشنت الذين شيدوا بنفس التقنية حتى وإن كانت أحجامهم مختلفة مما يدل على أنه معلم بربري وليس روماني، حسب نفس المتحدث. وكان سكان تاقسبت يتبركون بهذا الضريح ويمارسون عدة طقوس فيه على غرار إشعال الشموع لتتحقق دعواتهم وشراء عجل أسود عند دخول الخريف وتقديمه كأضحية حتى يكون الموسم الفلاحي وفير. وغادر فوج الزوار المكان متجهين نحو غابة تكثر فيها أشجار الصمغ والفستق، لزيارة بقايا حصن كان يحيط ب روزيبيسير العتيقة. وتم تشييد قرية قبائلية تقليدية باسْتعمال الآثار وفوقها تعبر قرية تاقسبت ويطلق عليها أعريش ، غير أن سكانها هجروها وبنوا منازل أخرى في الأدنى لتصبح هي الأخرى آثارا لكاتدرائية قديمة لم يبق منها سوى قوس من الحجارة المنحوتة، مما جعل السكان يطلقون عليها اسم أمقياس بسبب شكله الدائري. وبالعودة إلى قرية تاقسبت الحالية بمنازلها العصرية، نلاحظ أن المنازل التقليدية لأعريش مشيّدة بالحجارة المنحوتة التي تمّ استرجاعها من القرية القديمة. كما تجلب الانتباه أداة لعصر الزيت قرب منزل أثري كانت تستعمل بلا شك في عصر الزيتون.